حصدت محافظة أسوان مكاسب عديدة بعد انطلاق الموسم السياحى في سبتمبر الماضى، مع بدء موسم الشتاء، وظهرت بشائر عودة السائحين من خلال نسبة إشغالات الفنادق التي قفزت إلى معدلات كبيرة مقارنة بالعام الماضى، وخير دليل على عودة السائحين من مختلف الجنسيات لزيارة المعالم الأثرية بأسوان بعد توقف دام لسنوات.
كان احتفال مدينة أبو سمبل الاثنين الماضى، بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى، لاقى إقبالا غير مسبوق، فضلا عن مشاركة عدد من الوفود الأجنبية وأبرزها سفراء وملحقين ثقافين لعشرات الدول العربية والأجنبية، حيث نقلت كافة وسائل الإعلام حدث التعامد ليعطى رسالة واحدة لكل سائح يرغب في زيارة مصر بأننا ما زالنا بلد الأمن والأمان.
"أثار أسوان" نقل حدث ظاهرة التعامد عبر وسائل الإعلام الأجنبية ساهم في بعث رسائل لمختلف بلدان العالم
ومن جانبه أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، أنتعليمات الدكتور خالد العنانى وزير الآثار بتصوير ونقل الحدث عبر شاشات ووسائل الإعلام بمختلف دول العالم، ساهم كثيرا في الترويج للاحتفالية وللموسم السياحى بشكل عام في مصر، مشيرا إلى أن هناك 8 محطات عالمية ومحلية ومنها القناة البريطانية واليابانية نقلوا الحدث عبر شاشتهم وهو ما سيعطى مردود كبير على المنتج السياحى خلال موسم الشتاء.
وأضاف مدير عام آثار أسوان، لـ "انفراد"، أن الحضور الكبير لعدد من السفراء والملحقين الثقافين للعديد من الدول الأجنبية والعربية أعطى رسالة هامة الى مختلف بلدان العالم أن مصر بلد الأمن والأمان، مشيرا إلى أن نقل حدث عالمى وهو تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني والتي تعد ظاهرة مميزة يبلغ عمرها 33 قرنا من الزمان في ظل هذا الحضور والتمثيل الكبير من مختلف ممثلي الدول الأجنبية يعكس مدى أهمية المزارات الأثرية والحضارة العريقة التي خلدها المصرى القديم في مصر.
"أثار أبو سمبل": زيادة أعداد الزائرين لحفل التعامد خلال أكتوبر كان غير متوقعا عن كل عام
في حين أكد خالد شوقى، مدير آثار أبو سمبل، أن الموسم السياحى بأسوان بدء مبكرا وبأعداد كبيرة عن العام الماضى، لافتا إلى أن احتفالية تعامد الشمس على مدينة أبو سمبل هذا العام كانت مميزة للغاية، فمن المعتاد أن تزداد أعداد الزائرين خلال حفل التعامد في شهر فبراير عن حفل شهر أكتوبر، إلا أن هذا العام اختلف الأمر بعد أن تجاوزت أعداد الزائرين التوقعات، وبلغت نحو 3 آلاف زائر مصري وأجنبى وعربى، مرجعا ذلك لعدة أسباب أهمها هو الاحتفال بمرور نصف قرن على انقاذ المعبد من الغرق وافتتاحه في 22 سبتمبر عام 1968، فضلا عن التواجد للعديد من الوزراء أبرزهم الدكتور خالد العنانى وزير الآثار ووفد من اليونسكو مما أعطى للحفل أهمية خاصة.
كما أوضح مدير أثار أبو سمبل، لـ "انفراد"، أن افتتاح القبة الخرسانية أمام الزائرين لأول مرة هذا العام، لمشاهدة اعجاز رحلة انقاذ المعبد، حيث إنها تعد أكبر قبة خرسانية في العالم ويبلغ ارتفاعها 22 متر، وقطرها 65 متر، مشير إلى أن من أبرز الوفود الأجنبية التي حرصت على حضور الحفل كانت وفود من أمريكا وجنوب أمريكا والهند والصين وإيطاليا وهو ما يؤكد على عودة الثقة مرة أخرى لهذه البلدان فى استقرار الأوضاع في مصر.
غرفة شركات السياحة: أسوان بدأت تستعيد مكانتها السياحية خلال الموسم الحالي
في حين كشف خيرى محمد على، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، عن أن نسبة الإشغال السياحى بمحافظة أسوان هذا الموسم قفزت إلى 70 %، مقارنة بالعام الماضى، مما يعكس على قوة الموسم الحالي الذى سيجعل أسوان تستعيد مكانتها السياحية من جديد.
وأوضح رئيس غرفة شركات السياحة، لـ "انفراد"، أن هذه النسبة مع انطلاق الموسم من المتوقع أن تزداد خاصة مع قدوم إجازة منتصف العام التي تشهد وصول الرحلات المحلية للمصريين من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى الوفود الأجنبية الجديدة التي عادت إلى أسوان بعد توقف دام لسنوات مثل السياحة الإسبانية واليابانية والبلجيكية، مشيرا إلى أن هناك طفرة غير مسبوقة هذا العام تعود إلى تطوير أساليب الترويج للمنتج السياحى وهو العنصر الهام في استعادة مكانة مصر السياحية مرة أخرى.