واصلت الكاتبة نوال السعداوى، تصريحاتها المثيرة للجدل، زاعمة أن مسألة تعدد الزوجات لم ترد بالقرآن الكريم، كما هاجمت الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، والحائز على جائزة نوبل، معتبرة أنه محدود الأفق، وليس له علاقة بثورة الخامس والعشرين من يناير.
وقالت إن ثورة يناير أجهضت؛ لكن المرحلة التى تمر بها مصر الآن أحسن من عصر الرئيسين السابقين أنور السادات وحسنى مبارك، بالرغم من الأخطاء الكبيرة التى تقوم بها الحكومة والدولة بحبس الشباب والمفكرين والشعراء، وتناقض ذلك مع الدعوة لتجديد الخطاب الدينى.
وأضافت "السعداوى"، فى حوارها مع الإعلامى يوسف الحسينى، برنامج "السادة المحترمون" المذاع عبر فضائية "on tv"، أنه رغم الأوضاع الحالية لكنها لا تريد العودة لعصر مبارك أو السادات أو الإخوان، مضيفة: "هزيمة 67 كان بداية الأزمات الحقيقة فى مصر ثم جاء مبارك 30 عاماً جرف البلد وتعاون مع الإخوان فى السر، ويناير أجهضت داخليًا وخارجيًا".
وأعربت عن استيائها من فترة حكم السادات، حيث تعرضت خلال حكمه للسجن والنفى خارج البلاد، وكذلك للاضطهاد من الحكومة والسلفيين والإخوان وتعاونهم للقضاء عليها وإهدار دمها، مما دفعها لمناهضة أفكار الدولة من الخارج عبر المؤتمرات، مستطردة: "دلوقتى أحسن من أيام فاتت، وعصر السادات ومبارك شهد حبس الآلاف والمئات بسبب قضايا الحرية وازدراء الأديان، والأفواه كانت مكممة فى ظل صمت الإعلام".
"أنا اللى قعدت على أسفلت التحرير ولا علاقة للبرادعى بالثورة"
وهاجمت نوال السعداوى، الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية الأسبق، معتبرة أنه لا علاقة له بثورة 25 يناير، قائلة: "أنا اللى كنت قاعدة على أسفلت التحرير، والبرادعى عايش طول عمره خارج مصر، هو شخص كويس ولكنه محدود الأفق.. إزاى أصبح أيقونة الثورة؟!"، مضيفة أنها كانت منبهرة بثورة يناير، لكن القوى التى التفت حول البرادعى والتقت به فى المطار، وصانعى الأحزاب القديمة والجديدة والنخبة المصرية التقليدية المخضرمة تفاوضوا مع طنطاوى الذى عينه مبارك المخلوع، ومن هنا أجهضت الثورة".
وتابعت: "النخب ضعيفة وخوافة وتنجموا بعد الثورة وعملوا من البرادعى أيقونة الثورة، وهو لا علاقة له بالثورة، وأنا اللى كنت قاعدة فى التحرير على الأسفلت".
وقالت، إن الإعلام الحكومى والخاص كلاهما أسوأ من الآخر، فالأول خطير وممول من حيتان رجال الأعمال، والثانى مطيع ومنافق.
"كنت طفلة شقية والمدرسين قالوا لى هتدخلى جهنم"
وعن حياتها الطفولية، قالت نوال السعداوى، :"والدى تخرج من الأزهر وكان ناقداً للتعليم الأزهرى وواسع الأفق وكان يقول الإيمان بالوراثة باطل، مستطردة: "أنا كنت طفلة شقية جدا، والمدرسين كانوا بيقولوا لى إنتى هتروحى جهنم، لكن والدتى كانت بتقول مفيش نار فى الآخرة دى رمز.
واعتبرت أن المرأة مضطهدة فى جميع الأديان، وأن المعرفة خطيئة فى كل الأديان، مضيفة: "التعليم يزرع فى الأطفال الرعب والخوف من نار جهنم أولاً".
الحكومة تعمل عكس توجهات السيسي.. ورجال مبارك يتسللون للحكم
كما أشادت بالرئيس السيسى، قائلة إنه سابق غيره وخطبه جميلة جداً، لكن الحكومة تعمل عكس توجهاته، معتبرة أن رجال مبارك يتسللون للحكم حتى الآن وجسد نظامه لم يتغير بعد.
ووصفت "السعداوى"، الأحزاب فى مصر بـ"الأحزاب الانتهازية"، مضيفة: "لا يوجد فرد يستطيع التغيير دون تكاتف المجتمع، وتوفيق الحكيم صاحب مشروع القراءة للجميع وليس سوزان مبارك".
السعداوى والنقاب
وطالبت الدولة بمنع النقاب، قائلة: "يجب منعه نهائياً، وأنا لو رئيسة جامعة همنع أى واحدة منتقبة تدخل الجامعة لأن النقاب ضد الأخلاق وضد الأمن، ولا يحق للإنسان التعرية الكاملة أو التغطية، ولكل زى وظيفة"، مستطردة: "المرأة اللى عندها عقل لن تختار النقاب، فهو مضر جدا ومخاطره الطبية شديدة".
"تعدد الزوجات"
وأعربت الكاتبة نوال السعداوى عن رفضها لتعدد الزوجات قائلة: إن تعدد الزوجات يخلق الكره بين الأطفال والزوجات كما يزيد من الحوادث، مضيفة: "تعدد الزوجات كذب وليس بالقرآن وبلاد عربية مثل تونس منعته".
وكشفت أنها وقعت فى حب شاب مسيحى فى ربيع عمرها خلال دراستها فى كلية الطب، وقدمته لوالدها الذى أعجب بشخصيته ووافق عليه، لكن القانون وقف حائلا أمام زواجهما، مطالبة بقانون مدنى موحد للأسر المصرية سواء قبطية أو مسلمة، مستطردة: "بحب شبرا عشان نصها أقباط".
نوال السعداوى والمثليين
ودافعت الدكتورة نوال السعداوى، عن المثليين الجنسيين وحقوقهم، قائلة: "الجنس عادة وتعود والمثلية لها أسبابها جزء منها وراثى بجانب التربية والخوف، والأمر يتطلب تحليله وإرجاعه لأسبابه الاجتماعية والبيولوجية وليس وضعهم فى السجون، لأن هذا ليس الحل، ولازم يكون فيه حرية، فالمجتمع والدين لا دخل لهم بالجنس"، مستطردة: "لم نتربى على حرية الجنس، والعلاقات الجنسية شخصية".
وأوضحت "السعداوى"، أن كوارث مصر سببها الكوارث التى تحدث فى أمريكا، لافتة إلى أن الرئيس السادات تسبب فى كارثة للوطن بقبوله للمعونة وأنه استورد كل الأشياء حتى المأكل، موضحة أن السبب فى ذلك هى الأنظمة المصرية وأن المصريين هم الأفضل فى أوروبا وأمريكا.
وأشارت إلى أن الأنظمة المصرية الحاكمة هى التى ربت الشعب المصرى على الكسل، مؤكدة أن الدولة لا تهتم بالشباب وجميع أنظمة العالم قائمة من اللامساواة، مضيفة أنه لا يوجد قانون عادل فى العالم، والقانون لا يمنح للمرأة حق إنشاء حزب لكن يمنحه للسلفيين، ونصف المجتمع نساء ويحق لهم تكوين حزب للدفاع عن أنفسهن وحقوقهن.