كشف تقرير صادر عن أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، زيادة أعداد المترددين على مراكز ومستشفيات الصحة النفسية خلال العام الأخير، إذ استقبلت المستشفيات البالغ عددها 18 أكثر من 516 ألف حالة.
وقال التقرير الذى حصل "انفراد" على نسخة منه، إن عيادات الصحة النفسية استقبلت قرابة 654 ألف مواطن زاروا عيادات الصحة النفسية وعلاج الإدمان خلال تلك الفترة الماضية، ما يؤكد تزايد الوعى بأهمية العلاج والمتابعة النفسية، متابعا: "حجزنا قرابة 5500 مدمن من إجمالى 122 ألفا ترددوا على العيادات للكشف والمتابعة"، لافتا إلى أن عيادات الأطفال استقبلت قرابة 56 ألف طفل و30 ألف مراهق، إضافة إلى 11 ألف مسن و417 ألف بالغ ترددوا على العيادات النفسية.
وقال الدكتور محمد على، مدير إدارة الإعلام بأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن ضغوط الحياة اليومية ترفع معدلات الاضطراب النفسى لدى بعض الناس، وفى الفترة الأخيرة استقبلت العيادات النفسية أعدادا أكبر، وهو ما يكشف أمرين مهمين: زيادة الوعى، وإيمان المواطن بتوفر الإمكانات والكوادر التى تستطيع مساعدته وتقديم الخدمة له مجانا.
وأضاف أن الأمانة أطلقت سلسلة من حملات التوعية بالمشكلات والأمراض النفسية، وآليات التواصل الفعال وصولا إلى حلها عبر الجلسات النفسية والعلاجية، متابعا: «أطلقنا حملة حياتك تستاهل تتعاش، للتوعية بالمشكلات النفسية المتعلقة بالانتحار، ونسهم فى إنقاذ كثيرين سنويا، فعلى سبيل المثال يشهد العالم انتحار قرابة 800 ألف شخص سنويا، ليحتل الانتحار الترتيب الثانى ضمن أبرز أسباب وفاة المراهقين، وعمليا يمكن إنقاذ شخص من الانتحار كل 40 ثانية».
وأكد مدير إدارة الإعلام بأمانة الصحة النفسية، أن هناك حملات أخرى لمواجهة إدمان المخدرات وعلاجه، تغطى حاليا 8 محافظات على امتداد مصر، ومنها حملة «عيّد من غيرها» التى تنشط فى الأعياد والمواسم لحماية الشباب من تعاطى المخدرات بشكل موسمى، وحملة «آن الأوان نعرف أكتر عن المرض النفسى»، وتستهدف التوعية بكل الأمراض النفسية وتوقير المعلومات الكاملة عن طرق وآليات العلاج، كما أطلقت الأمانة حملة قومية لإزالة الوصمة عن المريض النفسى، فى ظل أن «البعض يخشون الكشف والعلاج بسبب الوصمة الاجتماعية، رغم أن المرض النفسى مرض عادى كغيره».
وفى السياق نفسه، قالت الدكتورة منن عبدالمقصود، أمين عام مستشفيات الصحة النفسية، إن هناك توسعا فى خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى تأسيس وحدات علاجية جديدة، مثل الطب المجتمعى، وكبار السن، مع إمكانية صرف العلاج فى المنزل، ويتواصل العمل على استكمال القوى البشرية من الأطباء وفرق التمريض، حتى تزداد معدلات إتاحة الخدمات وقدرات العمل المتواصل لخدمة أعداد أكبر.
وكشفت أن معدلات الإصابة بالأمراض النفسية فى تزايد بسبب ضغوط الحياة والمجتمع، لكن هذا لا يعنى وجود مشكلة على الإطلاق، فبعض الأمراض لا تتطلب أكثر من جلسة علاج واحدة، ومن ثم فإن التردد على العيادات النفسية ظاهرة صحية للغاية، وتعنى إدراك الشخص لذاته وحقيقة مشكلته، ووعيه الكامل بأهمية العلاج، وأن المعاناة النفسية ليست وصمة. متابعة: «الأمانة لديها خطط لرفع الوعى، حتى نتفادى الأزمات النفسية الكبرى التى تؤثر على إنتاجية المواطن، العلاج متوفر فى المستشفيات بخدمة مميزة وأجر رمزى، كما أطلقنا عيادات لمكافحة إدمان النيكوتين فى كل المستشفيات، وتدعم الدولة قطاع الصحة النفسية بملايين الجنيهات سنويا لتقديم الخدمات للمواطنين بدون تحميلهم أى أعباء».