بالصور.. دخول الفحم مصر لاستخدامه فى منظومة الطاقة يثير أزمة بيئية.. الوزير: لجنة فحص ونُبَلَغ بالشحنة قبل وصولها.. رش الشحنات بالمياه داخل ميناء الأدبية لعدم تطاير الغبار.. ومصدر: سلامة العمال أولوية

أثار دخول الفحم مصر واستخدامه فى الصناعة أزمة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فبعدما حظرت مصر استيراد الفحم، وافقت الحكومة السابقة برئاسة المهندس إبراهيم محلب على استيراده واستخدامه ضمن منظومة الطاقة فى مصر، مع الالتزام بوضع الضوابط والمعايير البيئية، والحصول على موافقة دراسات تقييم الأثر البيئى فى كل مراحل استيراد، وتداول، وتخزين الفحم واستخدامه، واتباع أحدث التكنولوجيا لتقليل الانبعاثات إلى أقل درجة ممكنة، وذلك فى صناعة الأسمنت حتى 40% من الطاقة المستخدمة.

ورافق "انفراد" الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، فى جولته التفقدية بشركات شحن وتفريغ الفحم بميناء الأدبية بالسويس، وتحدث فهمى على رحلة شحنة الفحم منذ دخولها الميناء وحتى بدء استخدامها بمصنع الأسمنت لتوليد الطاقة.

وصَرَّحَ وزير البيئة لـ"انفراد" أن كل شركة من شركات الأسمنت فقط هى المسموح لها باستيراد الفحم، حيث تتم الموافقة لكل شركة على استيراد كمية محددة من الفحم على أساس احتياجاتها من الطاقة الحرارية لإنتاج أسمنت "الكلنكر".

وأضاف فهمى أن القانون ينص على أن تتقدم شركات الأسمنت بدراسة توفيق الأوضاع، قبل شحن وتفريغ كل شحنة فحم خاصة بها، وتؤكد أنها تتوافق مع المتطلبات الجديدة لجهاز شئون البيئة، وإذا وافق الجهاز يصدر موافقة مؤقتة لتفريغ الفحم.

وأشار الوزير، إلى أن كل شحنة تصل الميناء يُخْطَر بها فرع جهاز شئون البيئة بالمحافظة وينتقل الفريق العمل الى الميناء ويشارك فرع مكتب البيئة بالميناء فى مراقبة تفريغ الشحنة ونقلها إلى المصنع موضحا أن هذه العملية تستمر من 7 إلى 10 أيام متوصلة، وتوثيق أى مخالفات بالشحنة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

وأوضح أن المخالفات تكون خاصة بالتلوث النانتج عن الفحم، وهو محكوم بقانون البيئة، مشيرًا إلى أن جهاز شئون البيئة يدعوا فى بعض الأحيان الأجهزة الرقابية لمتابعة الشحنة، وتوثيق المخالفات بالصور، ثم يرفع تقريرًا بذلك للرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، لاتخاذ الإجراءات حيال الشركة المخالفة.

وقال خالد فهمى، إن الفحم حينما يُفَرَّغ بالميناء يُرَش بالمياه حتى لا يتطاير منه الغبار ويؤدى لتلوث البيئة، وحينما يتم تعبئته مرة أخرى للنقل إلى المصنع يُرَش أيضا بالمياه، وحينما تصل الشحنة المصنع تتكرر نفس العملية، موضّحًا أن الوزارة تتابع كل هذه العمليات خطوة بخطوة حتى الوصول للمصنع، وتقوم أيضا بإجراء حملات تفتيشية مستمرة على المصانع للتأكد من اتباع الإجراءات البيئية السليمة، مشيرًا إلى أن لو اِكْتُشِفَت أى مخالفة قانونية بالشحنة تُرْفَض وفى بعض الأحيان تعود لبلدها مرة أخرى.

ولفت خالد فهمى إلى أن الوزارة أرسلت لكل الشركات واتحاد الصناعات، وطلبت أن تحدد الشركات التى كانت تستخدم الفحم، مؤكّدًا تطبيق القانون على من يستخدم الفحم غير شركات الأسمنت، لتصل العقوبات إلى الحبس 5 سنوات، بالإضافة إلى مصادرة معدات الشركة، وفرض غرامة من مليون إلى 5 ملايين جنيه.

المهندس ياسر عبد الحميد مسئول السلامة والبيئة والصحة المهنية بإحدى شركات استلام شحنات الفحم بميناء الأدبية فى السويس، قال إن الفحم يدخل الميناء حسب طلبات العميل (شركات الأسمنت).

وأضاف عبد الحميد، لـ"انفراد" أن شركته تحاول تفعيل الشروط التى وضعتها وزارة البيئة لعملية إنزال الفحم من على المراكب، وتفريغ وشحن ونقل الفحم المستورد، ثم عملية التخزين نفسها، بالإضافة إلى عملية النقل من المخازن إلى المصانع التى سيُسْتَخْدَم فيها الفحم.

وأشار الى أن هناك بعض الشحنات تكون غير مطابقة للمواصفات، ويرفضها الحجر الصحى، وبالتالى لا تدخل البلاد، قائلاً إن هناك معايير معينة لنوعية السيارات و"الكباشات" و"الهوابر" التى تدخل الميناء لرفع الفحم، ويُرَاعَى عدم تلوث للمياه، الأمر الذى من الممكن أن يؤثر على الشُعَب المرجانية.

وتابع: "نعمل كخلية نحل، فهناك متخصصون فى عملية الشحن والتفريغ، وآخرين فى صيانة المعدات، ومتخصصين فى التخزين، والتمهيد لاستقبال المركب المُحَمَّلة بالشحنة، وتحديد المعدات المُسْتَخْدَمَة فى إنزال الفحم، بالإضافة إلى الصيانة الدورية للمعدات.

وأكد مسئول السلامة والبيئة والصحة المهنية، إجراء كشف طبى ابتدائى لأى عامل قبل التحاقه بالعمل فى الشركة، ثم إجراء كشف دورى على كل العمال، وتسليم إحصائية نصف ثانوية خاصة بكل عامل كل 6 أشهر، مضيفًا أنه لم يصاب أى عامل بأمراض صدرية أو غيرها منذ بدء العمل بالفحم.

المهندس صبحى رشيد، مدير توكيل الجودة والسلامة والصحة المهنية بنفس الشركة، أشار إلى أن عملية رش الفحم بالمياه هدفها ترطيبه، لأن جفافه يمكن أن يعرضه للاشتعال.

وقال رشيد لـ"انفراد" إن رشاشات المياه يمكنها الرش بطول 40 مترًا وتتحرك أوتوماتيكيا، لتغطى دائرة قطرها 50 مترًا، وأكد إلقاء محاضرات باستمرار للعمال بالشحن والتفريغ، لتعريفهم كيفية الحفاظ على سلامتهم والحفاظ على البيئة.