فى اليوم العالمى للسعادة الذى خصصته الأمم المتحدة للعالم تذكيرا بوجودها وتأكيدا على أهميتها فى حياة الفرد، نسلط الضوء على أولى الدول العربية التى تسعى لبلوغ السعادة بمواطنيها، دولة الإمارات العربية المتحدة أول دول عربية استحدثت، إعمالا بمبدأ أن السعادة حقا للجميع، "وزارة السعادة" ومنصب وزيرا للسعادة، وهى وزارة غريبة بعض الشىء عن مجتمعاتنا العربية والشرقية.
وبما أن الوزارة جديدة على مجتمعاتنا، فظل البعض يتساءل عن هدف وجدوى وجود منصب ومهام وزارة كهذه، حتى وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتومً حاكم إمارة دبى رسالة إلى شعوب الأرض يجيب فيها عن تساؤلاتنا حول هذا المنصب.
الحكومات تخلق بيئة يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم
وفى وجهة نظر حاكم إمارة دبى، أن "دور الحكومات هو خلق البيئة التى يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وذواتهم.... وظيفة الحكومات خلق البيئة التى يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم".
السعادة التى تسعى دولة الإمارات، ليست سعادة ببلوغ الإنسان للكمال، لأن الكمال للخالق وحده، بل هى السعادة التى يسعى الإنسان لتحقيقها، فمنذ فجر التاريخ والكل يطلب السعادة، وذكرنا حاكم دبى بأن أرسطو ذكر أن الدولة كائن حى يتطور ليسعى لتحقيق الكمال المعنوى والسعادة للأفراد، وابن خلدون كذلك، وفى مقدمة الدستور الأمريكى نص على حق الجميع فى السعى لتحقيق السعادة، بل إن هناك مطالبات من الأمم المتحدة بتغيير المعايير المعتمدة لقياس نجاح الحكومات، من معايير اقتصادية لمعايير تتعلق بسعادة الإنسان.
السعادة وسيلة لتحقيق تنمية اقتصادية فى البلاد
إذا أردت أن تنمو باقتصاد سليم فعليك بالسعادة، هذا ما سعت إليه دولة الإمارات من خلال استحداثها هذا المنصب ومنحه للشباب، حيث رأت أن السعداء ينتجون أكثر، ويعيشون أطول، ويقودون تنمية اقتصادية بشكل أفضل حسب الدراسات.
والسعادة لدى دولة الإمارات ليست منصبا شرفيا أو وزارة جديدة تباهى بها أمام العالم، بل لها مؤشرات وبرامج ودراسات، يمكن قياسها، وتنميتها وربطها بمجموعة من القيم والبرامج سعادة الأفراد، وسعادة الأسر، وسعادة الموظفين فى عملهم، وسعادة الناس عن حياتهم، وتفاؤلهم بمستقبلهم، ورضاهم النفسى والمهنى والمجتمعى، حسبما يرى محمد بن راشد آل مكتوم.
تجربة استحداث وزارة السعادة فى الإمارات، تمنح الدول العربية آملا فى وضع الحكومات "السعادة" على جدول أعمالها باعتبارها حقا للفرد وليس رفاهية للطبقات الغنية يحرم منها البعض الأخر، وتضمن الإستقرار للحكومات، والبناء والعمل والتنمية، فالسعادة كما تعود على الفرد ستعود أيضا على المجتمع بالايجابيات، كما أنها تنهض بثقافة المجتمع فى التسامح والأخلاق والحب والسلام.