نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلة أجراها الصحفى المخضرم بوب ودورد مع المرشح الجمهورى المثير للجدل دونالد ترامب، قدم فيها الأخير نظرة قاتمة للاقتصاد الأمريكى بلغت حد تحذيره المواطنين من الاستثمار فى سوق الأسهم فى ظل سوء الأوضاع الراهنة اقتصاديا فى الولايات المتحدة.
وضع اقتصادى خطير للغاية
وقال ترامب إن الأوضاع الاقتصادية خطيرة للغاية لدرجة أن أمريكا متجهة نحو ركود هائل جدا، ورأى أنه من المروع فى الوقت الراهن الاستثمار فى سوق الأسهم.. ورفض الملياردير الأمريكى المخاوف من أن تعليقاته التى تعد غير معتادة بالنسبة لمرشح هو الأبرز لنيل ترشيح حزبه فى الانتخابات الأمريكية، قد تؤثر على أسواق المال. وقال ترامب إنه يعتقد أن القائمون على وول ستريت جورنال يعرفون ما أقوله أفضل من أى شخص آخر، وأضاف قائلا: "لا أحتاجهم".
وتشير واشنطن بوست إلى أن ترامب أكد فى المقابلة أنه سيحكم أمريكا بنفس الطريقة غير التقليدية التى يخوض بها حملته الانتخابية، لينحى بذلك عقود من السياسة الأمريكية لصالح نهج ترامب جديد نحو العالم.
تغيير دور أمريكا فى العالم
وعن خطته للمائة يوم الأولى له فى الحكم، قال ترامب إنه سيخفض الضرائب ويعيد التفاوض على صفقات تجارية وعسكرية، بما فى ذلك تغيير دور أمريكا فى حلف الناتو.. أصر على أنه سيكون قادرا على التخلص من دين أمريكا الذى يقدر بأكثر من 19 تريليون دولار خلال فترة ثمانية أعوام. وهو ما يعتبره كثير من خبراء الاقتصاد مستحيلا، لأنه يتطلب قطع أكثر من تريليونى دولار سنويا من الميزانية العامة التى تقدر بـ 4 تريليون دولار لسد العجز.
لكن ترامب قال إنه سيعيد التفاوض على الاتفاقيات التى وقعت عليها أمريكا، والصفقات التجارية الأكبر، ومنها اتفاق تجارى مع الصين بقيمة 505 مليار دولار.
وأشار إلى أن النمو الاقتصادى الذى يتنبأ به بعد إعادة التفاوض على الاتفاقيات سيمكن أمريكا من دفع ديونها، حتى وإن كان كثير من خبراء الاقتصاد يقولون إن العكس سيحدث، وأن حربا تجارية ستعصف بالاقتصاد الأمريكى.
وقال ترامب أيضا إن الولايات المتحدة فقدت مكانتها فى العالم، وأنه سيجعل الناس يحترمون أمريكا وأن يحترمون قائدها، وحول كيفية فعل ذلك تحدث ترامب عن "هالة شخصية".
عدم كتابة شهادات عن حكمه
وخلال المقابلة ، قال ترامب أيضا إنه فى حال انتخابه، سيجعل موظفى الحكومة رفيعى المستوى يوقعون على اتفاقات ملزمة قانونا بعدم الإفصاح عما يجرى، حتى لا يستطيعوا أن يكتبوا شهادات عما يحدث فى البيت الأبيض عندما يكون هو رئيسا.
وأوضح ترامب "عندما يتم اختبار أشخاص من قبل رجل ليتولوا مناصب رفيعة فى الحكومة، ثم يتركوا بعدها هذه المناصب ويكتبوا كتاب عن الرجل ويقولوا الكثير من الأشياء الشخصية، لا أحب هذا".
من ناحية أخرى، أشار ترامب إن جميع المقربين منه، عائلته وأصدقائه وقادة الجمهوريين، يحثونه على تخفيف هجماته والتواصل مع المنافسين السابقين لطمأنة الناخبين القلقين وليبدأ عملية صعبة لتوحيد الحزب الذى أقسم كثيرون فيه على عدم دعمه، إلا أنه قال إنه لا ينوى أن يأخذ بمثل هذه النصيحة.