يرتبط شهر مارس بأعياد الأم، وتبدأ الأسر المصرية فى الإعداد للاحتفالات بـ"ست الحبايب"، وتعلو البهجة والفرحة معظم البيوت المصرية، فى حين أن هناك نساءً يتشحن بالملابس السوداء، لا تفارق الدموع عيونهن، حيث يقضين هذا العيد بدون أبنائهن الشهداء، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، فاستحقوا رتبة "شهيد"، لتقف الأمهات سويعات طويلة أمام صورهم يبكين فلذات الأكباد، ويدعين لهم بالرحمة والمغفرة.
أمنية محمد أحمد، والدة الشهيد محمد عبد العزيز، الذى أصيب بطلق نارى أثناء فض اعتصام النهضة، وأجريت له عدة عمليات جراحية، تم خلالها استئصال الكلية اليمنى والطحال والفص الأيمن من الكبد وجزء من الرئة اليسرى، وتبين أيضًا وجود تجمع دموى حول الحبل الشوكى يضغط على الدورة الدموية، مما تسبب فى فقدانه للحركة فى النصف الأسفل من جسده، وتقرر نقله إلى أحد المستشفيات بلندن لتلقى العلاج، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، حيث تؤكد أنها تعيش إحساسًا مؤلمًا بسبب فقدانها لفلذة كبدها.
وقالت والدة الشهيد لـ"انفراد"، كان ابنى منذ نعومة أظافره حريصًا على الاحتفال بعيد الأم، عن طريق ادخار مصروف المدرسة وشراء هدية فى عيد الأم، فقد كان حنوناً باراً بأمه، وبرحيله رحلت السعادة عن منزلنا.
وأردفت والدة الشهيد، لا أستطيع أن أجلس فى المنزل يوم عيد الأم ولا أتحمل أن أشاهد التليفزيون أو أسمع أغانى أعياد الأم، حيث تنفرط الدموع من عينى، فأترك المنزل حتى ينتهى اليوم.
وقالت والدة الشهيد "محمد الخطيب"، الذى استشهد فى رفح بسيناء، كان ابنى أول شخص يقول لى: "كل سنة وأنت طيبة يا ماما فى عيد الأم"، وأصبحت الحياة بدونه صعبة للغاية لا نستطيع العيش بدونه.
وأضافت والدة الشهيد، لا أتحمل أن أسمع أغانى عيد الأم أو أرى مشاهد الاحتفالات فى التليفزيون، فأتسلل إلى المقابر حيث أقضى اليوم هناك، وأجلس أبكى وأدعو له بالرحمة.
بدوره، قال اللواء طارق عطية مدير الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية، إن إحساس فقد الأبناء مؤلم، ومن ثمَّ نحاول القضاء على هذا الإحساس والعمل على خلق نوع من الفرحة للأمهات اللاتى فقدن الأبناء.
وأضاف مدير الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية، لـ"انفراد"، نقيم حفلاً كبيرًا لأمهات الشهداء والأرامل بأكاديمية الشرطة، ونقدم به عروضاً فنية ونوزع هدايا على الأسر، فى محاولة لخلق الفرحة وإدخال السرور على الجميع.
وأردف "عطية"، أن اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، شديد على الحرص على الاهتمام بأسر الشهداء وتقديم كافة الدعم لهم، وهناك توجيهات مستمرة منه بالاهتمام بهم على مدار العام، وليس يوم عيد الأم فحسب.
وتابع، "عطية"، أقول لأمهات الشهداء لا تحزن فقد شرف الله أبناءكن بالشهادة، وهم الآن ينعمون فى جنان الرحمن عند ربهم يرزقون، وستظل ذكراهم شامخة على أرض مصر فلن ننساهم أبداً، والوزارة لن تترك أسرهم مدى الحياة.