حالة من التضارب المعلوماتى صاحبة واقعة خطف طائرة "مصر للطيران"، حيث صرحت مصادر إعلامية في البداية أن الخاطف يدعى إبراهيم سماحة إلا أنه اتضح أن الأمر غير صحيح، والخطاف الحقيقى يدعى سيف الدين مصطفى، حسبما أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية لشبكة "سى أن أن".
فبعد الغموض الذى أحاط بهوية مختطف طائرة مصر للطيران التى أقلعت من مطار برج العرب فى الإسكندرية، صباح اليوم الثلاثاء، فى طريقها إلى مطار القاهرة، وإجبار قائدها على تغيير مسار رحلتها إلى مطار لارناكا القبرصى، أكدت مصادر مطلعة بمطار برج العرب الدولى، أن المختطف يدعى إبراهيم سماحة أستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة الإسكندرية يحمل الجنسية الأمريكية.
إلا أن زوجة الدكتور إبراهيم سماحة، قالت أن الصورة التى تم نشرها عبر وسائل الإعلام ليست للدكتور إبراهيم سماحة، مضيفة أن هناك التباسا فى المعلومات، مؤكدة على أنها تحدثت إلى زوجها فى تمام الساعة الثامنة صباحاً وأبلغها أن الطائرة تم اختطفها.
كما أكد مصدر بجامعة الإسكندرية، أن الدكتور إبراهيم سماحة أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية بكلية الطب البيطرى جامعة الإسكندرية، ليس له علاقة بخطف الطائرة المصرية، وهو من ضمن المختطفين، وتم الإفراج عنه فى الساعة التاسعة صباحًا.
وأضاف المصدر لـ"انفراد" أن الجامعة تواصلت مع الطبيب البيطرى، وهو متواجد حاليا فى صالة المطار، موضحا أن الدكتور إبراهيم سماحة كان فى طريقه للولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مطار برج العرب، لكى يحضر مؤتمر علمى عالمى عن الرقابة على الأغذية الصحية.
وبعد الإفراج عنه، قال الدكتور إبراهيم سماحة، إنه كان فى اتجاهه من القاهرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور إحدى المؤتمرات، ولكنه فضل أن يستقل طائرة داخلية لعدم تعطله، مؤكدًا أنه بعد حاولى 20 دقيقة من صعود الطائرة، تم سحب جوازات السفر من الركاب.
وأضاف "سماحة" فى تصريحات تليفزيونية، فور إطلاق سراحه، أن رحلة الطائرة داخلية ومدتها تستغرق نصف ساعة فقط، قائلا: "بعد حاولى 40 دقيقة وجدت الطائرة تعلوا أكثر وليست فى اتجاهها نهائيا وبمجرد أن سألت علمت أن الطائرة مختطفة".
وحول تحديد هوية خاطف الطائرة الحقيقي، رفض وزير الطيران المدنى شريف فتحى الإفصاح عن أى معلومات تخص الخاطف أو اسمه أو جنسيته أو جنسيات الركاب المتواجدين حاليا على متن الطائرة.
وأوضح وزير الطيران فى مؤتمر صحفى، عقده منذ قليل، بمقر وزارة الطيران المدنى، أنه ليس هناك مطالب محددة للخاطف، ولكن يتم التعامل معه بجدية وهناك عدد من الأجهزة التى تتفاوض.
فيما كشف السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، لـ"CNN" أن خاطف الطائرة المصرية يدعى سيف الدين مصطفى، وليس الأمريكى المصرى إبراهيم سماحة، كما أوضحت مصادر أن الخاطف يعمل مدرساً للتاريخ.
وذكرت مصادر من قبرص أن خاطف الطائرة طالب بالإفراج عن سجناء مصريين.
وفى الأثناء، أعلنت مصادر قبرصية، عدم وجود متفجرات على متن الطائرة المصرية المخطوفة والتابعة لشركة "مصر للطيران"، مؤكدة أن خاطف الطائرة اللجوء إلى قبرص، وذكر شهود من مطار لارانكا القبرصى، أن مختطف الطائرة ألقى رسالة بالعربية على مهبط الطائرات بالمطار، وطلب تسليمها إلى مطلقته القبرصية.
كانت وزارة الطيران، قد أكدت أن طائرة مصر للطيران طراز إيرباص 320 رحلة رقم 181 وعلى متنها 81 راكبا والمتجهة من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة إلى حالة اختطاف، حيث أبلغ قائدها الطيار عمر الجمل، عن وجود تهديد من أحد الركاب بوجود حزام ناسف فى حوزته.
وكشفت مصادر مطلعة بمطار القاهرة، أن خاطف الطائرة طالب الطاقم فى البداية بالتوجه بها إلى تركيا، إلا أن طاقم الطائرة أقنع الخاطف بصعوبة هذا الأمر، نظرا لعدم كفاية الوقود، وفى نهاية المطاف رضخ الخاطف لطاقم الطائرة وهبطت فى مطار لارناكا بقبرص.
وأكد مصدر ملاحى أن تصرف قائد الطائرة اتسم بالعقلانية فى تصرفه وعدم المراوغة، نظرا لعدم حمل الطائرة الوقود الكافى، لافتا إلى أنه هبط بالطائرة حاملا أقل من نصف طن من الوقود، وهو ما يعد كمية قليلة لا تكفى للمراوغة، مشيرا إلى أن المدة الزمنية للرحلة ما بين القاهرة والإسكندرية لا تتعدى 35 دقيقة، وبالتالى فلا تحمل كمية كبيرة من الوقود.
وتابع: "التصرف الأمثل كان الامتثال لطلب الخاطف نظرا لإمكانية نفاذ الوقود، مؤكدا أن جميع طيارى مصر للطيران حاصلين على دورات للتعامل مع مثل هذه المواقف إلا أن قائد الطائرة كان مضطرا لذلك حفاظا على سلامة الركاب والطائرة".