لم يمر سوى 50 يوماً على حادث العثور على جثة الشاب الإيطالى جوليو ريجينى مقتولاً بالقاهرة، ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية، فى سباق مع الزمن، فى كشف غموض الواقعة وظروفها وملابساتها، بعد العثور على متعلقاته الشخصية داخل منزل تشكيل عصابى بالقليوبية.
ودأب هذا التشكيل على اختطاف الأجانب وسرقتهم، وتم قتل جميع المتهمين، وأخطرت مصر إيطاليا بنتائج الواقعة، وقدمت الشكر لمحققى روما على حسن تعاونهم مع القاهرة على مدار الأيام الماضية.
بدورها، قررت النيابة التحفظ على المتعلقات الشخصية للشاب الإيطالى، التى تم العثور عليها فى منزل المتهمين، ومن المقرر أن تعيد أجهزة الأمن استجواب زوجة أحد المتهمين للاستماع إلى أقوالها بشأن متعلقات ريجينى التى عُثر عليها داخل منزل زوجها.
خيوط الحادث بدأت تظهر لرجال المباحث، بعد وصول معلومات دقيقة من الأجهزة المعلوماتية بوزارة الداخلية، تفيد بأن هناك تشكيلاً عصابياً بالقاهرة الجديدة تخصص فى انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه.
وضعت أجهزة الأمن، بإشراف اللواء السيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع الأمن العام، خطة أمنية مُحكمة لضبط الجناة، وتم إعداد كمين أمنى لهم لاستهدافهم أثناء سيرهم بالسيارة رقم "ق ف 871 ميكروباص" بدائرة قسم شرطة أول القاهرة الجديدة، ولدى مشاهدتهم للقوات أطلقوا الأعيرة النارية تجاه قوات الشرطة فبادلتهم إطلاق النار، ما أسفر عن مصرعهم وحدوث تلفيات بسيارات الشرطة جراء إطلاق الأعيرة النارية.
وتبين من المعاينة الأولية لرجال الشرطة أن سيارة المتهمين ميكروباص مزودة بستائر لحجب الرؤية، وعُثر بداخلها على جثة أحد الأشخاص مجهول الهوية فى العقد الثالث من العمر بها طلق نارى، وبندقية آلية عيار 7,62×39 - 12 طلقة من ذات العيار وطبنجة عيار 9 مللى، طلقتين من ذات العيار وبطاقتان تحقيق شخصية عسكرى مزورة منسوب صدورهما لوزارة الداخلية وصاعق كهربائى و 4 هواتف محمولة خاصة بالمتهمين المتوفيين.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن أن المتهمين هم "طارق.س" ومقيم بدائرة مركز شرطة كفر صقر بالشرقية ولديه محل إقامة آخر بالقليوبية، مسجل شقى خطر "نصب" وسبق اتهامه فى 24 قضية متنوعة، ومحكوم عليه فى 5 قضايا متنوعة بالحبس 4 سنوات، ونجله "سعد" و"مصطفى.ب" مقيم بدائرة قسم شرطة أول السلام، مسجل شقى خطر "نصب وسرقات عامة" سبق اتهامه فى 20 قضية متنوعة و"صلاح.ع" مقيم بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة بالقليوبية، مسجل شقى خطر " نصب" سبق اتهامه فى 11 قضية.
وأفادت التحقيقات والتحريات لرجال المباحث بأن المتهمين ارتكبوا 9 وقائع سرقات بالإكراه بدائرة قسمى شرطة أول مدينة نصر وأول القاهرة الجديدة، وسرقوا 3000 دولار و600 جنيه مصرى من "راشيد . ج " يحمل جنسية دولة نيجيريا، وسرقوا 5 آلاف يورو و 2000 جنيه مصرى ومشغولات ذهبية من "كارلوس. م" يحمل جنسية دولة البرتغال، وسرقوا 10 آلاف دولار من "دايفيد . ك" إيطالى الجنسية، وسرقوا 20 ألف جنيه و480 دولارا من "هشام . ف . ع" و"20 ألف دولار" من المواطن "محمود . م . ع " وسرقوا 3 هواتف محمول من المواطن "عماد . ع . إ" وسرقوا مبلغ مالى وشيك من المواطن "محمد . س . أ" وسرقوا 140 ألف جنيه من المواطن "ساهر . س . إ " وسرقوا 13100 جنيه من المواطن "شهاب . أ . م".
ووجهت أجهزة الأمن مأمورية أمنية استهدفت محل إقامة شقيقة المتهم الأول "رشا .س" ومقيمة بالقليوبية، والتى أكدت التحريات بتردده عليها فى أوقات مختلفة، وأنها على علم بنشاط شقيقها الإجرامى واحتفاظه بنصيبه من متحصلات جرائمه طرفها، حيث تم ضبطها وزوجة المتهم الأول "مبروكة.أ" 48 سنة، وتم تفتيش المنزل وعثر بداخله على حقيبة هاند باج حمراء اللون عليها علم دولة إيطاليا بداخلها "محفظة جلد بنية اللون بها جواز سفر باسم جوليو ريجينى 28 سنة، وكارنيه الجامعة الأمريكية الخاص به وعليه صورة الشخصية ومدون به باللغة الإنجليزية "باحث مساعد"، وكارنيه جامعة كامبريدج خاص به، وفيزا كارد خاصه به، وهاتفين محمول، وعثر على حافظة جلدية حريمى مدون عليها باللغة الإنجليزية عبارة LOVE، ومبلغ 5 آلاف جنيه، وقطعة داكنة تشبه مخدر الحشيش وزنت 15 جراما، وساعة يد حريمى سوداء اللون، وثلاث نظارات شمسية".
وقالت زوجة المتهم وشقيقته، إن المضبوطات من متحصلات نشاط المتهمين، واعترفت بأن هذه الحقيبة تخص زوجها "طارق" ولا تعلم عنها شيئاً وأنها كانت بحيازته منذ يومين أثناء تواجده بالمنزل، فتم تحريز المضبوطات وعرضها على النيابة العامة، ومعاينة موقع الحادث بمعرفة نيابة التجمع وسؤال السيدتين بمعرفة نيابة شبرا الخيمة أول.
وتم إخطار الجانب الأمنى الإيطالى بما توصلت إليه الأجهزة الأمنية، وتقدمت وزارة الداخلية المصرية بكل الشكر والتقدير للفريق الأمنى الإيطالى على تعاونه الوثيق ودوره الإيجابى وتواصله الدائم مع الفريق الأمنى المصرى، خلال مراحل البحث والتحرى وجمع المعلومات التى كان يقوم بها خلال الفترات الماضية مما كان له بالغ الآثر فى التوصل لهذه النتائج، فيما قدم الجانب الإيطالى الشكر للشرطة المصرية وتحدثت وسائله الإعلامية عن الجهود الكبيرة التى بذلتها مصر فى القضية.