"حادث اختطاف طائرة مصر للطيران" بلا شك أنه الحدث الأغرب الذى شاهده وتابعه كثيرون، اليوم الثلاثاء، خاصة بعد أن تبين أن الخاطف سيف الدين مصطفى لا يحمل متفجرات، وأن الحزام الذى كان يرتديه ما هو إلا حزام طبى، وهو ما سهل له العبور من قوات تأمين برج العرب.
حالة من البلبلة سادت فى البداية بسبب تضارب الأنباء عن اسم خاطف الطائرة، وسبب طلبه التوجه لقبرص، وتضاربت الروايات الخاصة باختطاف الطائرة ما بين سياسية وإرهابية وعاطفية، فى ظل الأنباء عن مطالبة الخاطف بالإفراج عن سجناء مصريين، على الرغم من إطلاقه لسراح كل المصريين على الطائرة ما عدا الطاقم وبعض الركاب الأجانب.
رواد مواقع التواصل الاجتماعى كغيرهم، تابعوا الموضوع باهتمام بالغ ودشنوا عدة هاشتاجات اجتاحت الترند المصرى والعالمى بالتزامن مع محاولات القوات القبرصية إطلاق سراح المحتجزين.
رواد تويتر يرفعون القبعة لقائد الطائرة احتراما لحكمته وذكائه
"عمرو جمال" قائد طائرة مصر للطيران "البطل الحقيقى" فى التعامل مع أزمة اختطاف الطائرة، بحسب وصف رواد مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، فرواد موقع تويتر أشادوا بحكمته وحنكته فى إدارة الموقف، والخروج منه دون وجود خسائر بشرية أو مادية.
البعض اعتبر أن قائد الطائرة هو الجندى المجهول فى هذه المعركة، واعتبروا أن سرعة تصرفه أنقذت مصر للطيران وركابها من كارثة محققة، بل ووضع مصر فى وضع حرج، فى حالة امتلاك الخاطف لمتفجرات حقيقية.
فقال الإعلامى شريف عامر "أدى كابتن الطائرة عمرو جمال واجبه كاملا فى ظروف شديدة الصعوبة لا يختبرها أو يمر بها إلا قلة نادرة على امتداد حياتهم"، وأيده فى ذلك الإعلامى رامى رضوان "التحية الأكبر لقائد الطائرة وطاقم الضيافة على تعاملهم مع هذا الحادث نادر الحدوث، وتحية لخلية إدارة الأزمة على تدفق المعلومات (ولو قلت) ولو وقعوا فى خطأ أو اثنين.. وعلى سرعة عقد مؤتمر صحفى لطرح المعلومات "المؤكدة"، مضيفاً "شىء يفرح ويدعو للفخر وحملة دعاية لمصر والمصريين وشركة مصر للطيران لا تقدر بملايين.. وسائل الإعلام الغربى تشيد بطاقم مصر للطيران وتعامله مع الأزمة"، كما قالت الفنانة اللبنانية نيكول سابا "الله يعين قائد الطائرة وكل طاقمها لما يواجهوا مواقف مثل الخطف والتهديد.. مش سهلة أبداً.. رغم الـpanic والهلع الموقف يحتاج جرأة وتركيز".
إشادة كبير بتعامل وزير الطيران الجديد الاحترافى مع الأزمة
الجانب الآخر الذى لفت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعى، هو سرعة التعامل باحترافية مع الأزمة من وزارة الطيران المدنى، وتنظيم مؤتمر صحفى بسرعة لمتابعة كل المستجدات المتعلقة بالقضية.
التعامل المحترف من وزير الطيران المدنى أعطى خلفية مهمة عن تغيير ثقافة بعض الوزراء فيما يتعلق بإصدار بيانات لإيضاح الحقائق المتاحة للجمهور، فيما لا يضر الأمن القومى بشكل عام، وأمن الطائرة وطاقمها وركابها فى هذه الحالة بشكل خاص.
كثيرون اعتبروا أن إصدار شركة مصر للطيران لبيانات بخصوص حادث الطائرة منع بصورة كبيرة تداول المعلومات المغلوطة، التى غالباً ما تسبب حالة من إثارة الجدل والبلبلة وعدم الاستقرار، مشددين على أن وجود بيانات رسمية تقطع الطريق على التأويل وقول معلومات غير صحيحة.
الألش على الطائرة سمة غالبة "المصرى معروف بجبروته"
الطريف فى الأمر أنه فى ظل عدم معرفة مصير طاقم الطائرة وركابها وكارثية الوضع والحدث إلا أن المصريين على مواقع التواصل لم يكفوا عن إطلاق النكات على واقعة حادثة اختطاف طائرة مصر للطيران.
فيديوهات ساخرة وكوميك مازح اجتاح مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها موقع فيس بوك، ليتناولوا قضية خطف الطائرة بطريقة مازحة وساخرة تكشف عن خفة ظل المصريين المعهودة.
تمنيات كبيرة بأن يكونوا فى موقف ركاب الطائرة وأن يجدوا نفسهم فى دولة أوروبية كانت هى الصفة الأبرز على حديث مرتادو هذه المواقع بصورة ساخرة، فكتب أحدهم "أحد الأشخاص يقفز من شباك الطائرة فى قبرص لما عرف أنه هيرجع مصر تانى"، وآخر مزح "تلاقى الطيار كان مشغل آه لو لعبت يا زهر فى ساعة استجابة"، وآخر غرد "وعليا النعمة يستاهلو الخطف!!! دا لو ركبوا بيچو 7 راكب وخدوا الصحراوى هيوصلوا ف ساعة ونص"، و"ركاب الطائرة المصرية المخطوفة يبدون سعادتهم البالغة باختطافهم فور وصولهم لأوروبا ويوجهون الشكر الجزيل للخاطفين على إخراجهم من مصر".
وتداولوا صورة لإيفينت ساخر مكتوب فيها "احجز معانا للغردقة الخميس7 أبريل وممكن تتخطف وتروح قبرص بـ180 جنيها بس" و"مين عارف ممكن الزهر يلعب وتروح فرنسا وإيطاليا".
هاشتاج " EgyptAir" يتصدر بأكثر من ربع مليون تغريدة فى ساعات قليلة
الهاشتاجات كانت وسيلة رواد موقع التدوين المصغر فى التعبير عن اهتمامهم الكبير بالقضية، فسيطرت واقعة خطف الطائرة على كافة الهاشتاجات فى الترندات المصرية والعالمية، فتصدر هاشتاج "EgyptAir" قائمة اهتمامات رواد موقع التدوين المصغر تويتر بأكثر من ربع مليون تغريدة فى ساعات قليلة، لمتابعة المستجدات فى خطف الطائرة ، كما غردوا بقوة عبر هاشتاج "الطيارة المخطوفة".
اللافت فى الأمر تداول صورة غريبة لخاطف طائرة مصر للطيران برفقة شخص آخر مجهول، والابتسامة تعلو وجهيهما، وهو ما أثار تساؤلاً حول موقف الشخص الواقف بجواره.
وأثارت الصورة الريبة والشك فى مدى مصداقية القصة، حيث إن الرجل يظهر مبتسماً فى الصورة بجانب الخاطف، وهو غير منطقى فى ظل تهديد الرجل لهم بالمتفجرات، إذ لم يكونوا على دراية بأنها وهمية.