يحتفل العالم باليوم العالمى للسل "الدرن" وسط نداءات عالمية للتخلص من هذا المرض الذى جاء تقرير منظمة الصحة العالمية حوله فى أواخر عام 2015 وأفاد بأنه خلال 2014 توفى 1.1 مليون شخص جراء الإصابة بالسل وخلال الفترة ذاتها مات 1.2 مليون شخص فى العالم، منهم 400 ألف كانوا يعانون من المرضين معًا.
وضم تقرير منظمة الصحة العالمية نتائج من 205 دول شملت جميع أنواع مرض السل، وأوصى تقرير المنظمة بأهمية علاج هذا المرض حيث ينفق حاليًا 800 ألف دولار فقط لعلاج السل وهذا الرقم يحتاج لزيادة.
ويقول الدكتور عاطف باخوم، استشارى الباطنة والكبد بالمعهد القومى للكبد والأمراض المتوطنة: "تم القضاء على السل بشكل شبه نهائى فى مصر خلال فترة الستينيات والسبعينيات حيث كان من يصاب به نسبة ضعيفة جدًا، ومع انتشار التدخين خاصة الشيشة عاد السل مرة أخرى حتى أصبحنا حاليًا فى 2016 نقول إنه من الأمراض التى تنتشر سريعًا بين المواطنين نظرًا لفرصة انتقاله عن طريق النفس القريب الناتج عن الازدحام".
ويضيف: "هناك علاقة بين الإيدز والسل حيث إن الثانى أحد الأمراض المصاحبة للإيدز نتيجة ضعف المناعة، ويعد السل من الأمراض المنتشرة فى الدول النامية، وهناك أعراض كثيرة للسل ولكن لا يشترط أن تظهر على المريض خاصة أنها تتشابه مع أمراض أخرى، ومن هذه الأعراض العرق الشديد، رعشة والشعور بالبرودة، وضعف عام فى الجسم يصل إلى إنقاص واضح فى الوزن، وارتفاع درجة حرارة الجسم".
ويشير الدكتور "عاطف باخوم" إلى أن انتقال عدوى السل من الأشياء السهلة خاصة مع انتشار الازدحام والتلاحم الشديد المنتشر فى الأتوبيسات العامة والمترو وعطس الغالبية بدون استخدام مناديل واقية، وهناك أنواع كثيرة من السل والأكثر انتشارًا فى مصر هو السل الرئوى بسبب الشيشة، مؤكدًا أن السل يصيب كل أجزاء الجسم العظام، الكلى، المثانة، والمعدة وغيرها من أعضاء الجسم، وأعراضه لا تظهر عند الجميع وفترة العلاج لا تزيد على 6 أشهر وطرق العلاج متوفرة فى مستشفيات الحميات بالإضافة إلى سبل التشخيص المتقدمة التى تستخدم للتعرف عليه والتوصل إلى طرق العلاج المناسبة".
ويعلق الدكتور وائل صفوت، رئيس اللجنة الدولية للجمعية الأمريكية لعلاج التدخين واستشارى الباطنة العامة بمستشفى وادى النيل، على علاقة مرض السل بزيادة نسبة التدخين فى مصر، ويقول: "التدخين خاصة الشيشة من أكثر الأسباب التى نستطيع التعرف عليها بوضوح والمسببة للسل، حيث تبادل قارورة الشيشة الزجاجية بين المدخنين يكون السبب فى نقل العدوى بالإضافة إلى أن التدخين يضعف الرئتين والمناعة وهو ما يسهل الإصابة به".
ويتابع: "ولأن من الطبيعى أن المدخن يكون لديه كحة مزمنة، فهو لا يفكر نهائيًا فى أن هذه الكحة قد تكون أحد أعراض السل، ولن تقل نسبة الإصابة بالسل إلا عن طريق حملات التوعية التى تحارب التدخين".
وتزامنًا مع اليوم العالمى لمرض السل، أوضح تقرير نشر بالموقع الهندى " sky Bold"، أن مرض السل مرتبط بأمراض الرئة المعدية جدا، ووفقًا للإحصاءات الطبية فإن السل يعد المرض القاتل الأكثر خطورة فى العالم ويموت كل عام الكثير من الأشخاص نتيجة الإصابة به.
وأشار التقرير إلى أن مرض السل تتم الإصابة به فى أى سن وفى أى مكان بالعالم، وذلك عن طريق جرثومة الدرن البشرى التى تسمى "Mycobacterium tuberculosis"، وهى المسئولة عن الإصابة بمرض السل وتنتقل العدوى بالمرض عن طريق السعال والعطس ما يؤدى إلى انتشار المرض للآخرين عن طريق الهواء.
وذكر التقرير بعض الحقائق عن مرض السل والتى تتضمن الآتى:
أولاً: أثبتت العديد من الدراسات أن المدخنين أكثر عرضة للمعاناة من مرض السل.
ثانيًا: حسب التقرير فإن مرض السل يؤدى إلى الوفيات خاصة فى الفئة العمرية من النساء من 15 إلى 44، مشيرًا إلى الحقيقة الثالثة أن البكتيريا التى تؤدى للإصابة بمرض السل يمكن أن تتطور تدريجيا وتقاوم الأدوية التى يستخدمها المصابين بالمرض.
أما الحقيقة الرابعة كما أشار التقرير، فهى أن بعض أعراض السل مثل الحمى والسعال وفقدان الوزن قد تختفى دون أن يلاحظها أحد لبعض الوقت، وقد ينتشر المرض إلى الآخرين.
خامسًا: من الضرورى إكمال كورس العلاج من أقراص المضادات الحيوية لمدة عام، بحيث يتم قتل البكتيريا المسببة للمرض تمامًا، تجنبًا لوجود بقايا أخرى من البكتيريا قد تتطور مرة أخرى وتقاوم الجسم.