ينشر "انفراد" تفاصيل 4 ساعات من التحقيقات التى أجراها المستشار وجدى عبد المنعم وأمانة سر سيد حجاج وبهاء طنطاوى، قاضى التحقيق بمحكمة جنايات شمال القاهرة، لإعادة التحقيق فى أحداث التدافع والعنف والشغب التى وقعت على خلفية مباراة كرة القدم بين ناديى الزمالك وإنبى، التى أسفرت عن مقتل 22 مواطنا من مشجعى نادى الزمالك بالقضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث الدفاع الجوى".
من جانبه، استمع قاضى التحقيق، لأقوال اللواء خالد متولى نائب مدير الأمن فى ذلك التوقيت، حيث أكد خلال التحقيقات، أنه كان يشغل منصب نائب حكمدار القاهرة فى تلك الأثناء، وأن المعلومات التى وردت من خلال تحريات الأمن عن تلك الواقعة، أثبتت أن عناصر تحريضية تمكنت من الاندساس بين الجماهير لإحداث فوضى وبلبلة لظهر الدولة بشكل غير لائق بين دول العالم، حيث إن فى تلك الأثناء كانت زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر.
وأضاف متولى أن زيارة الرئيس بوتين لمصر فى تلك الأثناء كانت تحمل الكثير من المعانى والرسائل بالنسبة للعالم الخارجى خاصة وأن الدولة المصرية كانت تمر بمراحل صعبة فى ذلك التوقيت، مؤكدا أن السبب الرئيسى وراء تلك الأحداث هو إظهار وزارة الداخلية بالمظهر الضعيف والمرتعش لإثبات فشل الوزارة وعدم قدرتها على تأمين أى منشآت خاصة بالدولة حتى لو كانت مباراة كرة قدم.
وأشار نائب مدير الأمن أنه فى ذلك التوقيت الذى حدثت فيه الواقعة كان متواجدا مع اللواء خالد يوسف مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة لتفقد سير تأمين موكب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، موضحا أنه أثناء توجهه لاستاد الدفاع الجوى برفقة اللواء خالد يوسف كان هناك قطع للطريق من قبل جماهير نادى الزمالك وسيارات شرطة تهب منها ألسنة اللهب دون تواجد لآثار قنابل الغاز المسيل للدموع.
وفى السياق ذاته، استمع قاضى التحقيق للواء محمد كفافى مدير قوات الأمن المركزى أثناء تلك الأحدث، والذى أكد أن الممر الذى كان يسمح بمرور جماهير نادى الزمالك داخله للوصول للاستاد لحضور مباراة الفريق، فكان متسعا وليس له سقف وغير محدد وهو عبارة عن شارع واسع يستحيل معه حدوث أى اختناقات، مؤكدا أن السبب الرئيسى وراء حدوث الوفيات والإصابات بين الجماهير كانت نتيجة التدافع الذى حدث بين الجماهير التى كانت تطالب بالخروج من الاستاد بسبب كثرة ضرب العناصر الإثارية للشماريخ والألعاب النارية التى كانت موجودة خلفهم.
وأجاب "كفافى" عن سؤال قاضى التحقيق "هل هناك ما ينظم عملية ضرب القنابل المسيلة للدموع؟"، قائلا "طبعا يا فندم، هنا لوائح وقيود دولية منظمة لعملية إطلاق القنابل المسيلة للدموع ومن تلك القيود هو عدم إطلاق القنابل فى اتجاه أجساد المتظاهرتين ولكن تطلق خلفهم حسب اللوائح.
وأضاف "كفافى" أنه وقت وقوع الأحداث كان متواجدا داخل الاستاد ولم يشاهد ما حدث بالخارج، ولكنه سمع ضوضاء شديدة ظن أنها لحماسة الجماهير الراغبين فى حضور المباراة، مشيرا إلى أن المباراة سارت بشكل طبيعى حيث لم يستجب المراقب لطلبات بعض الجماهير بإلغائها نظرا لعدم وجود ما يستدعى ذلك كما أن هناك تلفيات أصابت أسوار استاد الدفاع الجوى تقدر قيمتها بـ 14 ألف جنيه.
من جانبه أمر قاضى التحقيق بمحكمة جنايات شمال القاهرة فى قضية "أحداث الدفاع الجوى" المنعقدة بالعباسية المستشار وجدى عبد المنعم وأمانة سر سيد حجاج وبهاء طنطاوى باستدعاء قائد قوات الشرطة العسكرية، للاستماع لأقواله حول الواقعة، كما طلب أمر العمليات الخاصة بالخطة الأمنية لتأمين المباراة أثناء وقوع مجزرة الدفاع الجوى والشهادات الخاصة باستهلاك القنابل المسيلة للدموع المستخدمة فى تلك الأحداث.