استقبل "مكتب مساعدة المرأة لمناهضة العنف"، بمقر محكمة شمال القاهرة الابتدائية بالعباسية، خلال الأيام الماضية، عدداَ من الشكاوى والبلاغات، لما يتعرض له زوجات من عنف من أزواجهن أو ما يتعرضن له من تحرش أو أى أعمال منافية للآداب أو اغتصاب، وذلك بحثاَ عن أية حلول أو استشارة لرد حقوقهن .
من جانبها، التقت د. مروة حجازى، الخبير الاجتماعية، بـ"أ. م"، ربة منزل، حيث روت مأساتها المفجعة مع زوجها، قائلة: "أنا متزوجة منذ 13 سنة، ودائماَ ما كنت أشعر أن زوجى ليس طبيعياَ نتيجة تصرفاته الغريبة، ففى بداية الأمر وفى أول أيام الدخلة، رفض الدخول بى دون غيره من الشباب الذين يتلهفون على الدخول بزوجاتهن يوم الدخلة".
وأضافت السيدة الثلاثينية، وبعد فترة ليست بالقصيرة دخل علىَ، ومرت الأيام وأنجبت منه ابنى "أمير"، وفى الفترة الأخيرة لحظت عليه بعض التغيرات المفاجئة، حيث كان يطالبنى بصفة دائمة بمغادرة المنزل والذهاب إلى أهلى وأسرتى فى الوقت الذى أحب على غير عادته.
وأشارت الشاكية: نشبت مشاجرة بينى وبين زوجة البواب نتيجة عدم تنفيذها لطلباتى مثل كل سكان العمارة، وأثناء مشاجرتى معها رددت لى قائلة "اوعى تفتكرى نفسك هانم زى ستات العمارة، أنا جوزك بينام معايا واللى فى بطنى ده منه"، ولكننى لم أصدق قولها لى، وعلى الفور أخبرات زوجى بما قالت فأكد لى كذبها".
وأوضحت: وحدثت المفاجأة حينما طلب منى نجلى عدم مغادرة البت وتركه مع والده بمفردهما، وقتها ظننت أن والده يعامله معاملة سيئة أو قاسية فى غيابى، ومع تكرار طلب ابنى استطعت أن أكشف المستور حينما أخبرنى أنه يشعر بآلام شديدة فى جسده من الخلف، ويريد الذهاب للطبيب، وبالفعل استجبت لرغبته، وذهبنا سوياَ للطبيب الذى أخبرنى أن التقرير الطبى يؤكد تعرض الولد لتهتكات وأنه تعرض للاغتصاب أكثر من مرة، وعندها كانت الصدمة".
وتابعت، نهرت ولدى نهراَ شديداَ كى يعترف لى بالحقيقة كاملة، فأخبرنى أن والده هو من كان يفعل به تلك الأفاعيل حينما كان يستغل عدم وجودى فى البيت، كما أكد لى أن والده كان يأتى بزوجة البواب لمضاجعتها، ما أكد لى صحة قول المرأة لى من قبل أنها حامل من زوجى، وكانت المفاجئة الأكبر حينما أخبرنى بأن البواب ذاته يأتى إليه كى يشذ معه مقابل إعطائه الأموال.
وأكدت الزوجة، قررت ترك الشقة وتأجير شقة أخرى، لإنقاذ ابنى من وحشيته، وطالبته بتطليقى إلا أنه رفض، لذلك أنا هنا فى مكتب مساعدة المرأة لمناهضة العنف، للوقوف بجانبى واسترداد حقى وحق ابنى الوحيد الذى تعرض لوحشية والدة .
من ناحية أخرى، استقبلت د.نيفين فتحى، الأخصائية النفسية بالمكتب، والدة الطالبة "آية" التى تعرضت لواقعة اغتصاب من ابن الجيران، حيث روت لها وهى تكفكف دموعها قائلة "ابنتى فى السنة الأخيرة من الثانوية العامة وهى من أوائل الطلبة، وكانت لى جاره كنت أتعامل معها على أنها أخت لى، فقد أصيبت جارتى بمرض عضال جعلها طريحة الفراش وقتاَ طويلاَ، وكنت أقوم برعايتها، حتى وفاتها المنية نتيجة المرض.
وأضافت السيدة، اضطررت بعد وفاة جارتى إلى احتضان ابنها الشاب البالغ من العمر 17 سنة، وكنت أقوم بتحضير الطعام له ولوالده بحق العشرة والجيرة، كما هو متعارف عليه فى الأماكن الشعبية، وعادة ما كنت استدعيه لتناول الطعام مع أسرتى، ومع مرور الوقت طلب منى الشاب يد ابنتى، فقمت بعرض الأمر عليها، إلا أنها رفضت بعدما أكدت لى أنها تعتبره أخا لها، وأنها تطمح فى دخول الجامعة من ناحية، وأن الشاب ليس مناسباَ لها من ناحية أخرى، لأنه حاصل على مؤهل متوسط.
