انفرجت أزمة دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان المعروف إعلاميًا بالدير المنحوت، بعدما نجح وفد من النواب والشخصيات العامة الأقباط فى إنهاء الأزمة، بعد تقريب وجهات النظر بين الرهبان المعارضين لشق الطريق الدولى مارًا بالدير.
وقال النائب جون طلعت، أحد النواب الذين توسطوا لإنهاء الأزمة عقب انتهاء زيارته للدير، إن الوفد القبطى أجرى محادثات لمدة 7 ساعات، أمس السبت، اتسمت بالشد والجذب، تم بعدها الاتفاق على بدء بناء سور جديد للدير وفقًا للمساحات الجديدة بواسطة شركة عدلى أيوب (أيوبكو) .
وأعرب طلعت فى تصريحات خاصة عن شكره لكل من توسط لحل الأزمة، مؤكدا أن شركة المقاولون العرب تبدأ غدا الاثنين فى شق الطريق الدولى.
من جانبه، أكد الراهب مارتيروس الريانى، أحد رهبان الدير، أن شركة أيوبكو بدأت اليوم العمل فى بناء السور، ورفع المساحات، مشيرًا إلى أن وفدا من رهبان الدير قد قرروا مقابلة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية من أجل إعلان خضوعهم له كنسيًا وإغلاق ملف الدير دون أن تحدد الكنيسة حتى اليوم موعدًا للقاء.
وينص الاتفاق الأخير الذى تم التوصل له مع رهبان الدير على الحفاظ على المغارات الأثرية وآبار المياه و3500 فدان من أراضى الدير، بالإضافة إلى 1500 فدان للزراعة على الناحية الأخرى للطريق.
فى سياق متصل، استمر النشطاء الأقباط فى المطالبة بالإفراج عن الراهب بولس الريانى الذى القت الشرطة القبض عليه الأسبوع الماضى، ويواجه أحكاما بالحبس بعدما قررت نيابة إبشواى حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق بعد القبض عليه من داخل الدير.
وطالب فادى يوسف مؤسس ائتلاف أقباط مصر، بضرورة الإفراج عن الراهب المحبوس بعد التوصل للاتفاق الأخير بين الرهبان والدولة.
واعتبر يوسف فى تصريحات خاصة أن الاتفاق الأخير يغلق ملف أزمة الدير إلى الأبد، ويدفع الرهبان إلى الالتفات لحياتهم الرهبانية وصلواتهم بعد إنهاء أزمة استمرت سنوات طويلة.
وترجع الأزمة إلى عام 2013 حين قررت الدولة شق طريق دولى يمر بالدير المنحوت "دير وادى الريان"، وهو ما يستلزم هدم بعض مبانيه، ما دفع الدولة إلى توسيط الكنيسة للبحث عن حل ودى مع الرهبان الذين انقسموا إلى فريقين تبادلوا إطلاق النار، وتجددت الأحداث مرة أخرى الأسبوع الماضى بعد مبادرة قادها الأنبا أرميا الأسقف العام، والمهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية، لشق الطريق مع الحفاظ على مبانى الدير وبناء سور له، وهو الأمر الذى أعاد حالة الانقسام بين صفوف الرهبان مرة أخرى، وألقت قوات الأمن القبض على الراهب بولس الريانى أحد المعارضين لشق الطريق.