أحالت نيابة مركز إمبابة وكرداسة، 44 متهما إلى نيابة أمن الدولة العليا للتصرف، تمهيدا لإحالتهم للمحاكمة أمام الجنايات، لاتهامهم بتشكيل خلية إرهابية باسم "لجنة المقاومة الشعبية بناهيا وكرداسة" والمعروفة بـ"الملثمون".
وشمل ملف تحقيقات النيابة في القضية رقم 9033 جنح كرداسة، اعترافات المتهمين، وتحريات ضباط قطاع الأمن الوطني حول نشاطهم، بالإضافة إلى تقرير الأدلة الجنائية وقسم الحرائق والمفرقعات بشأن المواد المعجلة للاشتعال والتي عثر عليها فى مسرح وقوع حوادث الحريق والتفجير.
وكشفت تحقيقات النيابة، قيام المتهمين بتشكيل خلية إرهابية باسم "لجنة المقاومة الشعبية بناهيا وكرداسة" وعرفت باسم "الملثمون"، وذلك خلال عام 2013، ومارست نشاطها الإجرامي طوال عامي 2014 و2015.
واشارت التحقيقات أن العصابة الإرهابية استهدفت مقاومة الدولة، ومؤسساتها الشرطية والعسكرية، وكذلك المنشآت الحكومية الخدمية، والعاملين بتلك المؤسسات، وارتكب المتهمين جرائم متنوعة مثل إضرام النيران بالوحدة المحلية والصرف الصحي الخاصين بقرية ناهيا، وحرق مصنع وشركة بالقرية، وكذلك إحراق المركز المحلي لمدينة كرداسة والجراج الملحق به الذى أسفر عن وفاة كلا من محمد عبد الحميد ناصر، ومحمد شعبان محمد ، كما فجروا مركز شباب ناهيا .
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين قاموا بقتل كلا من عبد الله احمد عبد العال، أمين شرطة بقطاع الأمن الوطني بالجيزة، وجمال عطا الله شبل، وصلاح الدين أحمد همام.
اعترافات المتهمين
كما حصلت انفراد على اعترافات المتهمين بتشكيل خلية إرهابية باسم "لجنة المقاومة الشعبية بناهيا وكرداسة" والمعروفة بـ"الملثمون"، والمتهم فيها 44 شخص.
وكشفت تحقيقات نيابة مركز إمبابة وكرداسة، أن المتهمين قاموا بإحراق الوحدة المحلية والصرف الصحي بقرية ناهيا، بالإضافة إلى مصنع وشركة بذات القرية، وحرق المركز المحلي لمدينة كرداسة والجراج الملحق به، كما فجروا مركز شباب ناهيا وأسفر عن مقتل شخصين، وكذلك قتلوا 3 أخرين من بينهم أمين شرطة بقطاع الأمن الوطني بالجيزة.
وقال المتهم الأول خلال تحقيقات النيابة، إنه انضم لخلية "الملثمون" في أعقاب ثورة 30 يونيو، وتولي إدارة شؤونها واستقطاب أعضائها، كما تولى التخطيط لارتكاب عملياتهم النوعية، وساهم في تنفيذها مع باقي المتهمين.
وأضاف المتهم الثاني في التحقيقات بمشاركته في ارتكاب جرائم إحراق المجلس المحلي لمدينة كرداسة، وأشار إلي أنه داوم علي حضور الاجتماعات الدورية للخلية بالاستراحة الخاصة بنجل عمه، كما شارك في التخطيط لعمليات الخلية.
و اعترف المتهم الثالث أنه لجأ للجماعة الإرهابية بعد صدور حكم قضائي ضده، لارتكابه واقعة جنائية، وانضم بهدف الهروب من قبضة رجال الأمن، وشارك أعضائها فى ارتكاب جرائمهم مقابل حمايته من قوات الشرطة.
فيما أنكر المتهم الخامس ارتكابه لأي وقائع حرق أو تخريب، وأن عملية ضبطه تمت لأنه من أعضاء جماعة الإخوان، والحرق والتخريب التي قامت بها الخلية، وأن مشاركاته كانت قاصرة علي المسيرات والمظاهرات التي تنظمها الجماعة.
اعترف المتهم السادس في التحقيقات بكافة التهم المنسوبة إليه، وأكد أنه شارك فى إحراق المجلس المحلي لمدينة كرداسة وناهيا، وقتل المجني عليه أحمد عبد الله.
وأنكر المتهم السابع علاقته بخلية الملثمين، وأكد أن دوره اقتصر علي توفير محل إقامة لعدد من أعضائها، وذلك بعد ملاحقة قوات الأمن لهم، كما أنه كان حلقة الوصل بين عدد من المتهمين وبين المتهم الثامن المدعو "وجدي. س. أ"، في محاولة لتجنيده واستقطابه، واستغلال خبرته في مجال الكيماويات لمساعدتهم في تصنيع مواد متفجرة.
وبمواجهة المتهم الثامن قال بإنه يعمل مهندسا كميائيا، وقد قام بتصنيع بعض المواد المتفجرة والتي يتم وضعها داخل العبوات الناسفة.
الجرائم التى ارتكبتها خلية الملثمون
اعترف المتهمون فى القضية رقم 9033 جنح كرداسة، والمتهم فيها 44 شخص، والخاصة بخلية "لجنة المقاومة الشعبية بناهيا وكرداسة" والمعروفة بـ"الملثمون" الإرهابية، بقيامهم بإضرام النيران في المجلس المحلى لمدينة كرداسة والجراج الملحق به، بعدما رشقوه بزجاجات "المولوتوف" الحارقة، وحازوا وأحرزوا خلال جريمتهم أسلحة نارية عبارة عن بنادق آلية سريعة الطلقات وطلقات نارية.
