"الكنز المهمل".. عين حلوان الكبريتية ثروة قومية تعانى الإهمال.. المترددون عليها: تشفينا من الأمراض الجلدية والروماتيزمية ونفسنا نشوف تطوير والسياح تزورها رغم الإهمال.. والقاهرة تتجاهل استغلالها ..صور

مصر ملئية بالكنوز، منها ما هو مدفون فى باطنها وما هو ظاهر للجميع، ومن بين كنوز مصر المهملة بشكل كبير "عين حلون" الكبريتية، والتى لها شهرة كبيرة داخليا وخارجيا، حيث يتردد عليها المئات بحثا عن الشفاء من الأمراض الجلدية بمختلف أنواعها والروماتيزمية أيضا. عين حلوان تعانى الإهمال على الرغم من أهمية وشهرة عين حلوان، إلا أنها لم تحظَ بالرعاية والإهتمام المناسب من محافظة القاهرة، ما يؤهلها لتمثل مصدر دخل جديد لها أو تنشط حركة السياحة العلاجية التى دائما ما نبحث عنها. انفراد، أجرى جولة ميدانية بعين حلوان لاستطلاع آراء المواطنين المترددين عليها ورصد حالة العين الآن وهل مياهها ما زالت تشفى الأمراض. الأطفال يستحمون بحوض صغير العين متصلة بمجرى يشكل شلالا صغيرا يصب فى حوض من الطوب الأسمنتى الملىء بالصحالب نظرا لعدم تنظيفه، والحوض يفيض من حوله لتغرق المياه ما حوله متخذة طريقها إلى أن تصل لفتحة بشبكة الصرف الصحى ما يجعل النباتات والحشائش تنمو بطول طريق المياه، والحوض الصغير يستحم به الأطفال بشكل مستمر على سبيل اللعب. نمو الحشائش والغاب بكل مكان كثرة المياه المتدفقة من العين جعلت الحشائش والغاب ينمو بكل مكان بشكل عشوائى ما جعل المنظر لا يسر العين، وعدم الاهتمام بمجرى المياه جعله يتراكم عليه الطحالب ليبدو أخضر اللون بالإضافة إلى تحطم المجرى نفسه. أحد المترددين: كنت أعانى من آلام الظهر أشرف سلومة أحد المترددين على عين حلوان، إنه يعانى من آلام فى الظهر ويتردد على العين منذ شهر تقريبا، ويشعر بتحسن كبير، مشيرا إلى أنه كان يتردد على العين منذ زمن وكان الحال أفضل بكثير من الآن، وكان الإقبال كثيف عليها، وكان مساحتا أكبر من الموجودة الآن. وأضاف سلومة، لـ "انفراد"، أنه كان يوجد صنابير مياه تأتى من المياه من العين ولكنها تعطلت منذ زمن، مشيرا إلى أن الأهالى كانوا يقيمون مولد سنويا بجوار العين احتفالا بها. سيدة: حفيدى شفى من مرض جلدى وقالت إحدى السيدات المترددة على العين، أنها تتردد على العين منذ أيام بصحفة حفيدها الصغير ليستحم بها بعد إصابته بمرض جلدى، مؤكدة أن ذلك أسفر عن نتيجة فى شفائه واختفاء الطفح الجلدى، خاصة أنها ترددت على عدد كبير من الأطباء ولم تجد أدويتهم نفعا، مضيفة أنه كان هناك اهتمام بالعين قديما أكثر من الأن متمنية أن يتم تطوير المكان. السياح يترددون على العين رغم الإهمال ويقول أحد أفراد أمن العين، أنه يتواجد بالمكان منذ 10 سنوات تقريبا، وشهد تردد جنسيات مختلفة على العين بحثا عن الشفاء، بالإضافة إلى وضع زيارة المكان ضمن برنامجهم السياحى بمصر، مشيرا إلى أنه تحدث مع عدد كبير من السياح الذين أكدا له أنهم لا يحضرون إلى مصر إلا ويمروا على العين للاستحمام بمياهها، مشيرا إلى أن إقبالهم انخفض الآن. وأضاف أن ما يقال عن جفاف العين فى فترة من الزمن أو تغير لون المياه للون الأحمر غير صحيح، مشيرا إلى أنه موجود منذ زمن ولم يرَ ذلك، موضحا أنه من الممكن أن تغلق العين لفترة لا تزيد عن ثلاث أيام وأنه من الممكن أن يتحمل غطاء البئر أن يغلق 3 أيام فقط ويتم ذلك بغرض تنظيف المجرى فقط. الدخول مجانى لعين حلوان الكبريتية وقال فرد أمن آخر مسئول عن حراسة العين أن الدخول للعين مجانى ولم يتم فرض رسوم عليه، مشيرا إلى أن أطباء مشهورين يصفون لمرضاهم الحضور للعين للاستشفاء بمياهها، وبالفعل تحدث تقدم كبير فى شفائهم من الأمراض الجلدية والروماتيزمية. الأطباء يصفون العين للمرضى وأضاف ل انفراد، أنه شهد حضور سيدة من محافظة الفيوم يوميا لمدة 15 يوما حسب وصف الطبيب لها، حيث اخذت مسكن قريب من المكان لسهولة التردد عليه، وغيرها الكثير فعل ذلك، مشيرا إلى أنه من وقت لأخر يتم تحليل المياه وقياس نسب الكبريت بها، وأن كل الأبحاث التى اجريت على المياه أكدت صلاحيتها للاستخدام. يذكر أنه فى عام 1899م افتتح عباس حلمى الثانى عيون حلوان الكبريتية بعد تشييد مجموعة الحمامات الحالية، واندفع السائحون إليها من مختلف البلدان، وهنا بدأت حلوان تصبح منتجع سياحى وخاصة بعد تخصيص فندق للحمامات فى شارع منصور. يقال إن السبب فى وجود هذه العيون احتمال انسيابها بالقرب من بركان خامد، والماء يخرج منها شفافاً وصافياً إلى سطح الأرض لكن عند ملامسته الهواء يغطى الماء بطبقة من الكبريت المخلوط بملح الكالسيوم، فهذا الماء من أغنى العناصر الشفائية الطبية لكثير من الأمراض مثل الأمراض الجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية وأمراض الكبد.