خلال فترة قصيرة من وضع مخططها بدأ العمل، ودخلت نسبة كبيرة منها على الإنتاج بالفعل، لتشكل قفزة مهمة للغاية على خريطة الدباغة وصناعة الجلود فى مصر، بعدما كان الأمر عشوائيا وغير منظم بالدرجة الكافية.
تمتد مدينة الروبيكى للجلود على مساحة 500 فدان، وتُعدّ طوق نجاة لدباغة وصناعة الجلد فى مصر، خاصة أنها أكبر المشروعات المتخصصة فى هذا المجال بالشرق الأوسط، وتستهدف تنمية قطاع دباغة الجلد وتصنيعه، وتحسين جودة الإنتاج، بما ينعكس على المنتجات فى السوق المحلية، ويزيد الصادرات مستقبلا، بعدما تراجعت فى السنوات الأخيرة.
ينقسم المشروع إلى ثلاث مراحل: الأولى 323 وحدة على مساحة 203 أفدنة، وتستهدف نقل وتشغيل وتطوير المدابغ من سور مجرى العيون إلى الوحدات المطورة، وانتهت بنسبة 100% من منشآت المرحلة، وبدأ الإنتاج فيها بعد نقل أكثر من 95% من الطاقة الإنتاجية لمنطقة مجرى العيون. والثانية تمتد على 109 أفدنة شاملة الجزء الخاص بامتداد التعويضات بمساحة 27 فدانا، وتشمل الصناعات الوسيطة والمستخرجة من عملية الدباغة، مثل: تصنيع الجيلاتين، وكيماويات الدباغة والكرياتين والأمينو أسيد وتصنيع السماد الحيوانى، وانتهت مرافقها بنسبة 100%، والثالثة 161 فدانا تشمل مؤسسات التصميم والمعاهد الفنية للجلود، والصناعات الوسيطة، ومصانع المنتجات الجلدية، ومنافذ بيع ومناطق تجارية، وتستوعب بين 100 و150 مصنعا للمنتجات الجلدية والإكسسوارات والكماليات، ومنطقتى خدمات، ومنطقة معارض، ومركزا طبيا ومركز تدريب.
وعن المشروع وتطوراته، قال المهندس محمود سرج، رئيس المجلس التصديرى للجلود: إن مدينة الروبيكى أكبر مشروع يشهده قطاع دباغة وصناعة الجلود فى تاريخه، وقد انعكس بالفعل على السوق المحلية التى شهدت زيادة كبيرة فى الإنتاجية، بما يقود إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتحسين جودة المنتجات فى السوق، متابعا: «سوق صناعة الجلود لا تُعانى من مشكلات فى جودة المنتج، وحجم استيرادنا لم يصل إلى 20%».
وأوضح أن المرحلة الأولى من مشروع الروبيكى شهدت تشغيل عدة مصانع، وأغلبها من مصانع سور مجرى العيون المنتقلة للمدينة، وبحلول نهاية العام الجارى ستنتقل كل المدابغ، والصناعات المغذية مثل الغراء، لافتا إلى انتهاء تخصيص مصانع المرحلة الأولى، ويجرى حاليًا الانتهاء من البنية التحتية وقواعد المعدّات والماكينات والسباكة والكهرباء فيها، إضافة إلى تخصيص الوحدات فى امتداد المرحلة الأولى، وبدء عمليات نقل المعدات.
وفى السياق ذاته، كشف عبد الرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، عن اتجاه المُصنّعين لاستيراد الجلد الخام ودباغته فى مدينة الروبيكى ثم إعادة تصديرة، وذلك بدءا من 2020 عقب انتهاء الانتقال إلى المدينة بشكل كامل، متابعا: «صادرات قطاع الجلود تحتاج مزيدا من الدعم لإعطائها ميزة تنافسية، وتوسيع القاعدة التصديرية، فهناك تكاليف تُضاف على سعر طن الجلود المُصدّرة، فمثلا إنتاج طن واحد يصلح للتصدير يتطلب بين 60 و70 متر مكعب مياه، وفى الروبيكى يُحتسب سعر المتر بـ9 جنيهات تقريبا، وهو ما يحتاج إعادة للنظر» بحسب رؤيته.
وأضاف أن تكلفة انتقال العمالة من وإلى المدينة واحدة من أبرز المشكلات التى تمثّل عبئا كبيرا على صناعة الجلود، خاصة أن محافظة القاهرة تسيّر 4 أوتوبيسات فقط إلى المدينة، لافتا فى سياق آخر إلى أن المجلس التصديرى للجلود يسعى إلى التوسع فى التصدير لقارة أفريقيا، مع الحفاظ على حضور الصناعة المصرية فى الأسواق التقليدية وكثيفة الاستهلاك للجلد، مثل إيطاليا وإسبانيا وتركيا والصين.