ما زالت الكارثة البيئية التى ظهرت مؤخرًا بمحافظة الإسكندرية وبالتحديد فى منطقة القبارى غربًا، قائمة تؤرق أهالى المنطقة دون تدخل من المحافظة، وذلك بسبب اشتعال الحرائق المتكرر بمقلب القمامة على الطريق الدولى، والذى يتسبب فى انبعاث الأدخنة الكثيفة فى سماء المنطقة ويشكل سحابة سوداء كثيفة وانعدام الرؤية على هذا الطريق الحيوى ما يتسبب فى انتشار الأمراض الصدرية وتلوث الهواء وأيضًا الحوادث على الطريق بسبب انعدام الرؤية.
وشكا أهالى المنطقة لـ"انفراد" من نقل الشركة المسؤولة عن رفع القمامة من محافظة الإسكندرية، كميات كبيرة من القمامة التى يتم جمعها من الإسكندرية إلى هذا المقلب بالتحديد خلف المناطق السكنية، فى ظل غياب المهندس محمد عبد الظاهر ونائبه الدكتورة سعاد الخولى، متسائلين: أين الأجهزة التنفيذية من تلك الكارثة.
وطالب معتز الشناوى، أمين الإعلام المركزى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى ومنسق اللجنة الشعبية لتنمية غرب الإسكندرية، المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء بمحاسبة مسئولى الجهاز التنفيذى بالإسكندرية، لتقاعسهم الشديد عن رفع تلال القمامة والمخلفات، الكائنة بمنطقة الـ133 فدانًا خلف مأوى الصيادين بنطاق حى غرب، والتى أصبحت مصدرًا للعديد من الأمراض لسكان غرب الإسكندرية كافة، وليس سكان مأوى الصيادين وحدهم.
وأشار إلى أن المقلب يتحول يوميًا إلى كتل نيران مشتعلة ما يتسبب فى حوادث سيارات دائمة، لكونه واقعًا على الطريق الدولى للمحافظة المنكوبة.
وأضاف الشناوى: "لقد رفعنا توقيعات المواطنين لمحافظ الإسكندرية الحالى، لوقف المقلب وإيقاف آثاره الضارة، لكنها مستمرة حتى اليوم، كما تقدمنا سابقًا ببلاغ برقم 3887/2015 ضد محافظ الإسكندرية السابق هانى المسيرى لقراره الغريب بإلقاء القمامة خلف منطقة مأوى الصيادين المكتظة بالسكان، وتم وقف المقلب، إلا أن مسئولى شركة النظافة بالإسكندرية أعادت تشغيل المقلب الذى يهدد حياة السكان البسطاء، ثم أوقفته مؤخرًا بعد أن امتلأت المساحة المخصصة بجبال القمامة، ولم يرفعوها أو حتى يقوموا بأى شىء لتقليل أثرها البيئى على المنطقة بأسرها، بل وقامت أيضا بردم أجزاء من بحيرة مريوط بالقمامة، ولم تحاسب حتى الآن.
وشدد "الشناوى"، على أن مسئولى المحافظة بدلا من استغلال تلك المساحة فى التنمية وإعادة رونقها الحضارى، لم تكتف بإهدار الموارد الطبيعية والمال العام للدولة، بل راحت تميز بين سكان الأحياء الراقية بشرق الإسكندرية مخالفة للدستور، فتلقى قمامة الأغنياء فى حى الفقراء.
وطالب مجلس الوزراء بسرعة التدخل لوقف ما يحدث من ممارسات ضارة بالبيئة، وضارة بصحة المواطنين، علاوة على ما يمثله المقلب من إهدار للمال العام ومقدرات الوطن.
من جانبه أكد المهندس أسامة الخولى، المدير التنفيذى لشركة النهضة المنوط بها رفع القمامة من الإسكندرية، أن المقلب كان يستخدم كمحطة وسيطة لنقل القمامة آلية بشكل مؤقت، بسبب تأثر الطرق المؤدية إلى المحطة الوسيطة الرئيسية بمحرم بك.
وقال "الخولى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" إنه تم وقف نقل القمامة إلى القبارى، وحاليًا تقوم سيارات الشركة بنقل القمامة إلى المحطة الرئيسية بمحرم بك تمهيدًا لنقلها إلى المدفن الصحى، وذلك عقب إصلاح الطرق المؤدية إلى محطة محرم بك والتى تعرضت للتأثر بمياه الأمطار الفترة الماضية.
وأوضح "الخولى" أن محافظة الإسكندرية بها 3 محطات وسيطة فى مناطق الزياتين بالمنتزه ومحرم بك والكيلو 21 ويتم استخدامها فى نقل القمامة وتجميعها تمهيدًا إلى نقلها إلى المدفن الصحى.