وكشفت تحقيقات النيابة، أن الواقعة الثانية تمثلت فى قيام المتهمين بعدة وقائع خلال الفترة من يناير 2015 وحتى مارس 2015، بدائرة مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، أن أولي تلك الوقائع هي قيام 8 متهمين بالتخريب العمدي لإحدى المؤسسات العمومية والمخصصة وهى "الوحدة المحلية لقرية ناهيا"، وذلك بعدما أضرموا به النيران بواسطة زجاجات "المولوتوف" الحارقة.
واشارت التحقيقات أن الواقعة الثالثة تمثلت في قيام 5 من المتهمين بإحراق محطة جنوب المحيط الحلزونية للصرف الصحي، باستخدام زجاجات "المولوتوف" الحارقة، وحازوا وأحرزوا لتنفيذ جريمتهم أسلحة نارية عبارة عن بنادق آلية سريعة الطلقات وطلقات نارية، التي لا يجوز حملها أو حيازتها دون ترخيص.
اما الواقعة الرابعة فتمثلت فى قيام 3 من المتهمين بينهم متوفي خربوا عمدا الشركة المصرية لتصنيع المواد الغذائية، بعدما أحرقوها باستخدام زجاجات المولوتوف.
فما تمثلت الواقعة الخامسة في تفجير وإحراق مركز شباب ناهيا"، باستخدام عبوة ناسفة وزجاجات "المولوتوف"، ما أسفر عن مقتل المجنى عليهما "محمد. ع" و"محمود. ش" اذ تصادف تواجدهما بمحل وقوع الحادث، فلما انقض عليهما الحائط محدثا إصابتهم المبينة بتقرير الصفة التشريحية التى أودت بحياتهما.
تحريات قطاع الامن الوطنى ومباحث كرداسة
استمعت نيابة مركز امبابة وكرداسة خلال التحقيقات في القضية لشهادة الرائد "ضياء. ع" الضابط بقطاع الأمن الوطنى حول الواقعة .
وأقر خلال التحقيقات، بأن تحرياته السرية أثبتت تورط المتهمين في ارتكاب واقعة إحراق بالوحدة المحلية لقرية ناهيا وكذلك إضرام النيران بمحطة الصرف الصحي بناهيا، والمجلس المحلى لمدينة كرداسة والجراج الملحق به، كما أحرقوا شركة "أيس مان" ومركز شباب ناهيا والتى ترتب عليها مصرع شخصين.
وأضاف العقيد "بهاء الدين .م" مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، بأن تحرياته المبدئية بشأن الوقائع توصلت لصحتها، وأن المتهمين "إسلام. ك"، و"وليد. ا"، و"أحمد. ح"، و"بلال. جـ"، أقرا بما نسب إليهما من وقائع.
من جانبه قال المقدم "عصام. ن" رئيس وحدة مباحث كرداسة سابقا، إن تحرياته النهائية توصلت لصحة الوقائع المنسوبة للمتهمين، وأضاف بأنه وبظبطه للمتهمين، بعد استصدار إذن النيابة العامة، وبواجهتهم بما نسب إليهم من اتهامات، أقروا بارتكابهم الوقائع الثابتة فى ضوء ما ورد بتحرياته النهائية.
كما شمل أمر الإحالة علي تقارير الأدلة الجنائية عن الوقائع المذكورة والصادر عن قسم الحرائق والمفرقعات، وأفاد بأنه تم العثور على آثار مواد معجلة للاشتعال والمتمثلة فى مادة الجازولين فى العينات المرفوعة من مسرح وقوع حوادث إضرام النيران بالوحدة المحلية لقرية ناهيا، والمجلس المحلى لمدينة كرداسة، وشركة "أيس مان" لتصنيع المواد الغذائية ومركز شباب ناهيا، كما تعذر انتقال السادة خبراء الحرائق لمسرح ارتكاب واقعة إضرام النيران بمحطة الصرف الصحى بقرية ناهيا لخطورة الحالة الأمنية.
وانتهى تقرير المعامل الجنائية بالإدارة إلى تطابق الأثار المنطبعة الموجودة على الفوارغ الطلقات المعثور عليها بمسرح واقعة إضرام النيران بالمجلس المحلى لمدينة كرداسة، والسلاحين الناريين المضبوطين بحوزة المتهم "محمد. ع" وهو ما يشير إلى تواجده على مسرح الجريمة حاملا لسلاحه الناري غير المرخص.
كان المستشار محمد المنشاوي، المحامي العام لنيابة شمال الجيزة الكلية، قد أمر بإحالة المتهمين إلى نيابة أمن الدولة العليا، تمهيدا لمحاكمتهم بتهم الانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام الدستور والقانون، وارتكابهم وقائع القتل العمد وإحراز أسلحة نارية وذخائر ومواد مفرقعة فى معرض نشاطهم الإرهابي الموسع، وذلك طبقا لنص المادة 1588 من التعليمات القضائية للنيابات، والتي تشير إلي أنه تختص نيابة امن الدولة العليا بالتصرف فيما يقع فى جميع أنحاء الجمهورية من الجرائم المتعلقة بالإرهاب والإضرار بالحكومة، وجرائم المفرقعات.
كانت النيابة أحالت المتهيمن في القضية وهم كلا من "محمد. ص. س "، " وليد. ا. ر"، "أحمد. ح. ف"، "أحمد. ح. ب"، "أحمد. ح. ع. ال"، "بلال. ج. ش"، "ماهر. ج. ع. ال"، "وجدي. س. أ" بالإضافة إلى 36 أخرين، لنيابة أمن الدولة العليا تمهيدا لمحاكمتهم أمام الجنايات.