وأشارت الأم، أخبرت الشاب برفض ابنتى للموضوع لأنها تعتبره مثل أخيها، فقام الشاب باستدراج ابنتى الى شقته حيث أخبرها عن طريق الهاتف أننى ذهبت لزيارة أقاربى وتركت مفتاح الشقة معه، وبالفعل ذهبت ابنتى إليه بعد عودتها من الدرس لأخذ المفتاح، حيث إنها لم تكن تتوقع أن يصدر منه مثل ذلك الفعل، وبمجرد طرقها الباب فتح لها وجذبها داخل الشقة، ووضع يده على فمها لكتم صوتها، ما أدى إلى دخولها فى غيبوبة نتيجة الشد والجذب معه.
وأوضحت الأم، ابنتى رفضت الإفصاح لى عن حقيقة ما وقع لها بعد نصيحة أحد زملائها لها، لإصابتى بمرض القلب ولأننى لن أتحمل هول الصدمة، ومرت الأيام حتى دخلت ابنتى فى نوبة إغماء طويلة، اضطررت حينها إلى نقلها للمستشفى، حيث أخبرنى الأطباء عن حقيقة الوضع بأن ابنتى ليست عذراء، وبالحديث معها روت لى ما حدث لها .
وعن حالات العنف الأسرى، استقبل محمود ياسين، المستشار القانون للمكتب، "س.ع"، 33 سنة، والتى أكدت له أنها تعمل مدربة "أيروبكس" منذ تخرجه من الجامعة، حيث عرض عليها أحد الأساتذة الجامعيين العمل معه فى صالات الجيم المملوكة له، ووافقت على الفور، وبعد فترة زمنية عرض عليها الزواج.
وأضافت السيدة، وبعد تفكير عميق استخرت الله على الزواج منه، بشرط عدم منعه لى من العمل فى يوم من الأيام، وبالفعل وافق على شرطى، وأنجبت منه بنت وولد، ثم بدأت معاملته معى فى التغيير، عن طريق تعنيفه لى بسبب أتفه الأمور، وزاد الأمر حينما منع منى الراتب الذى أتقاضيه من صالة الجيم التى يمتلكها.
وأشارت السيدة، وحينما تحدثت معه أخبرنى بأنه يريد الزواج مرة أخرى، لأننى غير قادرة على سد احتياجاته وخاصة الجنسية، وبطبيعة المرأة رفضت طلبه لى بالموافقة على زواجه من أخرى، وبعدها اكتشفت أنه يتعاطى المخدرات والمنشطات لتعجيزى من الناحية الجنسية ولكى يجد له مبرراَ شرعى للزواج علىَ .
وأوضحت السيدة، "ازدادت الفجوة بينى وبينه، بعدما بدأ يعرض الزواج على الفتيات اللاتى يترددن على صالة الجيم أمام عينى، ما أدى إلى شكوى الفتيات منه، حتى وافقت إحداهن على طلبه، فنشبت مشاجرة بينى وبينه، قام على إثرها بضربى وسحلى حتى وصل الأمر به إلى وضع السكين على رقبتى مهدداَ بالقتل أمام أعين أبنائى".
وطالبت السيدة من المكتب بتمكينها من شقة الزوجية هى وأبنائها والوقوف بجانبها حتى تحصل على حقا.
وفى ذات السياق أكدت د. مروة حجازى، الخبيرة الاجتماعية، أن المكتب يقدم المساعدة بالمجان لجميع السيدات اللاتى يتضررن من أى أعمال من شأنها التأثير عليهن، مؤكدة أن هناك نية لفتح مكاتب أخرى على مستوى الجمهورية خلال الفترة السابقة بعد نجاح عمل المكتب فى وقت قصير .
وأشارت الخبيرة الاجتماعية، أن المشروع تترأسه المستشارة جيهان البطوطى، والذى يسجل باستمارات تعارف وتقارير مفصلة وسرية، ويشرف عليه المستشار أحمد الزند وزير العدل، والمستشار محمود الرشيدى رئيس محكمة شمال القاهرة، والمستشارة غادة الشهاوى مساعد وزير العدل لحقوق المرأة والطفل، وله 3 فروع فى الإسكندرية وطنطا وأسوان، إضافة إلى القاهرة، ويضم 12 خبيراً خضعوا لدورات تدريبية مكثفة لأشهر.