الأمن حدد موقع الضحية بعد تتبع مكالمات المتهمين
الجناة أعطوا الطفل جرعات منومة للسيطرة عليه
مع غروب شمس أحد أيام النصف الثانى من شهر نوفمبر الجارى، وفى حوال الساعة السادسة والنصف على وجه التحديد ، كان الطفل "أحمد" يلهو بصحبة أصدقائه الصغار، الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم الـ5 أعوام، أمام منزلهم بالحى الثانى عشر بمدينة السادس من أكتوبر ، وفى غضون دقائق قليلة أختفى أحمد ، ولم يعلم أحد عنه شيئًا.
بدأت أسرة الطفل فى البحث عنه، وفى اعتقادهم أنه قد ضل طريقة، بعدما ذهب بعيدًا عن المنزل، خاصة وأنه لم يتجاوز الثلاثة أعوام من عمره، ولكن الأمر كان مختلفًا عن مجرد طفل " تاه "، فبعد نصف ساعة من البحث تلقت جدة الطفل اتصالًا هاتفيًا من مجهول طلب منه مبلغ مالى قدره مليون جنيهًا مقابل الإفراج عن الطفل، والحفاظ علي حياته، ومن هنا بدأ خط سير القضية يأخذ منحنى أخر.
انتقل "انفراد" إلى الموقع الذى اختطف منه الطفل "أحمد" وتقابلنا مع جدته "أم حسن" وأفراد أسرته، الذين كانوا فى غاية السعادة بعودة الطفل سالمًا، بعد أيام قليلة من خطفه على يد عصابة مكونة من 6 أشخاص، بمجهود رجال الأمن الذين تتبعوا خط سير الجناة، ورصدوا مكالمتهم الهاتفية، حتى نجحوا فى تحديد موقعهم وتحريره.
"تلقيت اتصالًا هاتفيًا من شخص مجهول يطلب منى مبلغ مليون جنيهًا، مقابل إطلاق سراح الطفل، وقالى لى بالحرف الواحد:"هقطع رقبته الواد"، تقول "أم حسن" جدة الطفل "أحمد"، لم أضعف أمام التهديدات التى تلقيتها، وقلت للخاطف:"أقطع رقبته، أنا لدى 16 حفيد أخر، ولو انفقت علي وأحد منهم مليون جنيه، سيموت الباقين، وأغلقت الهاتف فى وجهه".
وتتابع، أتصل الخاطف مرة أخرى، وقال لى:"أنتى مستخسرة فى الطفل مليون جنيه، ده عينه لوحدها تجيب المليون"، فقلت له:"أخلع عينه وخد المليون جنيه، وارسله إلى دون عين"، كنت متماسكة لأبعد حد، حتى لا يشعر الخاطف بأننى ضعيفة أمامه، ويستمر فى مساومته لى، بعدها توجهت إلى قسم شرطة ثان أكتوبر، وفى الحقيقة لم يقصررجال الشرطة فى أداء عملهم ولم يدخروا جهدًا فى سبيل إعادة الطفل.
بدأت أجهزة الأمن العمل على القضية ، من خلال تتبع أرقام الهواتف التى اجرت اتصالًا هاتفيًا بـ"أم حسن"، وتبين أن الشخص الذى ساوم الجدة فى البداية مقيم بمحافظة المنيا، وليس هو الخاطف الحقيقى للطفل، ولكنه قريب الخاطف، وأجرى الاتصال من المنيا لإيهام أسرة الطفل، أن الضحية غير متواجد بالقاهرة، وهذا ما تأكدت منه الجدة، خاصة حينما فشل ذلك الشخص فى الأدلاء بأوصاف الطفل، أو حتى مواصفات ملابسه التى كان يرتديها.
تستكمل "أم حسن" حديثها قائلة:"فى اليوم التالى، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من شخص أخر أدعى أن أسمه "أدهم" وقال لى:"تقدرى تجمعلنا فلوس أد إيه يا حجة"، فرددت عليه:"200 ألف جنيه وهذا كل ما أملكه الأن"، وهو ما وافق عليه، وطلب منى فى اتصالًا هاتفيًا أخر أجراه فى غضون السابعة مساء يوم الجمعة، وضع المبلغ فى صندوق قمامة أمام حديقة الحيوان بالجيزة، ووعدنى فور استلامه الأموال بتحرير الطفل بعد 3 دقائق.
وتتابع الجدة قائلة : توجهت إلى قسم الشرطة واطلعتهم على تسجيل المكالمة التى دارت بيننا، وأثناء تواجدى فى القسم أجرى الخاطف الحقيقى اتصالًا هاتفيًا بى وطلب منى التوجه إلى المكان المتفق عليه من أجل تسليمه الأموال، وطالب سرعة التنفيذ نظرًا لكون الطفل كان يبكى، وعرض علي سماع صوت الطفل فوافقت، وحادثت "أحمد" وقلت له:"بابا أسمه إيه؟، فرد عليه "حسن" وقلت له وأختك أسمها إيه قال لي "سوسو".
بعد المكالمة تمكنت أجهزة الأمن من تحديد موقع الطفل، وبدأت أجهزة الأمن فى التحرك سريعًا نحو المنزل المختطف فيه الطفل، والذى تبين أنه فى منطقة بكفر غطاطى التابعة لقسم شرطة الهرم، وبدأت مدراعات الشرطة فى التحرك، وتوجهت نحو المنطقة، التى وصلوها فى غضون الساعة الواحدة والنصف فجرًا، وبدأت عملية المداهمة، وحينما استشعر الجناة وجود الامن فى المنطقة حاولوا الهرب.
أخذ أحد الجناة وفقًأ لـ"مصادر أمنية" الطفل فوق عقار مكون من 5 طوابق وحاول الهرب، وقفز به بين عقارين متقاربين، فنادى عليه رجال الأمن ، بأنهم يريدون الطفل فقط فتركه، وبعدها بدقائق طوق رجال الأمن المنطقة ، ونجحوا فى القبض على 5 متهمين بينهم سيدتان، وبعد عدة أيام قليلة تم القبض على المتهم الأخير بمحافظة المنيا.
وقالت "أم حسن":"الطفل رجع سليم والحمد لله، ولكنه كان فى حالة ضعف عام، وحينما عرضته على الأطباء تبين، أن المتهمين أعطوه جرعات كبيرة من المنوم، للسيطرة عليه، وهو ما تسبب له فى هذه الحالة، الحمد لله على عودة سالمًا، ونشكر رجال الأمن بقسم شرطة ثان أكتوبر ومديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية، على المجهود العظيم الذى بذلوه من أجل إعادة الطفل سالمًا.