عمل الخير هو مفتاح سعادة الحياة، فمن حرص عليه سما بإنسانيته، والخير اسم لكل ما ينتفع به المرء عاجلًا أو آجلًا، محمد رمضان سائق ميكروباص بدرجة إنسان، فهو غير مفهوم الركاب عن السائق أحبه ربه وحبب به خلقه.
ويقول محمد «أبسط الأشياء تسعد القلوب، لا تستصغر عمل خير صغير فهو عند متلقيه شىء عظيم».
عمل «محمد» فى خط مستشفى سرطان الأطفال والأورام جعله يرى بعينيه المآسى والمشاق التى يتعرض لها الطفل المصاب وذووه وعن ذلك يقول: «ربنا يكون فى عون أهاليهم فى ناس بتبات فى الشارع بعد الجرعة عشان ميعاد الجرعة التانية بيكون تانى يوم وبيكونوا جايين من الصعيد ومحافظات بعيدة.. ربنا يكون فى عونهم وبعرض عليهم الاستضافة ومش بيقبلوا». «محمد» قرر عمل شىء يساعد به أهل بلده مثلما يحكى «أطفال السرطان بيعانوا كثيرًا وممكن يكون أكثر من الطفل نفسه، وبشفهم لما بيجوا يركبوا معايا بيكونوا تايهين وفى حالة تانية خالص، لذلك قررت أشارك بفعل الخير ومخدش من حد فيهم أجرة هما وذووهم ولو فى إيدى أعمل أكتر من كده مش هتأخر».
«طفل السرطان أهله بتكون تعبانة أكتر منه، أنا بشفهم بحاول أخفف عنهم وأحسسهم إنى واحد منهم وبحسس أهلهم أن الطفل ده يخصنى زى ما يخصهم هما كمان، وعايز أقول اللى يقدر يساعد بحاجة يساعد بيها وميتأخرش حتى لو كانت المساعدة ديه حاجة بسيطة أنت شايفها هتكون كبيرة جدًا عند متلقيها، لو شفت واحد بردان وفكرت تديله جاكت قديم عندك بالنسباله هتكون حاجة كبيرة جدًا وقيمة هى بالنسبالك ملهاش لزمه بس عنده كبيرة جدًا، اللى يقدر يساعد بحاجة مهما كانت بسيطة هتسعد ناس». الحاجة «أم محمد» ترى الأمور من زاوية خاصة «اللى بيعمله ابنى بيقعدلى، أنا سيدة مسنة وبركب ميكروباصات كتير، بلاقى السواقين مش بياخدوا منى أجرة مع إنى معايا وبديهم وميعرفوش أنا مين من الأساس ووقتها بفتكر اللى بيعمله ابنى الخير يا ولدى بيقعد وبيزيد».