قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المجندين الجدد لتنظيم داعش الإرهابى لديهم تاريخ إجرامى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد منفذى الهجمات الإرهابية التى ضربت أوروبا كان لص سيارات قبل أن يصبح متطرفا، وأمضى وقتا فى سجن ببلجيكا بتهمة سرقة سيارات. فى حين كان الآخر لص يقوم بعمليات سطو مسلح، وقام بإطلاق النار من قبل على ضابط شرطة أثناء هروبه من مسرح الجريمة التى كان يقوم بها.
فى حين أن آخرين من الذين ينفذون هجمات إرهابية باسم داعش سبق إدانتهم بتهم الاعتداء والاتجار فى المخدرات أو السرقة. وتقريبا كل هؤلاء الذى أصبحوا جنود داعش ،كانوا رجال عنيفين لفترة طويلة قبل التحاقهم بالتنظيم.
وتقول الصحيفة إنه مع البحث الذى تجريه الشرطة البلجيكية فى خلفيات منفذى هجمات بروكسل الدموية يوم الثلاثاء الماضى، فإنها تكتشف نمطا مشابها لما وجده المحققون فى باريس ومدن أوروبية أخرى تم استهدافها من قبل داعش. فالعناصر التى تم استخدامها فى القيام بعمليات التنظيم الإرهابية هم فى الأغلب رجال معروفون مسبقا لسلطات إنفاذ القانون المحلية، ليس باعتبارهم متطرفين دينيين، ولكن كمجرمين.
ويبدو أن تنظيم داعش، ومثلما فعل لسنوات فى الشرق الأوسط، يجد أرضا خصبة لتجنيد أعضاء جدد بين عصابات الشوارع والمجرمين الصغار فى أوروبا، وجذب التنظيم جحافل من الرجال والنساء الشباب من الأحياء المسلمة الفقيرة، حسبما قال مسئولون وخبراء الإرهاب من أمريكا وأوروبا. وبعض هؤلاء المجندين لديه معرفة ضئيلة عن الإسلام، لكنهم أصبحوا شركاء مهرة وحريصون على القيام بأعمال وحشية غير عادية، بعدما جذبتهم العقيدة العنيفة لداعش.
ونقلت الصحيفة عن على سوفان، المسئول السابق فى مكافحة الإرهاب بالمباحث الفيدرالية الأمريكية، ومستشار الوكالات الحكومية الأمريكية حول التهديدات الإرهابية إن بعض من هؤلاء الشباب يبحث فقط عن فرصة لتبرير عنفه وإجرامه، وأضاف أنه الآن مع وجود داعش أصبح هذا مبررا، لكنهم يستطيعون أن يقولوا أنهم يفعلون هذا باسم الله.
وبالفعل يقول بعض المسئولين الأوروبيين إن مرتكبى الهجمات الأخيرة يبدو أنهم جزء من موجة جديدة من المجندين ليسوا كإسلاميين متطرفين ولكن "متطرفون تم أسلمتهم"، أشخاص من الهامش يشعرون أنهم متآلفين مع جماعة إرهابية تقوم بإعدام الرهائن والمدنيين العزل.
وقال مسئول مكافحة الإرهاب البلجيكى ألان جرينجنارد فى مقال له مؤخرا إن ثورة هؤلاء على المجتمع تجلت فى الجرائم الصغيرة والانحراف، والعديد منهم بالأساس جزء من عصابات الشوارع، وما روج له داعش كان نوع جديد من الإسلام الذى يضفى شرعية على نهجهم المتطرف.