مساكن خاوية من سكانها، وروث حيوانات وأتربة قد احتلت المكان نتيجة لإغلاقه لفترة طويلة، هكذا بدى الوضع بمساكن المرحلة الثانية بعشش السودان، بعدما نجحت قوات الأمن فى إخلاء العشش وتحطيمها، لنقل السكان من أماكنهم للمساكن.
وبرغم ذلك، يبدو أن المساكن لم تصل لمستحقيها، حيث عادت العشش مرة أخرى فى مواجهة المساكن الحضارية الجديدة التى قامت المحافظة ببنائها للحفاظ على الشكل الحضارى، حسبما صرح الدكتور خالد زكريا، محافظ الجيزة الأسبق، لتزيد بذلك من سوء الوضع القائم، وسط مئات العائلات الغاضبة، بسبب حصولهم على مساكن، يرون أنهم يستحقونها عن غيرهم الذين هجروا مساكنهم، لأنهم يمتلكون أخرى خارجًا.
قال نادر محمد إسماعيل، إنه وعائلته يقطنون بالمنطقة منذ عام 1950م، وبرغم ذلك لم يستلم ضمن من إستلموا الوحدات السكنية بالمرحلة الثانية، موضحًا أن هناك أشخاص لا يستحقون، قد استلموا وحدات بناءًا على تقرير مهندسة الحى، مضيفًا "مش هنطلع من مكاننا إلا لو ضربونا بالنار."
فيما أكد حسن مخيمر عبد النعيم، "اسمى جيه فى المرحلة الأولى رقم 30، وبعد كده حصلت خناقة مع أحمد هانى، مساعد المحافظ، وبعدها لقيت اسمى اتشال، وقالوا لى هتستلم فى التانية لأن اسمك مش موجود"، لافتًا إلى أن العشش مرقَمة، لكنهم فوجئوا وقت تسليم الوحدات بعد وجود أسمائهم فى كشوفات الاستلام، وأن هناك أشخاص آخرين استلموا بدلاً منهم، بلغ عددهم 50 أسرة، من مناطق بعيدة عن العشش، على حد قوله.
وأضاف مخيمر لـ"انفراد"، أن عند إخلاء قوات الأمن للعشش، قامت بتحطيم محتوياتهم من تليفزيونات والمعدات الكهربائية والمنزلية، مطالبًا "عايزين يهتموا بينا ويسلمونا المرحلة الجاية، لأننا قاعدين فى الشارع، والمطر بينزل علينا."
كما أوضح عماد محمود "الناس اللى استلمت معظمها مش من العشش، وأماكنهم لسه موجودة ما اتهدتش، وإحنا قاموا بهدم العشش بتاعنا وما سلموناش حاجة"، كاشفًا أن نصف الوحدات السكنية غير مسكونة، وهجرها سكانها حيث يقطنون بأماكن أخرى، متابعًا "روحنا للمحافظ ولرئيس الحى ورئيس الوزراء والمحامى العام، ومفيش حاجة وكله شغل مسكنات، وإحنا عايشين عيشة زبالة، ومرميين فى الشارع إحنا وعيالنا."
فيما قامت قوات الشرطة بتحطيم مساكنهم ومحتوياتها، حسبما قال، مضيفًا "إحنا بايتين فى الشارع والشتاء دخل علينا، نعمل إيه؟".
"عدى عليا أكتر من 100 محافظ، مرتضى عبد الصالح من عام 1967 فى عهد جمال عبد الناصر، وماخدناش غير شقة واحدة، وإحنا 4 أسر"، هكذا أوضح مرتضى عبد الصادق، متسائلًا "إزاى 4 أسر تعيش مع بعض، وينام إبنى ومراته فى أوضة واحدة إزاى؟".
وأردف: "أنا قاعد فى العشة وقفلت الخشب بستارة، ومش هسيبها لحين ما ربنا يأذن ليا ولعيالى، ويموتونى وأطلع على خشبة فى سبيل أن عيالى يرتاحوا"، موضحًا "مش المسئولين قاعدين فى تكييفات ومرتاحين هما وعيالهم، وسايبينا ناكل فى بعض لحد ما الدود أكلنا فوق الخمسين سنة وإحنا هنا"، داعيًا "حسبى الله ونعم الوكيل فى المسئولين".