شهدت منطقة جنوب القوقاز حربًا بين أذربيجان وأرمينيا فى مطلع تسعينيات القرن العشرين، بعدما أيدت أرمينيا انفصال "كاراباخ" عن أذربيجان، وساهمت جهود الوساطة التى بذلتها روسيا فى وقف تلك الحرب، إلا أن النزاع بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين حول منطقة كاراباخ التى فقدت أذربيجان السيطرة عليها لم ينته، حيث أعلنت أرمينيا وأذربيجان، اليوم السبت، تفاقم الوضع فى إقليم (كاراباخ) موضع النزاع بينهما.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، إن "القوات المسلحة الأرمينية خرقت نظام وقف إطلاق النار على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمينية 127 مرة، باستخدام مدافع الهاون والمدافع الرشاشة خلال الساعات الـ24 الماضية".
ومن جهتها قالت وزارة الدفاع الأرمينية، إن "القوات الأذربيجانية شنت فى ليل 1 إلى 2 أبريل، عمليات هجومية كثيفة باستخدام الدبابات والمدافع والطائرات". وذكرت تقارير إعلامية، أن القوات الأرمينية أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الأذربيجانية، وبدأت هجومًا مضادًا.
ومن ناحيتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع فى إقليم كاراباخ. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لـ"سبوتنيك": "نبحث المعلومات الواردة".
وعبر الرئيس الروسى عن قلقه من استئناف العمليات القتالية على خط التماس بين القوات الأرمينية والأذربيجانية، ودعا الطرفين المتنازعين إلى وقف إطلاق النار.
وشهد خط التماس بين القوات الأرمينية والأذربيجانية فى منطقة كارباخ التى هى موضع نزاع بين أذربيجان وأرمينيا، اليوم السبت، استئناف العمليات القتالية.
وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية إسقاط طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الأذربيجانية من طراز "مى-24/35" شرقى جبل مراف. كما تمكنت القوات الأرمينية من إسقاط طائرة مسيّرة وتدمير دبابة أذربيجانية - حسب ما قال المتحدث العسكرى الأرمينى أرتسرون أوفانيسيان.
وفى موسكو صرح ناطق الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف، بأن أنباء استئناف العمليات القتالية بين القوات الأرمينية والأذربيجانية أثارت قلق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وأن الرئيس بوتين يناشد الطرفين المتنازعين وقف إطلاق النار.
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية لوكالة "نوفوستى"، اليوم السبت 2 أبريل، عن مقتل 12 من العسكريين الأذربيجانيين أثناء الاشتباكات فى منطقة قرة باغ.
وتفيد المعلومات الواردة أيضًا بإسقاط مروحية من نوع "مى- 24" فى منطقة النزاع وتدمير دبابة للجيش الأذربيجانى. ولم تتمكن وكالة "نوفوستى" من الحصول على التعليقات من الجانب الأرمنى.
وأكدت السفارتان الروسيتان فى كل من أرمينيا وأذربيجان، عدم وجود معلومات لديهما عن وجود مواطنين روس من بين الضحايا والمصابين، وقالت السفارة الروسية فى باكو لوكالة "نوفوستى": "نحن نتابع كل المعلومات. وحتى الآن لم ترد أى معلومات عن ضحايا أو مصابين".
كما أكدت السفارة الروسية فى يريفان لـ"نوفوستى": "حتى الآن لم نحصل على أى معلومات من المواطنين".
ويأتى ذلك بعد احتدام الأوضاع بمنطقة النزاع فى قرة باغ الليلة الماضية. وتبادلت أرمينيا وجمهورية قرة باغ غير المعترف بها من جهة، وأذربيجان من جهة أخرى، الاتهامات بالقصف وعمليات هجومية على خط التماس. وتفيد المعلومات الواردة بوقوع خسائر من الجانبين.
جدير بالذكر أن الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم قرة باغ ذى الأغلبية الأرمينية بدأ فى عام 1988، عندما أعلن الإقليم خروجه من جمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية. وأدى النزاع المسلح فى المنطقة إلى فقدان أذربيجان السيطرة على الإقليم. وتجرى مفاوضات منذ عام 1992 لتسوية النزاع فى إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا.
ومن جانبها، ألمحت جمهورية قرة باغ إلى احتمال وقوف تركيا وراء استئناف العمليات القتالية على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمينية.
وذكر موقع إخبارى أرمينى، أن المتحدث باسم رئاسة جمهورية قرة باغ، دافيد بابايان، قال: "لا يمكن أن تسلك أذربيجان هذا السلوك بناءً على مبادرة من قبلها فقط. والأغلب ظنًا أنها تحظى بتأييد قوى محددة كتركيا".