نقلا عن العدد اليومى...
بالرغم من اتجاهات ترى أن الأمم المتحدة أو دول أوروبا بدت أقرب للاقتناع بخطر الإرهاب وأهمية التعاون لمواجهته، فإنه لا يتوقع أن يشكل هذا خطوات عملية قريبة تجاه العمليات الإرهابية التى بدأت تطال أوروبا بشكل متكرر، فما جرى من هجمات بروكسل، أثبت فى جانب منه غياب التنسيق بين الدول الأوروبية وتبادل المعلومات حول الخلايا الإرهابية. ولهذا كان هناك ممن شاركوا فى هجمات باريس من شاركوا أيضا فى هجمات بروكسل. بل أن عبدالسلام الفاعل الرئيسى فى باريس انتقل بكل حرية إلى بلجيكا، وعندما ألقى القبض عليه تم تنفيذ عملية بروكسل. وبالتالى فإن وجود آليات موحدة للمواجهة يبدو غائبا حتى الآن فضلا عن غياب أى تبادل للمعلومات المنية بين دول أوروبا الأمر الذى يشير إلى احتمالات تكرار العمليات الإرهابية.
تركيا اتهمت بلجيكا بتجاهل تحذيراتها من خطورة إبراهيم البكراوى، أحد المتورطين فى اعتداءات بروكسل، وإطلاق سراحه رغم التحذير من خطورته. وزير العدل البلجيكى كوين جنيس قال إن البكراوى لم يرتكب فى بلجيكا عمليات إرهابية، وأن ترحيله إلى بلجيكا كان بوصفه مجرد مرتكب عمل إجرامى عادى محكوم عليه بعقوبة مع وقف التنفيذ. وأن ترحيله من تركيا إلى بلجيكا تم عن طريق هولندا.
الرئيس التركى أردوغان ذكر أن البكراوى أحد المشتبه بهم فى هجمات بروكسل اعتقل فى تركيا فى عام 2015 وتم ترحيله بعد ذلك إلى بلجيكا.التى أطلقت سراحه رغم تحذيرنا من أنه «مقاتل إرهابى أجنبى»، لكن بلجيكا تؤكد أن تركيا لم تحذر من بكراوى وحملت تصريحات المسؤولين فى بلجيكا إشارات إلى إمكانية أن تكون تركيا تحاول غسل يديها من الإرهابيين باعتبار أن هناك اتهامات بضلوع أردوغان فى دعم الإرهابيين. لكن ما جرى فى هذه القضية يعيد إلى السطح العوامل الغامضة فى علاقة الدول بالإرهاب وغياب التنسيق عمدا لوجود علاقات لبعض الدول بالإرهاب.
كل هذا يشير إلى غياب التنسيق من جهة وغياب القدرة على التقاط مفاتيح الإرهاب وتمويله ومساعدته، وبالتالى فإن ما أشرنا إليه من أهمية قرار مجلس حقوق الإنسان بجنيف التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنى مشروع مصر حول «أثر الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان» أنه يدعم وجهة نظر مصر ودول أخرى أن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون شاملة وأن هذا سوف يكشف شبكات التمويل والتنظيم والتنفيذ.
لكن من النقاط المهمة ما إذا كانت دول الاتحاد الأوروبى تنسق فيما بينما وتتبادل المعلومات، وما هى تصوراتهم عن حجم وشكل التنظيمات والخلايا الإرهابية. التى قامت برعاية بعض الأجهزة والدول وهناك دلائل على أنه يتم نقل الإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا عبر مطارت تركيا وبتمويل وتوجيه مختلف ولهذا ربما كان إصرار تركيا على الإعلان أنها حذرت من خطورة الإرهابيى قبل ترحيله محاولة لتبرئة نفسها من اتهامات تقول إنها واحدة من أكبر محطات العمل الأمنى والإرهابيين.