يواصل المستشار شريف عبدالمنعم، مدير نيابة القاهرة الجديدة، التحقيق فى واقعة ضبط متعلقات الشاب الإيطالى جوليو ريجينى داخل شقة التشكيل العصابى بمدينة بنها، وطلبت النيابة برئاسة وليد السعيد رئيس النيابة، وإشراف المستشار محمد عبدالشافى، سرعة تحريات المباحث حول سيناريو وطريقة قتل ريجينى على يد أفراد التشكيل العصابى، فيما استعلم المستشار شريف عبدالمنعم مدير النيابة من نيابة الجيزة، عن مسروقات الشاب الإيطالى، باعتبار أن نيابة الجيزة المشرفة على تحقيقات مقتله، وذلك لبيان تطابقها مع المضبوطات التى عثر عليها بشقة المتهمين، وكذلك استدعاء مسؤولى السفارة الإيطالية بالقاهرة لعرض المضبوطات عليهم، لبيان تطابقها مع متعلقات ريجينى.
وأمرت النيابة باستدعاء المجنى عليهم الذين تعرضوا للسرقة بالإكراه بمحيط مدينة القاهرة الجديدة، وذلك لعرض صور المتهمين عليهم للتعرف عليهم، خاصة أن المتهمين صادر بحقهم ضبط وإحضار فى 4 قضايا سرقة بالإكراه، فيما أكد أفراد القوة الأمنية التى تبادلت إطلاق النار مع المتهمين فى أقوالهم أمام النيابة أنهم وردت إليهم معلومات تفيد أن المتهمين كونوا تشكيلا عصابيا لسرقة المواطنين بالإكراه عن طريق إيهام الضحايا من قائدى السيارات أنهم من رجال المباحث، وذلك لابتزازهم والحصول منهم على أموال.
وأضاف ضباط الشرطة للنيابة أنهم وردت إليهم معلومات بوجود التشكيل العصابى بالتجمع الأول بمدينة القاهرة الجديدة لتنفيذ نشاطهم الإجرامى وسرقة المواطنين، وكان بحوزتهم أسلحة نارية، مشيرين إلى أن أثناء محاول القبض على المتهمين بادروا بإطلاق النار فردت عليهم قوات الأمن بإطلاق النار، مما أسفر عن مصرع أفراد التشكيل العصابى وعقب ذلك تمكن فريق المباحث من معرفة مكان تخزين المسروقات، وكانت فى شقة بمدينة بنها، وبمداهمتها عثر على مسروقات ومنها متعلقات الشاب الإيطالى.
واستمعت جهات التحقيق إلى أقوال شقيقة وزوجة المتهم الرئيسى فى واقعة خطف وقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى بعد العثور على المتعلقات الشخصية له بمنزل المتهم الذى تمت تصفيته وبقية أفراد التشكيل العصابى خلال مواجهة مع قوات الشرطة.
وقالت شقيقة المتهم «رشا سعد عبدالفتاح»، 34 عاما، إنها تقيم بالقليوبية، وأن شقيقها «طارق» كان يتردد عليها بصفة مستمرة على مدار الأيام الماضية، وأنها كان تعرف امتهانه للسرقة والسطو المسلح على الضحايا وسرقة متعلقاتهم الشخصية، مضيفة أنه قبل قتله على يد الشرطة بـ48 ساعة، حضر إليها وترك لديها حقيبة هاند باج حمراء اللون عليها علم دولة إيطاليا، وبداخلها «محفظة جلد بنية اللون بها جواز سفر باسم شخص أجنبى وكارنيهات مكتوب عليها بلغة أجنبية وفيزا كارد وجهازى تليفون وحافظة جلدية حريمى مكتوب عليها باللغة الإنجليزية ومبلغ 5 آلاف دولار، وقطعة داكنة تشبه مخدر الحشيش وساعة يد حريمى سوداء اللون وثلاث نظارات شمسية».
