رغم تكرار حوادث غرق المعديات والمركبات النيلية خلال السنوات الماضية، وحصد أرواح المئات من البشر غرقاً تحت الماء، كان آخرها حادث غرق معدية كفر الشيخ، الذى أسفر عن مصرع 14 شخصا بسبب المخالفات الجسيمة من قائدى هذه الوحدات النهرية من حيث عدم صلاحيتها للملاحة أو انتهاء تراخيصها أو عدم وجود أطواق نجاة كافية وعدم سلامة الإجراءات الملاحية، مازالت مصر تعمل بالقوانين العتيقة حتى الآن، والتى تفرض غرامات هزيلة على هذه المخالفات، لا تتخطى بضع الجنيهات، الأمر الذى جعل أصحاب هذه الوحدات النهرية يقترفون ما شاءوا من الأخطاء ويعرضون حياة المئات للخطر لعدم وجود رادع لهم.
وفى هذا السياق أوضح اللواء حامد العقيلى مساعد وزير الداخلية مدير شرطة المسطحات المائية، أنه منذ 60 سنة بالقانون رقم 10 لسنة 1956، الذى يفرض غرامة 10 جنيهات فقط على سائق المركب النيلى المخالف، وهو ما يعطى فرصة ذهبية لقائدى هذه المراكب بارتكاب العديد من المخالفات ويعرضون حياة المواطنين للخطر، ويستخدمون المراكب والمعديات فى إقامة حفلات أعياد الميلاد والأفراح، وعندما نطالبه بإبراز الرخصة يدعى أنه فقدها ويسدد الغرامة 10 جنيهات ويرتكب ما يشاء من المخالفات.
وشدد مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية على أن وزارة الداخلية طالبت بعد العديد من الحوادث المأساوية التى يشهدها نهر النيل، بسرعة تعديل قوانين حماية النيل، وتغليظ العقوبة إلى الحبس فى حالة المخالفة، خاصة أن الغرامات على المخالفين ضئيلة.
وقفزت على السطح مؤخراً مناشدات للبرلمان بضرورة وجود ثورة تشريعية لحماية أرواح المصريين من أيدى العابثين بحياة البشر، الذين يقترفون ما شاءوا من جرائم تحت غطاء قانونى، وأن يتم تعديل القوانين القديمة التى مر عليها عشرات السنوات وتغليظ العقوبات حتى تكون رادعة لكل من تسول له نفسه الإضرار بحياة المواطنين.
وعلى جانب آخر، أعلنت شرطة المسطحات المائية بوزارة الداخلية، حالة الاستنفار الأمنى الكامل والشامل على المجارى المائية فى البلاد، واستهداف جميع المعديات والمراكب النيلية والوحدات النهرية بحملات أمنية مفاجئة للتفتيش على رخص القيادة ومدى صلاحية هذه الوحدات للإبحار والتأكد من وجود أطواق نجاة كافية لإنقاذ أرواح المواطنين حال وقوع أية مكروه، على أن تكون هذه الحملات على مدار الـ 24 ساعة، لحماية أرواح المواطنين من طمع وجشع أصحاب الوحدات النهرية المخالفة الذين لا يشغلهم سوى جمع المال حتى لو كان على حساب حياة البسطاء.