نقلا عن العدد اليومى...
«الجعافرة» رأس مثلث الشر بالقليوبية، القرية التى تحولت إلى رمز للإجرام على مستوى محافظات مصر بأكملها، وأصبحت أخطر البؤر الإجرامية التى ذاع صيتها فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورة يناير، حيث لجأ إليها الهاربون من السجون للاختباء بها، واستغلال طبيعتها الجغرافية وقربها من محافظتى القاهرة والجيزة، بالإضافة إلى طبيعتها الجغرافية التى تتيح لهم الاختباء عقب الانتهاء من ممارسة نشاطهم الإجرامىو، سواء فى تجارة المخدرات، خاصة «الهيروين» أو تجارة السلاح، بالإضافة إلى القيام بعمليات سطو مسلح على قائدى السيارات بطريق مصر إسكندرية الزراعى والطرق الرئيسية المجاورة وتخزين السيارات المستولى عليها داخل المزارع، لحين التفاوض وإعادتها إلى مالكيها مقابل الحصول على فدية.
«الجعافرة» دخلت دائرة اهتمام الرأى العام خلال الثلاثين يوما الماضية، بعد تعرض دورية أمنية تابعة لمركز شرطة الخانكة بالقليوبية لهجوم مسلح من جانب عصابة «الدكش» أحد أخطر المجرمين المطلوب ضبطهم، مما أسفر عن استشهاد النقيب إيهاب إبراهيم جورجى، والشرطيين محمد يحيى ومفرح إبراهيم ورضوان رضوان، واثنين من المواطنين وهما حسام رجب الشامى وأسامة محمد حنفى تصادف وجودهما بمكان الحادث. وأصيب النقيب محمد عزمى معاون مباحث المركز واثنين من رجال الشرطة ومواطن.
وتلا هذا الهجوم حادث إجرامى آخر راح ضحيته الرائد مصطفى لطفى رئيس مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة الذى استشهد أثناء محاولته القبض على المتهمين بالهجوم على الدورية الأمنية بالخانكة خلال اختبائهم بشقة بمنطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.
وبعدت جهود مضنية من وزارة الداخلية توصلت لاثنين من المتهمين المتورطين فى استشهاد الرائد مصطفى لطفى وتصفية أحدهما ويدعى «مشاكل» أثناء اخبتائه بشقة بمنطقة الساحل بالقاهرة بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة، ثم تصفية المتهم الثانى الشهير بـ«كوريا» عقب لجوئه لقرية الجعافرة واختبائه وسط المزارع بقرية الجعافرة بالقليوبية.
وتعكف وزارة الداخلية حاليا على مطاردة المتهم الرئيسى «محمد حافظ أمين» الشهير بـ«الدكش» المتورط فى الهجوم على الدورية بالخانكة، وتكوين عصابة للاتجار بالمخدرات والأسلحة وتنفيذ عمليات سطو مسلح وإثارة الذعر بين المواطنين والسابق اتهامه فى قضيتين «مخدرات - حريق عمد» آخرها رقم 1681جنح قسم ثان السلام القاهرة لسنة 2011م «حريق عمد» والهارب من سجن أبوزعبل فى القضية رقم 149ج شبين القناطر لسنة 2007م «سلاح نارى» الحكم 3 سنوات، باعتباره أحد أشهر زعماء العصابات بالمثلث الذهبى، خاصة أنه يستعين بأفراد أسرته المشهورين بـ«أولاد حافظ» لممارسة نشاطه، وهم «أمين حافظ أمين» مواليد 10/5/1986م عاطل، السابق اتهامه فى 3 قضايا (مخدرات - مقاومة سلطات) والهارب من سجن الاستئناف فى القضية رقم 8888ج شبين القناطر لسنة 2009م الصادر ضده فيه الحكم بالسجن 15 سنة، وشقيقه الثانى «فرج حافظ أمين» مواليد 10/5/1986 عاطل المسجل خطر تحت رقم 2311 مخدرات فئة «ب» والسابق اتهامه فى القضية رقم 17922ج شبين القناطر لسنة 2005م «مخدرات» الذى اعتقل فى 11/12/2006م حتى 20/3/2011م.
بالإضافة إلى والدهم «حافظ أمين» مواليد 22/12/1955م المسجل خطر تحت رقم 1449 مخدرات فئة ب، والسابق اتهامه فى 18 قضية (مخدرات - مقاومة سلطات سلاح - سرقة - شروع فى قتل) والهارب من سجن أبوزعبل 2 فى القضية رقم7923ج مركز الإسماعيليه لسنة 2008م «مخدرات» الصادر ضده فيها حكم بالسجن 10 سنوات.
«انفراد» انتقلت إلى رأس مثلث الشر، القرية الأخطر حاليا فى مصر أو كما يطلق عليها البعض «شيكاغو» مصر، خاصة أن الجعافرة الآن تشهد أجواء توتر وحضور أمنى مكثف وحملات للبحث عن المتهم «الدكش» فى محاولة لرصد الأحداث والتقت بعدد من الأهالى الذين رفضوا التقاط صور لهم حرصا على حياتهم وخشية انتقام أفراد عصابة الدكش منهم.
«أ.م» شاب فى الثلاثين من عمره ذكر لـ«انفراد» أن المثلث الذهبى أطلق على ثلاثة قرى متجاورة تابعة لمركز شبين القناطر وهى الجعافرة وكوم السمن والقشيش، وسميت بهذا الاسم لكون تلك القرى تشكل «مثلث» من حيث طبيعتها الجغرافية، وتعد أخطر قرى المثلث هى «الجعافرة» خاصة بعد الأحداث التى شهدتها الآونة الأخيرة ومقتل «كوريا» المتورط فى استشهاد رئيس مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة.
