زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، لمصر الخميس المقبل ليست الأولى، فقد سبقتها زيارات عديدة قام بها الملك سلمان للقاهرة، فلمصر مكانة خاصة فى قلب وعقل الملك سلمان، وربما ليس معلوما لكثيرين بإن الملك سلمان سبق وتطوع فى الجيش المصرى أثناء العدوان الثلاثى على مصر.
قصة تطوع العاهل السعودى فى الجيش المصرى بدأت حينما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا فى 30 أكتوبر 1956 بإعلان التعبئة العامة، كما اتصل الملك سعود بن عبد العزيز-رحمه الله- بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليؤكد له أن المملكة حكومة وشعبا جاهزة لتقديم كل ما تطلبه مصر لرد العدوان البريطانى - الفرنسى - الإسرائيلى عليها، وبعدها وصل إلى مصر الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير الرياض وقتها، والأمير فهد بن عبد العزيز، وزير المعارف بالمملكة، والأمير سلطان بن عبد العزيز، والأمير عبدالله الفيصل،وزير الداخلية أنذاك، وآخرون فى فرقة المجاهدين السعوديين التى تكونت للدفاع عن الوطن العربى، تقدم الكثيرون من الشعب السعودى للتطوع.
الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حواره مع قناة العربية أشار إلى مشاركة الملك سلمان مع المصريين فى رد العدوان الثلاثى، وقال " عندما تعرضت مصر لعدوان ( 1956) كان الملك سلمان من المقاتلين" .
وتحتفى كثير من المواقع السعودية بالوثائق التى تشير إلى أن مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود أرسل بأبنائه "سلمان وفهد وترك" للقتال مع قوات الجيش المصرى ضد العدوان الثلاثى "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل"، وتحديدا فى مدينة السويس، والتى نجحت فى وقف تقدم الجيوش المعادية، وفرض السيادة العربية المصرية على المجرى الملاحى لقناة السويس بعد تأميم الشركة المنوطة بها إدارتها فى عهد عبدالناصر، وأظهرت الصور النادرة، الموجودة لدى أرشيف مؤسسة دار الهلال، الملك سلمان حينما كان عمره 21 عاما، وبجواره أخواه الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز والأمير تركى الثانى، وقد اصطفوا بشكل نظامى مرتدين زى الحرس الوطنى السعودى، أمام ضابط مصرى، أخذ يوضح لهم بعض التدريبات العسكرية، كما ضمت الصور لقطة نادرة للملك سلمان، برفقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وكانت مشاركة السعودية لمصر ودعمها فى صد العدوان الثلاثى أثره الكبير على المصريين، حيث قال حينها جمال عبد الناصر فى خطابه الشهير بجامع الآزهر "يوم الأربعاء اتصل بى الملك سعود تليفونيا وقال لى: إن جيش المملكة السعودية تحت تصرف مصر، وأموال المملكة تحت تصرف مصر، وإن السعودية مستعدة تعمل أى شئ وإحنا نطلب منهم هذا"، كما تطرق عبد الناصر خلال خطبته بدور دول عربية أخرى كالأردن وسوريا، مؤكدا على أهمية أن تشارك السعودية فى القتال حيث قال "إن الجيش الأردنى مستعد، بناء على الاتفاق الذى وقع بين مصر والأردن من 15 يوم، أن ينفذ كل ماتراه القيادة المشتركة، لأى خطة مشركة أن ننفذها، وأنا قلت له: إن إحنا هدفنا ألا يكون هناك جبهة على الأردن، ولكن إحنا عايزين نحصر القتال فى هذا الوقت بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى ونرى أن السعودية مع الأردن يتعاونوا الآن، حتى يقابلوا القوات الإسرائيلية إذا أرادت أن تعتدى على الأردن".
وتتضمن السيرة الذاتية للملك سلمان، رئاسته العديد من اللجان الشعبية التى قدمت الدعم لبعض البلدان العربية والإسلامية، منها رئاسته لجنة التبرع لمنكوبى السويس عام 1956، وامتد دور "سلمان" بعد ذلك إلى رئاسته اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربى فى 1973.