منذ 31 عاماً تجمع ما يزيد عن 100 ألف شخص فى ساحة ترو كاديرو بباريس تكريماً لضحايا الفقر المدقع والجوع، معلنين فى هذا اليوم والذى وافق 17 أكتوبر من عام 1987، أن الفقر يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، ومنذ هذا الوقت تم إقرار يوم 17 أكتوبر ليكون يوما عالميا للفقر يتم الاحتفال به سنوياً بهدف تضافر الجهود حول احترام حقوق الفقراء وكذلك القضاء على الفقر.
وبالتزامن مع تلك المناسبة العالمية، يعرض "انفراد" جانبا من الجهود التى قامت بها الحكومة المصرية لمحاربة الفقر والجوع على مدار السنوات القليلة الماضية، والمتمثل فى برامج الحماية الاجتماعية التى أطلقتها الدولة لدعم ومساندة الفقراء والأسر المحتاجة، ولم يقتصر دعم الدولة من خلال تلك البرامج على الدعم النقدى فقط بل امتد ليشمل توفير فرص عمل.
أطلقت الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى 8 برامج للحماية الاجتماعية –حتى الآن- لكل برنامج أهدافه وموازنته والفئات المستحقة له، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية للجانب النقدى فى تلك البرامج نحو 17.5 مليار جنيه، بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة التضامن، هذا بخلاف ما يتم توفيره من فرص عمل وقروض وإمداد وصلات الغاز للمنازل وغيرها.
ملايين الأفراد، يستفيدون من برامج الدولة للحماية الاجتماعية، حيث بلغ إجمالى المستفيدين من الدعم النقدى "فقط" المقدم من بعض هذه البرامج نحو 4 ملايين أسرة بواقع 15 مليون مواطن، وذلك بحسب بيانات وزارة التضامن، هذا بخلاف المستفيدين من فرص العمل، والتى وصل عددها لنحو 70 ألف فرصة عمل وفرها برنامج "فرصة" لأبناء الأسر المستحقة ببرنامج "تكافل وكرامة".
وحول ما يقدمه كل برنامج من البرامج الاجتماعية الـ 8 من مساندة ودعم، أظهرت بيانات وزارة التضامن، أن برنامج تكافل وكرامة والذى بلغ عدد المستفيدين منه حتى الآن نحو 2.250 مليون أسرة، يقدم دعم نقدى للمستحقين عن طريق التحويلات النقدية، فيما يسعى برنامج "فرصة" لتوفير فرص العمل لأبناء الأسر المحتاجة والمستفيدة من البرنامج السابق "تكافل وكرامة".
ويأتى البرنامج الثالث، متمثلاً فى برنامج "مستورة"، والذى يعمل على توفير ومنح قروض متناهية الصغر توجه للفئات الأولى بالرعاية لتنفيذ مشروعات متنوعة بين تجارى وخدمى وحيوانى وصناعى، وتتمثل الشرائح المستحقة لدعم هذا البرنامج، فى المرأة المعيلة، وذلك بهدف تمكينها من خلال مشروع اقتصادى من توفير مصروفات معيشتها وأولادها.
من الجدير بالذكر أن برنامج تكافل وكرامة يعد أول البرامج الاجتماعية التى أطلقتها الدولة فى إطار منظومة الحماية الاجتماعية للأسر الفقيرة، وعلى أساس قاعدة بيانات الأسر المستحقة التى تم إعدادها بهذا البرنامج يتم الوصول للمستفيدين والمستحقين فى باقى البرامج الاجتماعية، مثل المرأة المعيلة والذى يستهدفها برنامج "مستورة" والأبناء فى سن العمل فى برنامج "فرصة".
وطبقاً لبيانات وزارة التضامن، يتمثل البرنامج الاجتماعى الرابع فى برنامج "سكن كريم" والذى يعمل على تحسين بنية المنازل التى لا يوجد بنية تحتية بها، من خلال إدخال وصلات المياه أو الصرف الصحى أو تحسين الجدران وغيرها، وضمن برامج الحماية الاجتماعية التى أطلقتها الدولة أيضاً، برنامج "الأسر المنتجة" والذى يقدم قروض صغيرة ومتناهية الصغر أيضاً للأسر المحتاجة.
ولم تكتف الدولة بإطلاق البرامج الاجتماعية السابقة فقط، حيث أعلنت مؤخراً تقديم دعم نقدى تحت مسمى "معاش الضمان الاجتماعى" والذى وصل عدد المستفيدين منه إلى مئات الأسر، وللتوعية بخطورة الزيادة السكانية والتى يكون الفقر نتيجة طبيعية له، أطلقت وزارة التضامن برنامج "كفاية اثنين"، والذى تستهدف منه الوصول لأعلى 10 محافظات خصوبة وفقر، منها محافظات قنا وسوهاج وأسيوط.
ولا تزال جهود الدولة مستمرة فى مواجهة ومحاربة الفقر، والتوسع فى مظلة الحماية الاجتماعية لتحسين معيشة الأسر المحتاجة والأولى بالرعاية، حيث تواصل وزارة التضامن جهودها فى متابعة المستحقين للبرامج الاجتماعية وما توفره تلك البرامج من دعم نقدى أو مساعدات أخرى كفرص العمل وتنفيذ المشروعات الاقتصادية الصغيرة ومتناهية الصغر.