وتابعت شقيقة المتهم، أنه أكد لها أن هذه الأشياء نصيبه من مسروقات فى إحدى الوقائع، ولم تعرف أنها تخص الشاب الإيطالى لأنها ليست متابعة جيدة للقضية، ولا تعرف عنها شيئا، مضيفة: «كل ما فى الأمر إن أخويا قال لى خلى الحاجات دى عندك أمانة»، وبعد يومين فوجئت بالشرطة تقتحم منزلنا أثناء وجود زوجته «مبروكة.ع» 48 عاما معى وتلقى القبض علينا وبحوزتنا المسروقات.
ووجهت جهات التحقيق للمتهمتين وهما زوجة المتهم وشقيقته تهمة التستر على مجرم وإخفائه عن العدالة والاحتفاظ بمتحصلات سرقة المتهم مع علمهما بنشاطه الإجرامى، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وضم التحقيقات إلى تحقيقات قضية مقتل جوليو ريجينى الأصلية، فيما أشارت التحقيقات والتحريات إلى أن واقعة «ريجينى» لم تكن الأولى من نوعها بالنسبة للتشكيل العصابى الذى قتلت الشرطة أفراده، وتوصلت إلى أنه سبق للتشكيل العصابى سرقة 20 ألف جنيه من شاب إيطالى آخر يدعى «دايفيد.ك».
فيما أكدت مصادر أمنية أن التحقيقات فى واقعة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، لا تزال جارية حتى الآن حيث تباشر جهات التحقيق فى الواقعة، بعد مقتل المتهيمن الخمسة فى القاهرة الجديدة، وأكدت المصادر أن التحقيقات الجارية حاليا، هى التى ستقطع بصلة القتلى من أفراد التشكيل بجريمة اختفاء وقتل ريجينى، من عدمه، مشيرة إلى أن العثور على تلك المتعلقات فى مسكن تابع لأحد المتهمين، لا يعنى بالضرورة، أن المتهم، وأفرد التشكيل متورطون فى إخفائه وقتله، مؤكدا أن التحقيقات هى التى ستكشف ذلك.
وغادر 7 من ضباط الشرطة الإيطالية القاهرة بعد كشف كواليس الحادث، حيث تبين أن تشكيلا عصابيا تخصص فى استهداف الأجانب بالقاهرة وراء سرقة ريجينى وضبط المسروقات بمنزل المتهم الرئيسى بعد قتل أفراد التشكيل العصابى فى مواجهات بالرصاص مع الشرطة بالقاهرة الجديدة، فيما كشفت مصادر عن عدم استبعاد أجهزة الشرطة المصرية التحقيق فيما كشفت عنه الواقعة من استهداف تشكيلات إجرامية للأجانب على أرض مصر، وما يمكن أن يؤدى إليه ذلك من إحراج الأجهزة الأمنية أمام الرأى العام الخارجى والداخلى، وممارسة ضغوط على مصر وخلق حالة من التوتر بينها وبين دول العالم، موضحة أن الواقعة تثير تساؤلات عن مدى تورط أجهزة تابعة لدول أخرى فى تحريض أفراد التشكيل العصابى الدولى المقتول من عدمه على ارتكاب جريمتهم.
وقال مصدر قضائى إن النيابة ستتخذ عدة قرارات من بينها تتبع ورصد مكالمات المتهمين فى الفترة ما بين اختفاء «جوليلو ريجينى» فى الفترة ما بين 25 يناير 2015 وحتى ظهور جثته فى الـ3 من فبراير، لمعرفة ما إذا كانوا وجدوا بمحيط منطقة الدقى مكان اختفاء «جوليو» فى تلك الفترة من عدمه، والوصول للمكان الذين أخفوا فيه الطالب الإيطالى حتى ظهور جثته، فضلاً عن مخاطبة الأجهزة الأمنية لإفادة جهة التحقيق بكشف بتحركات المتهمين فى تلك الفترة.
