انطلق سباق الانتخابات الرئاسية فى الجزائر المقرر عقدها فى 18 أبريل المقبل، بإعلان الرئيس الحالى عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، الترشح رسميا لولاية خامسة، ومنافسة مرشحين ممن تقدموا منذ بدء العملية الانتخابية الشهر الماضي وبلغ عددهم حتى الآن 200 مرشح وفقا لوزارة الداخلية الجزائرية.
ويبلغ بوتفليقة من العمر 82 عاما، ويقود الجزائر منذ 20 سنة. وكان قد أصيب عام 2013 بسكتة دماغية جعلته يتحدث ويتحرك بصعوبة، ونادرا ما يظهر علنا، ويحتاج المرشحين الحصول على التوقيعات اللازمة للظهور في ورقة الاقتراع.
وأكد الرئيس الجزائرى بوتفليقة، اليوم الأحد، مؤكدا أنه في حالة انتخابه سيبادر خلال هذه السنة إلى تنظيم ندوة وطنية شاملة يكون هدفها إعداد أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية بل واقتراح إثراء عميق للدستور.
وأوضح في رسالته إلى الشعب الجزائرى المتضمنة إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية ”أن جميع القوى السياسية والاقتصادية والسياسية للبلاد ستكون مدعوة لهذه الندوة الموجهة للخروج بـ ” إجماع حول الإصلاحات والتغييرات التي يتعين على بلدنا القيام بها”، بحسب ما نقلت الاذاعة الوطنية.
واعتبر بوتفليقة أن هذه الأهداف لا يمكن حقا بلوغها ” مالم نعمل على تحسين الحكامة على مستوى هيئات وإدارات الدولة وفي قطاع المؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء"
وأوضح أن الانجازات المحققة لحد الآن ” تبقى بحاجة إلى تحسين” من أجل ” إعادة وتعزيز” ثقة المواطنين في المؤسسات، كما أن هذه الغاية تستدعي ” أجوبة أكثر ملاءمة لتطلعات شبابنا الذي يقف أحيانا بعيدا عن الحياة السياسية ويختار البعض منه خوض مغامرات هجرة خطيرة وانتحارية “.
وتأتي هذه الرسالة بعد أن أعلن حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر، أمس السبت، ترشيحه بوتفليقة رسميا لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة. وقال المنسق العام للحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، معاذ بوشارب "أُعلن أن جبهة التحرير الوطني رشّحت المجاهد عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية القادمة تقديرا لحكمة خياراته وتثمينا للإنجازات الكبيرة تحت قيادته"، مضيفا "هذا مطلبكم وقراركم الصائب والحكيم بكل حرية وسيادة ومن أجل مصلحة الجزائر ندعوكم من الآن للاستعداد لخوض الحملة الانتخابية القوية لصالح مرشحنا".
وسبق أن ذكرت وزارة الداخلية الجزائرية أنها تلقت 200 طلب ترشح، من بينها رئيس "حزب جبهة المستقبل"، عبد العزيز بلعيد، الذي شارك في السباق الانتخابي السابق عام 2014، ورئيسا حركتي "مجتمع السلم" و"البناء الوطني" الإسلاميتين، عبد الرزاق مقري وعبد القادر بن قرينة، بالإضافة إلى رئيس الحكومة سابقا ومرشح رئاسات 2004 و2014، علي بن فليس، والجنرال المتقاعد، علي غديري، الذي يعتبر من أبرز منافسي بوتفليقة.
وألمحت أغلب الشخصيات البارزة التي دخلت السباق إلى إمكانية انسحابها في حال تأكد ترشح الرئيس الحالي، البالغ 81 عاما من العمر والذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، للولاية الخامسة باستثناء غديري الذي صرح بأن مشاركته غير مرهونة بدخول بوتفليقة وهو "مستعد لمنافسته".
وتجري أحزاب وشخصيات معارضة في البلاد مشاورات خلال الأيام الأخيرة من أجل التوافق على مرشح واحد لدخول سباق الرئاسة لكنها لم تفض إلى أي قرار حتى الآن.