ليست الأولى ممن يحملون جنسية مزدوجة لبلد أجنبى إلى جانب جنسيتهم الإيرانية تتم محاكمتهم بتهمة التجسس والقيام بنشاطات ضد الأمن الداخلى للبلاد، لصالح بلد الجنسية الثانية، "ارس أميري"، فتاة شابة تبلغ من العمر 32 عاما، حكمت عليها السلطات الإيرانية بالسجن 10 سنوات، بتهمة التجسس لصالح لندن.
أميرى التى تدرس فلسفة الفن بجامعة كينجستون البريطانية، بدأت قصتها عندما مارست نشاط ثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، وعملت لدى المجلس الثقافى البريطانى وهو منظمة دولية تمارس أنشطة ثقافية فى مئآت البلدان، واوقف نشاطها داخل إيران عقب اقتحام متشدين السفارة البريطانية فى طهران منذ عام 2009.
لكن متحدث السلطة القضائية جلامحسين ايجئى قال أول أمس فى معرض حديثه عن القضية دون الافصاح عن اسم الفتاة، "شخص إيرانى كان يعمل لدى المجلس الثقافى البريطانى، متهم بالتعاون مع جهاز الاستخبارات البريطانية، وكان مسئول عن التخطيط وإدارة مخططات التحول والتغلغل الثقافى، تم رصده والقاء القبض عليه".. وأكد أنها اعترفت بشكل صريح بطريقة تجنيدها لدى جهاز الاستخبارات البريطانى وأقرت بذلك وعليه تم اصدار الحكم عليها".
ولفت ايجئى إلى أنه تم اغلاق هذا المجلس فى إيران لأسباب تتعلق بأنشطته التى وصفها بغير القانونية، متهما لندن بفتح مكاتب تقوم بأنشطة مشبوهة تحت غطاء ثقافي وكانت تسعى للتجسس واختراق البلاد.
وبحسب هيئة الاذاعة البريطانية فى نسختها الفارسية، اعتقلت ارس فى مارس 2018 أثناء زيارتها لإيران وقبل يوما من عودتها بريطانيا، وتم ايداعها فى سجن ايفين شمال العاصمة طهران، لكن وقتها تم الافتراج عنها بكفالة مالية قرت بـ 500 مليوت تومان (1 دولار = 14,900 تومان). وتم استدعائها مجددا فى سجن ايفين فى سبتمبر 2018.
من جانبها أعربت رئيسة وزارء بريطانيا تيريزا ماي عن قلقها البالغ إزاء سجن ارس التى كانت تعمل لدى المركز الثقافي البريطاني، وقالت ماي أمام البرلمان، "إن الأمر مروع تمامًا، أشعر بقلق بالغ إزاء تطور الأحداث"، موضحة أن السيدة كانت تعمل لدى منظمة مشروعة تحاول تعزيز العلاقات بين الدولتين على نحو أحسن.
وأشارت إلى أن وزير خارجية بلادها يتعامل مع المسألة، وأن حكومتها ستضغط من أجل القضية والمخاوف التي أُثيرت بشأن هذا الصدد.
أرس ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فطهران لديها سجل حافل باعتقالا مزدوجي الجنسية بتهم التجسس، وتتصدى لما يسمى "مخطط اختراق إيران من قبل مزدوجي الجنسية" الذى أصبحت هاجس لدى مسئولى النظام فى وقت تخوض فيه طهران صراعا مع المجتمع الدولى حول برنامجها النووى من جديد.
ومن بين من آلت مصائرهم لنفس مصير ارس، كانت نازنين زاجري رتكليف المحكوم عليها بالسجن 5 سنوات منذ 2016 بتهمة التجسس، ولا تزال قضيتها من أبرز المشاكل الخلافية بين لندن وطهران، حيث رفضت السيدة قطعيا الاتهامات الموجهة إليها، وأطلقت في المملكة المتحدة حملة اجتماعية نشطة من أجل الإفراج عنها.