أكثر من 50 ساعة قضاها الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الجديد داخل حدود محافظة الأقصر، قام بخلالها بجولات داخل أغلب معابد الأقصر وهى (الكرنك – المدامود – الطود – إسنا – وادى الملوك)، وذلك للوقوف على الأعمال داخل تلك المعابد الهامة بالمحافظة، وانتهت بالفعل جولات الوزير فى ليتوجه إلى جولات جديدة بمحافظة أسوان.
وعقد الدكتور خالد العنانى ندوة موسعة مع شباب الأقصر، لمدة تزيد عن ساعة كاملة، شرح لهم أسلوب العمل الجديد، وكيفية مواكبة التطور الحضارى العالمى، فى قطاعات الآثار، لدخول مصر التاريخ من جديد بالمشروعات والمخططات والنظم التكنولوجية الهامة، فى تسجيل وتصوير ومتابعة الأعمال بالمواقع الأثرية، وصدور عدة قرارات من قبل وزير الآثار فى كل موقع أثرى، يتوجه إليه، بالمحافظة، لوضع بصمته فى أول زيارة له لمدينة التاريخ الأثرى الفرعونى الأولى بالعالم، ونذكر تلك القرارات فيما يلى:-
أولاً، معبد الكرنك شمل عدة قرارات أهمها ضرورة تسجيل جميع أعمال الترميم بالصور والفيديوهات لتوثيق العمل قبل وأثناء وبعد العمل، لعرضها على وسائل الإعلام، لعمل حائط ردع – حسبما وصف الوزير – لمنع أى لغط أو تسريب للصور عبر وسائل التواصل الاجتماعى لأعمال الترميم والتشكيك فيها، وكذلك مطالبة قيادات آثار الأقصر بالتدخل الفورى والحفاظ على أى قطعة أثرية قد تحتاج لترميم فورى، وهو تكليف منه شخصيًا لجميع العاملين بمعبد الكرنك وقطاع الآثار بالأقصر.
وشملت قائمة قرارات وزير الآثار، تفعيل الشراكة مع جميع البعثات الأجنبية التى تعمل بالأقصر لتدريب كل بعثة لاثنين من العاملين بالآثار المصرية خلال فترة تواجدهم بمواقع العمل من حفائر أو ترميم وخلافه، لكى يحصل العامل بالآثار على الخبرة اللازمة فى المجال، وكذلك ضرورة دعوة جميع طلاب المدارس لزيارة معابد الأقصر بالمجان ضمن حملة يقودها قيادات الآثار لتعريف الأطفال بتاريخ بلادهم الفرعونى.
أما معبد المدامود فقد أمر الدكتور خالد العنانى بضرورة عمل سور حول المعبد للحفاظ عليه من السرقات، وفى معبد مونتو بمدينة الطود فقد كان الأمر داخل المعبد محزن للغاية لوزير الآثار، حيث شاهد بعينيه القطع الآثرية متراصة على أرفف مصنوعة بالجهود الذاتية وقريبة للغاية من السور، مما يسهل السرقات، فأمر بعمل دواليب خشبية للحفاظ على تلك القطع، وكذلك سرعة تسجيل جميع القطع الأثرية المتواجدة بالمعبد، وتقديم الدعم المالى اللازم لعمل سور حول المعبد أفضل من المبنى بالطوب اللبن، وكذلك البدء فى مشروع كلف به صلاح الماسخ أحد مفتشى آثار الأقصر بعمل مناشدات لجميع المنظمات المهتمة بالآثار للتدخل والمساعدة فى حماية جميع المعابد الأثرية، لكى تظهر بالشكل الحضارى الذى يليق بالقدماء المصريين بمختلف العصور.
وفى لقاء مع عشرات رجال الآثار والترميم فى معمل داخل معبد الكرنك فقد طالب العاملين بالتوسع فى أعمالهم ودراسة جميع جوانب المجال بمتابعة كل ما هو جديد فى الآثار المصرية، وكذلك عمل مشروعات موثقة بالصور والفيديو للمواقع التى يعملون بها لتكون دليلا للجميع فى الزيارات، وتوجد داخل الوزارة لمعرفة جميع التفاصيل فى معابد مصر، كما طالب كل العاملين بالآثار بالبحث عن كل ما هو جديد بعلم الآثار، ودراسته ومتابعته لكونهم مستقبل علم الآثار المصرى، وهم من سيقودون الوزارة من مواقعهم التى يعملون بها.
