"متسمعش للإعلانات" نصيحة يقدمها لك أطباء النفسية، مؤكدين خطورة بعض هذه الرسائل الموجهة والتى قد تؤدى بمتابعيها إلى مشكلات سلوكية واجتماعية وتواصلية.
ومؤخرا امتلأت الشاشات بالإعلانات التجارية التى تتنافس فيها الشركات المختلفة لتشجيع الناس على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت، وذلك بإغراءات مادية وهدايا وعروض تنافسية، وتدعو هذه الإعلانات إلى أن ينغمس كل مواطن فى الانشغال باستخدام هاتفه المحمول للتواصل بدلا من التواصل الواقعى مع المحيطين بك، مبررين ذلك بأن من حولك "مزعجين" ومملين، وكثيرى الكلام عكس الشخصيات التى تتوحد معها على جهازك المحمول الصغير عبر مواقع التواصل.
وتوضح الدكتورة سهى كمال - أخصائية النفسية - أن فى هذا المضمون الإعلانى إشارة خطيرة وضارة بسلوكيات الشخص، وتقليل من قدراته التواصلية، وقدراته على التفاعل بواقعية للنماذج الحقيقية المحيطة به، والخطر الأكبر أنه يدفع البعض لاستبدالها بعلاقات وهمية هشة عبر مواقع التواصل تفتقر المشاعر والمواقف الواقعية.
وتابعت د. سهى مؤكدة أن بناء علاقات اجتماعية وتواصلية حقيقية بغيرك من البشر، ودون مسافات، له الكثير من المزايا ومنها:
- يعزز التعامل مع الغير فى مواقف واقعية تمرون بها سويا، دون ترتيب أو مواعيد.
- يعزز سلوكيات الفرد التواصلية مع البشر، ويجعله أكثر قدرة على تحسين أخطائه أثناء الحديث، أو التعامل مع المواقف بواقعية واحترافية.
- تقيك التقوقع والانعزال عن الواقع وتحميك من صدمات مشكلات الحياة والمفاجئة بعقبات الحياة.
- تمكنك من تبادل الحديث والفكر مع طبقات مختلفة اجتماعيا وفكريا وثقافيا، وإثراء عقلك وتفكيرك، بشكل غير مرتب ودون انتقاء لأنواع الشخصيات التى تتعامل معها.
- تمكنك من الحكم الجيد على من تتعامل معه، وتكتشف كذبه أو صدقه، ثقافته أو جهله من خلال حديثك العميق.
- إشارات الجسد وطبيعة حركات أعضاء الجسم من أهم لغات التواصل العالمية، عليك بتعلمها والحفاظ عليها وهو ما لا يمكن أن يحدث طوال الوقت دون أن ترى من تحدثه وجها إلى وجه.
وحذرت الدكتورة سهى من استبدال الشخص لعلاقاته الواقعية التواصلية، بعلاقات عابرة ووهمية عبر الإنترنت، وأكدت المخاطر السلوكية وغير الصحية للاستماع وتطبيق الرسائل الإعلانية الموجهة دون تفكير أو إعمال العقل:
- ترسم الإعلانات نمطا تجاريا غير صحى لا نفسى ولا اجتماعى، وعليك محاولة تجنب إغرائه وإعمال عقلك.
- تلك الوسائل الاتصالية تجعلك تدمن العزلة، وتحب التواجد مع أقل عدد من البشر، وأكثر عدد من الأجهزة.
- بديل غير حقيقى أو مشبع لعلاقات حقيقية واقعية.
- نمط وهمى قد يسبب اضطراب السلوك التواصلى، ويجعلك غير قادر على التصرف فى الأحداث الواقعية، فتصبح بشخصيتين منفصلتين وتتعامل على هذا الأساس طوال الوقت.
- تسىء تدريجيا إلى علاقتك بالآخرين، لأنها تجعلك رغما عنك تتعامل معهم بحدة أو لا مبالاة أو انعزال، وهو ما يجعلك منبوذا بشكل تدريجى.
- تفوت عليك الكثير من الخبرات الحياتية التى يمكنك اكتسابها خلال يومك.
- تزيد حدة توترك واضطرابك النفسى وفقا للأحداث الجارية وكثرة الآراء المتداولة على تلك المواقع.
- تؤثر على قراراتك وتوجهاتك وفكرك، وقد تصبح سببا فى تشتتك فى كثير من قضايا الحياة.