أصبحت القوافل الطبية ضرورة ملحة لمواجهة العجز الصارخ في أطباء الوحدات الصحية بأنحاء محافظة أسوان، والتى يعانى منها الأهالى نظرا لعدم تلبية احتيجاتهم ، خاصة مع حرمان قرى عدة من وجود وحدات صحية وبعد المستشفيات العام عنهم.
تقول "فاطمة حسن"، ربة منزل من أسوان، إن القوافل الطبية سواء الحكومية أو التى تنظمها الجمعيات الخيرية أسلوب طبى مميز ولابد من تكثيف القوافل بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المنتشرة وإعطاء فرصة للمتطوعين كى تعظم الاستفادة منها مطالبة بزيادة القوافل الطبية خارج مدينة أسوان.
في حين ناشد "محمد محمود" - مزارع من إدفو قبلى بانتظام القوافل الطبية لمنطقة أدفو قبلى لتخدم قطاع عريض من الأهالى ممن لم تتوافر فى قراهم ونجوعهم وحدات صحية أو هناك وحدات صحية لكن بدون أطقم طبية، مضيفا أنهم يشاهدوا القوافل الطبية فى المواسم مؤكدا أن القوافل الطبية الأخيرة استفاد منها الأهالى، حيث تم تغيير وسائل تنظيم أسرة للسيدات بعدما تبين للأطباء أنها غير مناسبة بجانب تغيير أدوية الضغط والسكر التي درج على تناولها المرضى منذ سنوات دون مراجعة الأطباء المختصين فضلا عن اكتشاف مرضى لديهم السكر فى درجات متأخرة، مطالبا أيضا بالتوازى مع ذلك بتنظيم قوافل طبية لعمال مناجم الفوسفات الواقعة شرق وغرب أدفو وكذلك للعاملين بمشروع توشكى والصيادين فى بحيرة ناصر جنوب أسوان.
ويشاركهم الرأى "جابر أحمد" محاسب من مدينة السباعية غرب بأنه منذ سنوات لم تزورهم أى قافلة طبية باستثناء قافلة صغيرة جدا كانت بمستشفى السباعية من حوالى سنة، لافتا أنه يطالب بالدفع بقافلة طبية كل شهر على الأقل تضم جميع التخصصات وبها إمكانيات لعمل عمليات جراحية، مضيفا أن وجود مستشفي السباعية المركزى لا يغنى لعدم وجود العديد من التخصصات بها مثل الرمد والعظام وتفتقر لأجهزة أشعة وكذلك لمعمل حديث وتحتاج لأطقم طبية ذات كفاءة عالية.
وأضاف أنه من حوالى أسبوعين اصطحب ابن عمه للمستشفى لقياس ضغط الدم وفوجئ بالطبيب يرفض قياس الضغط للمريض وعند سؤاله عن السبب قال - مش أى حد يعدى أمام المستشفى يقيس الضغط - وتشبث الطبيب بموقفة بأنه ليس من مهامه قياس الضغط على حد قوله، مؤكدا أن مستشفى السباعية محسوبة عليهم وأنهم ينشدون الرعاية الطبية فى القوافل.
ويؤكد الدكتور "مصطفى أبو الحسن" من أهالى كوم أمبو، أنه يجب زيادة ميزانية القوافل الطبية والارتقاء ودعمها بنخبة من الأطباء والاستشاريين وأن تتم بالتنسيق مع كليات الطب وبعض المتخصصين فى علوم التنمية البشرية، وأن توجه لأطراف المحافظة والمراكز المحرومة من الخدمة الطبية وأن تأخذ مسمى مستشفى اليوم الواحد للفقراء والمهمشين.
من جانبه أكد الدكتور إيهاب حنفى مدير عام الصحة بأسوان بأنه فى إطار حرص اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان على توصيل الخدمة الصحية اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة مواطنى المحافظة وخاصة البسطاء وغير القادرين فى القرى والمناطق النائية أعطى المحافظ توجيهاته لمديرية الصحة بتنظيم قافلة علاجية متنقلة فى مختلف التخصصات الطبية بقرية الكرور بداية الأسبوع الحالى من أجل تخفيف مشقة الانتقال إلى المستشفيات والوحدات الصحية المختلفة.
وأشار مدير عام الصحة بأسوان، إلى إن القافلة العلاجية شملت 10 عيادات طبية متنوعة تغطى كافة المجالات الطبية منها الباطنة والأطفال والأسنان والرمد بالإضافة إلى النسا والتوليد والأنف والأذن والحنجرة والجراحة، علاوة على الجلدية والعظام والمسالك فضلاً عن معامل للتحاليل الدم والطفيليات والأشعة العادية وكشف النظارة والموجات الصوتية، لافتاً إلى أن القافلة كانت مدعمة بـ 5 أجهزة حاسب لتسجيل الحالات المرضية ومتابعتها فى حالة احتياجها للتحويل إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.
وقد أوضح الدكتور إيهاب حنفى بأن القافلة العلاجية ضمت مجموعة متميزة من الكوادر البشرية المؤهلة منها 10 أطباء و10 ممرضات، بالإضافة إلى 39 من المشرفين والصيادلة وفنى الأشعة والتحاليل وغيرهم من الإداريين ومدخلى البيانات.
وأكد على أن القافلة قامت على مدار اليومين بتوقيع الكشف الطبى على 1121 مريضا ومريضة فى مختلف التخصصات، كما تم تحويل 26 حالة أخرى إلى المستشفيات والمؤسسات الطبية المتخصصة لاستكمال الفحوصات وتلقى العلاج اللازم.
وكشف مدير عام الصحة عن أنه تم أيضاً إجراء تحليل دم لـ 119 مواطنا وتحليل طفيليات لـ67 مواطنا آخر، بينما تم إجراء أشعة عادية لـ 12 مواطنا وكشف نظارة لـ33 مواطنا آخر، بالإضافة الى إجراء خلع أسنان لـ 26 مريضا مع إجراء موجات صوتية لـ 72 حالة.
وأشار مدير صحة أسوان إلى أن القافلة العلاجية قامت أيضاً بعمل استبيان وتثقيف صحى لـ 671 شخصا من أهالى الكرور، وذلك لرفع الوعى الصحى لهم وتعريفهم بالإرشادات والقواعد الأساسية للحفاظ على الصحة والسلامة العام.