عندما يذوق الابن اليتم فى مقتبل حياته، تجده يواجه الحياة وحيدًا، بعضهم يتحدى الصعاب ويكون أقوى منها، والبعض الآخر يستسلم لحزنه، لكن هناك الكثير من النماذج فى مصر تؤكد أن اليتم ليس عقبة أمام النجاح، بل قد يكون دافعًا قويًا للنجاح والتغلب على الصعاب مهما كانت، الكثير من المشاهير فى المجالات المختلفة نشأوا أيتامًا، لكنهم هزموا إحساسهم باليتم، وانتصروا عليه، وبمناسبة يوم اليتيم نرصد أشهرهم فى هذا التقرير:
من أشهر الأيتام فى مجال الفن، فذاق اليتم منذ صغره، عندما توفت والدته بعد ولادته بأيام، حتى اعتبره بعض نساء القرية "نحساً"، ثم توفى والده وهو مازال طفلا أيضا، ليصبح يتيما من الأبوين. واستطاع حليم أن يحول كل ما كان يشعر به من آلام لنجاح ساحق بصوته الدافئ الذى يحمل الكثير من الشجن، وكانت أخته "عليا" تعوضه دومًا عن مشاعر الأمومة التى افتقدها منذ صغره، فكانت بمثابة أمه التى لم تلده، ونشأ عبد الحليم حافظ فى دار أيتام ورغم كل هذه الظروف استطاع أن يكون العندليب الأسمر.
وجوه كثيرة للشبه بين حياته وبين حياة العندليب، حتى أنه جسد حياته فى آخر فيلم له.. جمعهما الكثير وأبرز ما جمعهما كان "اليتم".. فذاق "الفتى الأسمر" من كأس اليتم عندما توفى والده بعد ولادته بفترة قصيرة، وتزوجت أمه بعد وفاته، ثم تولى جده تربيته بعد ذلك، لكن زكى استطاع بجدارة التمرد على الظروف فبنى نفسه بنفسه، ودخل مجال التمثيل بموهبة فذة لا نظير لها، يقول عنها البعض إنها "لن تتكرر"، وقدم الكثير من الأعمال التى ظلت محفورة فى ذاكرة السينما المصرية.
ثانى رؤساء مصر، والذى كان يتمتع بـ "كاريزما" خاصة جعلت الناس تلتف حوله وتتعامل معه على كونه "زعيم" وليس مجرد رئيس، ذاق عبدالناصر اليتم فى طفولته، عندما توفيت والدته فى صغره، وكان حينها يدرس فى القاهرة بعيدًا عن أسرته، وكان يتبادل الرسائل مع أمه، وعندما توقفت الرسائل وعاد وجدها قد توفيت، وقال عن وفاة والدته: " لقد كان فقدانى لأمى فى حد ذاته أمرًا محزنًا للغاية، فقد كان فقدها بهذه الطريقة، وعدم توديعى إياها صدمة تركت فى شعورًا لا يمحوه الزمن".
دوما ما جسدت دور الأم الحنونة، فهى أكبر مثال على أن فاقد الشىء قد يعطيه، فرغم فقدانها لحنان أبويها منذ الصغر.. ومنذ ولادتها، وتولى أقاربها تربيتها، وتم إلحاقها بمدرسة إنجليزية فى حى الحلمية، ثم دخلت مجال التمثيل، فكانت من النجمات اللاتى تركن أثرهن فى السينما، فأدت أدوار الأم ببراعة منقطعة النظير.
من أشهر علامات السينما المصرية، واشتهرت كذلك بأدائها لأدوار الأم المصرية.. وُلدت فى مدينة طنطا، لكنها انتقلت للعيش فى القاهرة إثر وفاة والدها وهى لم تبلغ من العمر سوى 8 سنوات.. لتبدأ رحلة معاناتها مع "اليتم"، لكنها أيضا استطاعت أن تبدل كل هذه الظروف لنجاح.
رغم أنه عُرف بـ"الفتى الشقى"، وشقاوته تجعل مَن يعرفه لا يتخيل أنه هو أيضاً ذاق مرارة اليتم فى طفولته.. إلا أنه أيضاً من الفنانين اللذين شربوا من نفس الكأس، فتوفى والده الدكتور محمد بيومى، بعد أن خسر ثروته فى البورصة، ورمزى لم يبلغ من العمر سوى 9 سنوات، لتقوم أمه بالعمل كمشرفة على كلية الطب حتى تتمكن من تربية أولادها.