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من كشف غموض واقعة قتل الشاب الإيطالى ريجينى، بعد وصول معلومات لرجال المباحث، تفيد أن هناك تشكيلا عصابيا بالقاهرة الجديدة تخصص فى انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه، ووضعت أجهزة الأمن بإشراف اللواء السيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع الأمن العام، خطة أمنية مُحكمة لضبط الجناة، وتم نصب كمين أمنى لهم لاستهدافهم أثناء سيرهم بالسيارة رقم «ق ف 871 ميكروباص» بدائرة قسم شرطة أول القاهرة الجديدة ولدى مشاهدتهم للقوات أطلقوا الأعيرة النارية تجاه قوات الشرطة فبادلتهم إطلاق الرصاص، مما أسفر عن مصرعهم وحدوث تلفيات بسيارات الشرطة جراء إطلاق الأعيرة النارية.
وتبين من المعاينة الأولية لرجال الشرطة أن سيارة المتهمين ميكروباص مزوده بستائر لحجب الرؤية وعُثر بداخلها على جثة أحد الأشخاص مجهول الهوية فى العقد الثالث من العمر بها طلق نارى، وبندقية آلية عيار 7.62×39 - 12 طلقة من ذات العيار وطبنجة عيار 9 مللى، وطلقتان من ذات العيار وبطاقتا تحقيق شخصية عسكرى مزورة، منسوب صدورهما لوزارة الداخلية وصاعق كهربائى و4 هواتف محمولة خاصة بالمتهمين المتوفيين.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن أن المتهمين هم «طارق.س» ومقيم بدائرة مركز شرطة كفر صقر بالشرقية، ولديه محل إقامة آخر بالقليوبية، مسجل شقى خطر «نصب» وسبق اتهامه فى 24 قضية متنوعة، ومحكوم عليه فى 5 قضايا متنوعة بالحبس 4 سنوا، ونجله «سعد» و«مصطفى.ب» مقيم بدائرة قسم شرطة أول السلام، مسجل شقى خطر «نصب وسرقات عامة» سبق اتهامه فى 20 قضية متنوعة و«صلاح.ع» مقيم بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة بالقليوبية، مسجل شقى خطر «نصب» سبق اتهامه فى 11 قضية.
وأفادت التحقيقات والتحريات لرجال المباحث أن المتهمين ارتكبوا 9 وقائع سرقات بالإكراه بدائرة قسمى شرطة أول مدينة نصر وأول القاهرة الجديدة، وسرقوا 3000 دولار و600 جنيه مصرى من «راشيد.ج» يحمل جنسية دولة نيجيريا، وسرقوا 5 آلاف يورو و2000 جنيه مصرى ومشغولات ذهبية من «كارلوس.م» يحمل جنسية دولة البرتغال، وسرقوا 10 آلاف دولار من «دايفيد.ك» إيطالى الجنسية، وسرقوا 20 ألف جنيه و480 دولار من «هشام. ف.ع» و«20 ألف دولار» من المواطن «محمود.م.ع» وسرقوا 3 هواتف محمول من المواطن «عماد.ع.إ»، وسرقوا مبلغا ماليا وشيك من المواطن «محمد.س.أ» وسرقوا 140 ألف جنيه من المواطن «ساهر.س.إ» وسرقوا 13100 جنيه من المواطن «شهاب.أ.م».
ووجهت أجهزة الأمن مأمورية استهدفت محل إقامة شقيقة المتهم الأول «رشا.س» ومقيمة بالقليوبية، حيث تم ضبطها وزوجة المتهم، وبسؤال الزوجة اعترفت أن الحقيبة المضبوطة تخص زوجها «طارق» ولا تعلم عنها شيئاً وأنها كانت بحيازته منذ يومين أثناء وجوده بالمنزل، فتم تحريز المضبوطات وعرضها على النيابة العامة، كما تمت معاينة موقع الحادث بمعرفة نيابة التجمع وسؤال السيدتين بمعرفة نيابة شبرا الخيمة أول.
