تناول الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM"، صلح الحديبية، واعتراض الصحابة على بنود هذا الصلح، رغم موقف النبى المؤيد لها، موضحًا أن هذا :"لا يسفر أبدأ على أنه كفر أو عصيان، لأنه خلاف فى أمور دنيوية وتقديرات سياسية".
وقال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"،: "طيب بالله عليك يا أخى فيه حد يقدر يعترض على كلام النبى عليه الصلاة والسلام أو يخالف أمر من أوامره.. تصدق إن ده أوشك أن يحدث فى صلح الحديبية، والتاريخ يذكره لنا عشان نتعلم منه أهم حاجة فى الدنيا.. وإزاى نتعامل مع ديننا، وكلام الفقهاء مش بس كل حاجة، والتاريخ يروى لنا أهم بكثير جدًا من تفسيرات الفقهاء، واسمع اللى حصل فى صلح الحديبية، وأكيد أنت عارفه، بس عاوز أشاور فيه على كام حاجة".
وواصل خالد صلاح، قائلًا: "الرسول طلع مع 1400 واحد من الصحابة، دا جيش عشان يعملوا العمره، الكلام دا كان سنة 6 هجرية.. وقريش قالت له لا خليك متدخلش دلوقتى ، وأرسلوا له صهيل بن عمرو للتفاوض معاه فى المفاوضات التى سميت فيما بعد بصلح الحديبية، والصحابة كانوا مرتبكين ارتباك غير طبيعى.. إزاى النبى صلى الله عليه وسلم، وافق إننا نعمل صلح أصلا وإحنا جايين فى عمره.. صلح على إيه.. ثم إزاى يقبل شروط الصلح.. صهيل بن عمرو يقوله نكتب الصلح.. فالنبى يكتب بسم الله الرحمن الرحمن.. فصهيل يقول له وإحنا لو عارفين إنه الرحمن الرحيم، كنا آمنا بك أحسن.. لا أكتب باسمك اللهم، فالرسول يرضى، ثم يقول له ارجع وما تعتمرش، فالرسول يرضى، ثم يقول له اللى يكفر عندك بدين الإسلام ويجيلنا فى قريش لن نرده لك، ولكن اللى يسلم عندنا ويجيلك ترده لنا، فالرسول يرضى".
وأضاف خالد صلاح، قائلًا : "الصحابة اتلخبطوا وطالعين فى عمره ولابسين إحرام لدرجة إن سيدنا عمرو بن الخطاب بص للنبى على الصلاة والسلام، وقال له، ألست نبى الله حقًا؟.. الست على حق وعدونا على باطل، فالنبى يقول له "نبى الله حقًا"..لماذا نرضى الدنية فى ديننا يارسول الله.. وسمى الصحابة هذا الصلح صلح الدنية، لأنهم لم يرضوا عن كل البنود.. شوف بقى يجى النبى الزعيم الرئيس المسئول الأول والملهم والموحى اليه من الله، وكل هذه المعارضة لأنهم عجزا أن يفهوا ما الذى يدور فى فكر رسول الله عليه وسلم، وهو كقائد، رغم أن عنده كل هذه المعارضة لم يشرح وقتها، وكان عاوز الموضوع يتم لحكمة عنده".
وأشار إلى أن : "النبى عليه السلام قال للصحابة قوموا انحروا واحلقوا، يعنى كأنكم أتممتم العمرة.. ولا واحد من الصحابة سمع كلام النبى وقام، لدرجة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على أم سلمة زعلان وحزين، فقالت له أطلع انت انحر نحرك واحلق رأسك، وأنت لما تعمل كدا يارسول الله هما هيعملوا بعدك.. وفعلًا دا اللى حصل.. 1400 مسمعوش كلام النبى، وطلع النبى فعل ذلك، فملأ الصحابة حالة من الخجل، وقام كل الصحابة نحروا وحلقوا الرؤوس".
وقال خالد صلاح: "إحنا بنتكلم عن معارضة حقيقية.. مسمعوش كلام النبى عليه الصلاة والسلام، وشافوا إن هذا الصلح فيه إهانة للدولة الإسلامية الوليدة، وبلغ الأمر إن عمر بن الخطاب قال، لماذا نرضى الدنية فى ديننا يا رسول الله.. يعنى شوف وصلت لحد فين.. ودا اجتهاد ودا اجتهاد، ولا الرسول كفرهم ولا نزلت آيات توبيخهم، ولا الموضوع وصل لشقاق فى الأمة أو أى حاجة خالص.. دا اجتهاد سياسى، لرجل كان يدير دولة ويعرف ما الذى يفعله، وبعدين هو فسر لهم بعد كدا فى الطريق هو ليه قبل إن لو واحد كفر من أهل المدينة وراح لقريش.. ستستقبله وهذا معناه أن دولة المدينة ترتاح، ثم إن إظهار هذه العصبة المؤمنة الأولى أمام كل مجتمع الجزيرة العربية أنها عصمة سلام وليست عصبة حرب، وأنهم لا يدخلون البيت الحرام بالقوة أو القسوة او الانشقاق، إنما احترامًا لهذا المكان الجليل وهو بيت الله الحرام، ثم دخله النبى صلى الله عليه وسلم فاتحا ومخلصًا، وما حدث لا ينعكس أبدًا على الدين، ولا يسفر أبدأ على أنه كفر أو عصيان، لأنه خلاف فى أمور دنيوية وتقديرات سياسية، ويبقى للنبى صلى الله عليه وسلم من قبل ومن بعد، كل الإجلال و الاحترام والتقدير، صلوات الله عليه، النبى العظيم ذو الخلق الكريم، والقائد الأعلى لهذه الأمة، الذى علمها كيف تعمل وكيف تختلف وتفصل ما هو فى الدين عما هو فى الدنيا، لإدارة شئون الدين والدنيا".