"عندما حكمت النساء العالم" كتاب أمريكى جديد يرصد قصص ست ملكات حكمن مصر القديمة من حتشبسوت إلى كليوباترا، واللاتى كانت لديهن سلطة حقيقية، ويسلط الضوء بشكل خاص على التصورات الحالية لتولى النساء الحكم.
يقول الكتاب، الذى من المتوقع صدوره فى الأسابيع المقبلة، إن وجود نساء يتولين الحكم يعد ظاهرة نادرة، لكن قبل آلاف السنين فى مصر القديم، تولت نساء المناصب العليا، وبحصانة كاملة، استطاعت ملكات مثل حتشبسوت ونفرتيتى وكليوبترا السيطرة على الدولة إما كوسيطات للحكم أو حاكمات فعليات. لكن على مر التاريخ البشرى، غالبا ما تم استخدام النساء فى مناصب السلطة كبيادق سياسية فى مجتمعات يهيمن عليها الرجال.
ويحاول الكتاب الإجابة على عدد من الأسئلة من بينها ما الذى كان مميزا للغاية فى مصر القديمة وقدم للنساء الفرصة للوصول إلى المنصب السياسى الأعلى؟ وكيف استطاعت هؤلاء النساء تجاوز العقبات الأبوية؟ وما الذى جنته مصر من اعتمادها الليبرالى على القيادة النسائية وما الذى يمكن أن يتعلم اليوم من هذا النموذج.
وترى مؤلفة الكتاب عالمة المصريات الأمريكية كارا كونى إن الملكات اللاتى استطاعت خمس منهن أن تصرب الحاكمة الفعلية "الفرعون" لم تكن كذلك من أجل أنفسهن والمساعدة فى صعود غيرهن وتغير الميدان لصالح النساء، ولكنهن استخدمن السلطة الهائلة لديهم لمساعدة الرجال من حولهن ولحمايتهم من الأذى وإبقاء النظام القائم بالفعل وليس تغييره.
فالملكة ميرنيث من الأسرة الأولى لم تحكم إلا لرؤية ابنها دب نفى العرش دون أن يتعرض لمضايقات وهكذا أصبح أطول ملوك أسرته بقاءً فى الحكم وأكثرهم نجاحا. ونفروسويك من الأسرة الثانية عشر حكمت فقط لأن أسرتها التى كانت تتلاشى وكانت هى آخر من حكم فيها. وحكمت حتشبسوت من الأسرة الـ 18 للحفاظ على سلطة ابن أخيها الصغير ليتم تجريدها من إرثها كملكة بعد 20 عاما، من وفاتها عندما تم محو صورها وأسمائها وتحطيمها ونسبت إنجازاتها إلى أبيها أو شقيقها بدلا منها، وفقا لما تقول الكاتبة.
والملكة نفرتيتى من الأسرة الـ 18، لو كانت حكمت بالأساس عرفت أن عليها أن تكبح نفسها الأنثوية بأسماء ذكورية جديدة، ولا بد أنها كانت تعرف أنها تمهد الطريق فقط لمن سيحكم من الذكور بعدها وهو ابنها توت عنخ أمون صاحب المقبرة الشهيرة فى وادى الملوك.
أما الملكة تاوسرت من الأسرة الـ 19 وجدت أيضا السلطة فى الحكم نيابة عن ملك صبى قبل أن تأخذ الملكية لنفسها وحدها. ولم تخف تاوسرت طموحها، وقضت على منافسيها، لكن مثل هذا الطموح النسائى لم يتم التسامح معه وتمت الإطاحة بها من قبل أحد أمراء الحرب الذى نصب نفسه لاستعادة القانون والنظام فى البلاد.
ثم جاءت كليوباترا التى قادت التمرد ضد شقيقيها والتى استخدمت رجال أقوياء مثل يوليوس قيصر ومارك أنطونيو سعيا للإنجاز فقط أكثر من أن يكونوا أزواج يستطيعون السيطرة عليها، وبعد وفاتها حكم ابنها قيصرون.