وفى زيارة "دير المدينة" بالبر الغربى، وهو الخاص بمساكن ومنازل العمال فى العصور الفرعونية، فقد أثنى وزير الآثار على الماكيتات المصغرة التى نفذتها البعثات الأجنبية التى تعمل فى الدير، واكتشاف المقابر الجديدة داخلها منذ عدة سنوات، وأكد أنه سيتقدم بطلبات لجميع البعثات التى تعمل فى كل مكان أثرى بجمهورية مصر العربية بأكملها، أن يقوموا بعمل ماكيتات كاملة وشاملة لكل شبر متواجد بقلب الموقع الذى يعملون به، ليكون دليلا للجميع عن التاريخ الفرعونى بالماكيت المصغر، وأمر الدكتور خالد العنانى بسرعة الانتهاء من المقابر الثلاثة داخل دير المدينة حتى يعود ليفتتحها خلال الشهر الجارى رسميًا للزيارة أمام السائحين الأجانب والمصريين.
وعن العمل والخطوات التنظيمية داخل أروقة ومداخل ومخارج المعابد المصرية، فقد أكد الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، أنه يجرى الانتهاء من مشروع كبير فى كل معابد مصر بعمل لوحات إرشادية أمام وداخل أروقة المعابد لكى تكون دليلا علميا متميزا للزائرين الأجانب والمصريين للتعريف بالمقاصير والمعابد الداخلية، وكذلك طرق الحفاظ على الآثار وحمايتها خلال الزيارات، وكذلك يقوم بدراسة مخطط لعمل ماكينات على مداخل المعابد لدخولها بكروت ممغنطة ككروت الفيزا وغيرها تسهل مهمة الموظفين الذين يتواجدون بمدخل كل معبد فى رؤية التذاكر الخاصة بالسائحين، وطالب قيادات آثار الأقصر بالتوجه لجميع المنازل المجاورة لكل معبد بالأقصر لتنظيم زيارات مجانية لتعريفهم بقيمة الحضارة الفرعونية والتاريخ القديم لكى يساعدونهم فى الحفاظ عليها وعدم تكرار المشاهد التى وجدها خلال زياراته بعدم اهتمام الأهالى بالآثار، وإلقاء القمامة داخل حرم المعابد من الشوارع والمنازل الخلفية.
كما تفقد الدكتور خالد العنانى وزير الدولة لشئون الآثار "معبد خنوم" بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، وأعلن عن توفير 600 ألف جنيه لتكملة مبلغ 3 ملايين و100 ألف جنيه، الخاصة لنزع ملكية المنازل خلف المعبد لبدء عمل الحفريات والبعثات الأجنبية بها، كما تفقد وزير الآثار "وكالة الجداوى" الآيلة للسقوط، وأمر بطرح مشروع ترميمها فورًا، لإنقاذها، لكونها صرحا تاريخيا فى الأقصر.
وعن قربه وعلاقته الجيدة مع الفرنسيين وأعضاء البعثات التى تعمل بمصر، فقد أكد الدكتور خالد العنانى أنه لن يفرق طوال فترة خدمته التى بدأت منذ أيام كوزير للآثار، بين أعضاء أى بعثات أجنبية، ومن يقم بعمل المتطلبات والأفكار التى تريدها الوزارة مستقبلاً، سيتم التعاون معه بشكل أوسع، ومن يقم بالتقصير سيلقى مصيرا مختلف تماماً، والهدف كله وراء ذلك إعلاء قيمة التاريخ الفرعونى والأثرى بمصر.
وعن الحدث الأبرز والأهم، الذى حضر خصيصًا له الدكتور خالد العنانى لمحافظة الأقصر، وهو العمل بالمسح الرادارى الثانى بمقبرة توت عنخ آمون، فقد عقد مؤتمرا صحفيا أمام المقبرة، وأعلن بعد 11 ساعة، بمشاركة الدكتور ممدوح الدماطى الوزير السابق، والمشرف الأول على المشروع، والعالم البريطانى نيكولاس ريفيز وقيادات آثار الأقصر، والبعثة الأمريكية التى عملت بالمقبرة، أنه سيتم عمل مسح رادارى ثالث بصورة أوسع وعمق أكبر، يزيد عن 40 مترا فى نهاية الشهر الجارى، للتأكد أكثر من النتائج التى توصلت إليها الرادارات الأول والثانى أثناء عملية المسح للمقبرة.