بدأت السلطات المصرية، فى اتخاذ خطوات غير مسبوقة لترتيب عودة مجموعة من الإعلاميين والسياسيين الذين تورطوا فى العمل والظهور على فضائيات اسطنبول الموالية للإخوان او الذين اضطروا لمغادرة البلاد خلال الفترة الماضية.
واعتبرت مصادر سياسية، أن هذه الخطوات هى إحد نتائج الحوار الوطنى الذى بدأه الرئيس عبد الفتاح السيسى مع المثقفين وسيشمل فئات أخرى من المجتمع خلال الأيام القادمة، كما لفتت إلى أن الاعلامى طارق عبد الجابر أول العائدين إلى مصر.
و كشف الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، أن الرئيس السيسى هو الذى أمر بعودة الإعلامى طارق عبد الجابر إلى مصر مراعاة لظروفه الصحية حيث يخضع للعلاج فى أحد مستشفيات العاصمة اليونانية أثينا.
وأشار السناوى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى أن هناك قائمة بأسماء الإعلاميين والسياسيين المتواجدين خارج مصر من الذين أبدوا رغبتهم فى الاعتذار عن أى أخطاء سياسية والعودة إلى مصر فى عهدة رئاسة الجمهورية الآن لبحث حالاتهم لافتا إلى أن الحالات المماثلة لعبد الجابر سيتاح لها نفس الفرصة، طالما أنهم لم يتورطوا فى ممارسة العنف ولم يتم إدانتهم بأحكام قضائية.
وأضاف السناوى:"النقطة الأساسية هى أن عودة أى مصرى إلى بلاده أيا كانت أخطاءه السياسية الفادحة وغير المبررة، أمر طبيعى طالما لم يدع إلى عنف أو يحرض على الإرهاب ".
وتابع:"من المؤكد أن طارق عبد الجابر هو حالة أولى ولن تكون الأخيرة وملف الراغبين فى العودة إلى مصر ستتولاه رئاسة الجمهورية مباشرة ".
وفى السياق ذاته، أكد الإعلامى طارق عبد الجابر، إنه بدأ ترتيبات العودة إلى مصر والاستقرار فيها بشكل نهائى، بعد أن تأكد أن اسمه ليس موضوعا على قوائم الانتظار والترقب.
وأضاف عبد الجابر، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد": "سأعود إلى مصر فى الأسبوع الأول من شهر إبريل المقبل، وسأمكث فيها 10 أيام وبعدها سأسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء عملية جراحية واستكمال علاجى لمدة شهر، ثم أعود إلى مصر وأستقر فيها بشكل نهائى".
وتابع عبد الجابر: "تأكدت أننى لست مطلوبا على ذمة أى قضية واسمى ليس مدرجا على قائمة الانتظار والترقب، وأحمد الله أن النظام يفتح يده لى ولكل من يريد العودة إلى بلده، وهذه دعوة للجميع بالعودة من أجل المشاركة فى بناء مصر".
وأوضح: "هرجع ومش هيجرالى حاجة ولن يتم إلقاء القبض على والخائفين من العودة إلى مصر سيتأكدوا بعد عودتى من أن كلامهم غير صحيح طالما أنهم ليسوا مطلوبين للعدالة ولم يتورطوا فى أى جريمة".
من ناحيته أشاد الدكتور كمال الهلباوى، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والقيادى السابق بجماعة الإخوان، بسماح الرئيس عبد الفتاح السيسي للإعلاميين الذين عملوا فى قنوات تابعة للجماعة ثم أعلنوا توبتهم بالعودة لمصر، مشددا على ضرورة وجود لجنة لمتابعة هذا الأمر وتنفيذه.
وأضاف الهلباوى فى تصريح لـ"انفراد" أن السماح لأى شخص بالعودة لمصر طالما لم يرتكب أو يحرض على العنف هو أمر جيد، يساهم فى مواجهة أى دعوات للإنقسام، لكن من دعا أو حرض على العنف لابد من إحالته لمحاكمات حال عودته.
وأوضح أن فتح باب العودة للإعلاميين العاملين فى قنوات الإخوان والتائبين من التعامل مع الجماعة هو خطوة تؤكد أن الدولة مستعدة للتسامح مع الذين لم يرتكبوا أو يتورطوا فى العنف.