وأضاف الشاب أن أشهر عائلة مشهورة بالإجرام هى عائلة «أولاد حافظ» التى ينتمى إليها «الدكش»، حيث إنهم من أسرة واحدة ويمارسون نفس النشاط، وهو ما أدى إلى ذيع صيتهم وقوتهم فى المنطقة، مضيفا أنهم معروف عنهم تجارتهم بالمواد المخدرة وسرقة السيارات بالإكراه والسطو المسلح على المواطنين.
شاب آخر من سكان قرية الجعافرة يدعى «ع.س» يبلغ من العمر 27 عاما موظف بإحدى الشركات الخاصة ذكر لـ«انفراد» أن أحد أخطر الطرق التى يتعرض فيها المواطنون للسطو المسلح هو طريق يسمى بـ«فتحة يمنى» الذى يصل قرية الجعافرة والقرى المجاورة لطريق ترعة الإسماعيلية، حيث تحيط به المزارع من الاتجاهين وهى المزارع التى يلجأ إليها أفرد العصابات للاختباء بها، حيث تم تحويل العديد منها إلى مخازن للسيارات المسروقة، بالإضافة إلى «دواليب» للمخدرات يتردد عليها تجار التجزئة والمتعاطين لشراء الهيروين والحصول على حقن المخدرات.
وأضاف الموظف أن منطقة تسمى الـ«3 كبارى» تعد أيضا من أخطر البؤر الإجرامية فى الجعافرة، حيث تشهد عرض تجار المخدرات لبضاعتهم أمام المواطنين دون اتخاذ أى احتياطات من رجال الأمن، مؤكدا أن هناك بعضا من رجال الشرطة الفاسدين متورطين فى تسهيل نشاط التشكيلات العصابية من خلال إبلاغهم بمواعيد الحملات الأمنية التى تداهم القرية مقابل الحصول على مبالغ مالية «شهريات».
وأكد الموظف خلال حديثه لـ«انفراد» أن القرية بالرغم من أنها مشهورة بتجارة المخدرات والأسلحة وسرقة السيارات إلا أنها تضم نسبة ليست بقليلة من المواطنين الشرفاء الذين لا تربطهم أى علاقة بأفراد التشكيلات العصابية ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى، وتلك الفئة تتعرض لمضايقات من جانب رجال الشرطة المتمركزين بالقرية، حيث يتم معاملتهم فى بعض الأوقات معاملة الخارجين عن القانون، من خلال الاشتباه بهم وحجزهم لعدة ساعات دون أى سند قانونى.
«ع.ع» صاحب محل. أضاف أن هناك حالة من انعدام الثقة بين عدد كبير من سكان القرية وبين بعض أفراد الشرطة، بسبب العلاقات المشبوهة التى تربط بينهم، وهو ما يمنعهم من الإدلاء بأى معلومات تفيد أجهزة الأمن، خوفا من تسريب هوية المبلغ للمتهمين مما يدفعهم إلى الانتقام منه.
وذكر صاحب المحل أن الشرطة تعد كمينا يوميا على إحدى الطرق بالقرية، إلا أنه ليس لديه أى تأثير يذكر، حيث يمر بجواره وعلى بعد خطوات قليلة تجار المخدرات والمدمنين للدخول إلى طريق «فتحة يمنى» الذى يعد أشهر تمركز لدواليب المخدرات، كما أن الكمين يتم الانتهاء من العمل فيه الساعة السابعة مساء كل يوم، ولا يستمر لوقت متأخر من الليل، وهو ما يسهل نقل المواد المخدرة وارتكاب حوادث السطو المسلح.
سائق توك توك من أهالى القرية قال إن الحملات الأمنية الكبيرة التى تداهم البؤر الإجرامية فى الجعافرة تأتى على فترات بعيدة، عقب وقوع حوادث وجرائم كبيرة تجذب اهتمام الرأى العام.
وأكد أنه قبل الهجوم على الدورية الأمنية بقرية سرياقوس بالخانكة واستشهاد عدد من رجال الشرطة بها واتهام «الدكش» فى ارتكاب الجريمة، كانت القرية هادئة ولا تشهد أى مداهمات أمنية، حيث يمارس تجار المخدرات نشاطهم دون المساس بهم، فالتجار والمتعاطون الذين يحضرون إلى القرية لشراء المواد المخدرة معروفون لدى الأهالى.
وأضاف سائق التوك توك أنه نتيجة للمداهمات الأمنية التى شهدتها القرية الآونة الأخيرة بعد حادث الهجوم على قوة أمنية بالخانكة واستشهاد المقدم مصطفى لطفى رئيس مباحث شبرا الخيمة ومقتل المتهم «كوريا» تعرض جزء من كوبرى «الحزانية» الموصل للقرية للانهيار وتم إغلاقه نتيجة سير مدرعات الشرطة عليه، وبالرغم من أهميته فإن مسؤولى الوحدة المحلية قاموا بإغلاقه أمام حركة السير، مما يجبر قائدى السيارات والدراجات البخارية لسلوك طريق منطقة الـ«كبارى» التى تشهد عمليات سطو مسلح دون أى اهتمام يذكر من المسؤولين.
إحدى سيدات القرية التى رفضت ذكر اسمها أكدت أن هناك سيدات يتاجرن فى المواد المخدرة، ويتردد عليهن المتعاطين لشراء تذاكر الهيروين والأقراص المخدرة، مؤكدة أن هؤلاء السيدات أمهات وزوجات لتجار مخدرات ويعملن فى تلك المهنة فى الوقت الذى يتعرض فيه ابنها أو زوجها للسجن، حيث تكون مسؤولة عن الإنفاق عليه داخل السجن والتكفل بمصاريف أفراد أسرتها.