إسرائيل تعيد فتح ملف أملاك يهود مصر "المزعومة".. مطالب بالضغط على القاهرة لإعادتها مقابل حل الصراع مع فلسطين.. يديعوت تزعم:يهود العرب تعرضوا لنكبة بتهجيرهم من بلدانهم.. وعاشوا بـ"خيبر"قبل ظهور الإسلام

من الحين للآخر، تثير دولة الاحتلال الإسرائيلى، مزاعمها وأكاذيبها حول وجود ممتلكات لليهود فى مصر وعدد من الدول العربية، تم سلبها منهم بالقوة فى منتصف القرن الماضى، وأن الأنظمة العربية فى تلك الفترة أجبرتهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم قبل مغادرتهم أوطانهم وذهابهم لإسرائيل، فبعد أقل من يومين من تهريبها لـ 17 يهودى يمنى فى عملية سرية بالتعاون مع "الوكالة اليهودية" ووزارة الخارجية الأمريكية، فتحت تل أبيب مجددا الملف المزعوم حول أملاك اليهود فى مصر، عبر وسائل إعلامها.

وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خلال تقرير لها أعده محلل الشئون العربية أودى كوهين، إن اليمنيين اليهود اللذين هربوا من اليمن خوفا على حياتهم بعد انهيار الحكومة المركزية فى صنعاء بعد أن أصبحت غير قادرة على حفظ أمنهم، حدث الشىء نفسه مع يهود الدول العربية مع إعلان قيام إسرائيل بعد عام 1948.

وقالت الصحيفة إن الوجود اليهودى فى الدول العربية، منذ أكثر من 3000 عام أى قبل ظهور الإسلام، وأن اليهود عاشوا فى منطقة "خيبر" بالمملكة العربية السعودية، وفى "بابل" بالعراق وجميع أنحاء الشرق الأوسط، إلى أن شهد القرن العشرين سياسات الفصل العنصرى ضدهم وخاصة من جانب الدول العربية، التى قامت بطرد اليهود من أراضيها.

النكبة اليهودية المزعومة وأدعت الصحيفة العبرية أن اليهود تعرضوا لـ"نكبة" من البلدان العربية، وأن قصص هروبهم من بلدانهم لم تروا فى كتب التاريخ، وأن الجميع يتحدث قط عن النكبة الفلسطينية وأزمة اللاجئين الفلسطنيين فى كل المحادثات الأبدية ولا أحد يتحدث عن معاناة اليهود فى الدول العربية، والمذابح التى تعرضوا لها فى هذه البلدان، وبالتأكيد عن ممتلكاتهم التى تمت مصادرتها، على حد زعمها.

يهود مصر واستطردت الصحيفة العبرية مزاعمها قائلة، أنه مع إنشاء إسرائيل، أعلنت الحكومة المصرية أنها سوف تصادر ممتلكات كل اليهود فى مصر إذا أتضح أنهم سيشكلون خطرا ضد الدولة المصرية، وقامت بسن قانون ضد اليهود بعدما اتهم الأغلبية الساحقة منهم بدعمهم لـ"الحركة الصهيونية". وزعمت الصحيفة العبرية أن مئات الشركات والبيوت التجارية صودرت من اليهود، وألقى عدد كبير منهم فى السجون، بتهمة تأيد "الصهيونية"، كما تم ترحيل عدد كبير بالملابس التى كانوا يرتدونها على أجسادهم فقط. وأدعت الصحيفة الإسرائيلية، أنه على مر السنين، كثف النظام فى مصر من مضايقة اليهود ومؤسساتهم والحركات الشبابية اليهودية وقام بتأميمها وتم طرد عشرات الآلاف من اليهود فى مصر وختم على جوازات سفرهم "ذهاب بلا عودة"، وأنهم أجبروا على التوقيع على وثائق بأنه ليس لديهم أى أملاك فى مصر ولن يعودوا إليها أبدا. يهود العراق وزعمت يديعوت، إن يهود العراق أيضا تعرضوا لانتهاكات، من خلال تشريعات عنصرية ضدهم وأجبروا على التخلى عن ممتلكاتهم، مضيفة أن أى شخص كان يرغب فى ترك العراق كان يتعهد بالتوقيع على التنازل عن ممتلكاته ونفى أى حق له والتعهد أيضا بعدم العودة مرة أخرى للعراق. وقالت الصحيفة العبرية إن هذه هى قصة مئات الآلاف من اليهود الذين جاءوا إلى إسرائيل فى القرن الـ20، وحتى الآن قضية أملاكهم تعانى من الإهمال، داعية الحكومة الإسرائيلية بالضغط على تلك الدول لاستعادة ما وصفته بـ "ممتلكاتهم التى سرقت بالليل"، فى أى مفاوضات لإنهاء الصراع مع الفلسطنيين.

قضية التعويضات ليهود العرب وكانت آخر محاولات الدولة العبرية لإثارة هذا الملف، مطالبتها للدول العربية منذ عدة سنوات بتعويضات ضخمة عن هذه الأملاك المزعومة، بل أنها فتحت هذا الملف من قبل فى الأمم المتحدة للضغط على العرب وخلق قضية وهمية موازية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وعدم المطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطنيين.

وأقامت منظمات يهودية دعاوى قضائية دولية لمطالبة الدول العربية بتلك التعويضات على تهجير اليهود، المزعوم، وذلك فى الوقت الذى تتنكر فيه لتهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه بالقوة، وتسعى من خلال هذه الخطوة إلى اختزال تهجير الفلسطينيين ونكبتهم برواية مختلقة حول تهجير اليهود من الدول العربية.

كما أقامت تل أبيب لمراسم وطقوس رسمية فى ديوان الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، نهاية عام 2014 الماضى، بموجب قانون سنته بهدف لفت الأنظار إلى اليهود الذين قدموا لإسرائيل من الدول العربية.