صور.. بالجلابية وأهلا رمضان والقطايف.. المصريون بنيويورك يقتلون آلام الغربة بشهر الصيام.. يتناولون المحشى والكوارع والملوخية.. يتجمعون يوميًا للإفطار معًا.. ويؤكدون: لولا هذه "اللمة الحلوة" لن نشعر بح

"صدق أو لا تُصدق" قد يصادفك الحظ لتتأكد جيدًا أن المصرى له بصمته الخاصة فى التغلب على المشكلات التى يعانيها كل أولئك المغتربين عن أوطانهم ودفعتهم ظروف الحياة للعيش بعيدًا عن الأهل والأقرباء، خاصة فى هذه الأيام المباركة بشهر رمضان الكريم.

قد ترى هذا الكلام مبالغًا فيه وحقك أن تشعر بذلك لأن لم تشعر باللُحمة والدفء الذى وجدتهم بين أعضاء الجالية المصرية فى ولاية نيويورك الأمريكية، فإنهم يحرصون أكثر منا على تلك الأجواء الرمضانية التى تجدها بفعل هؤلاء المصريين هناك منتشرة فى العديد من الأماكن على مستوى الولاية بأكملها.

المصريون بنيويورك يتجمعون للإفطار معًا ففى أثناء الجلوس وانتظار آذان المغرب لتناول الإفطار تجد هذا جاء من منهاتن وذلك من كوينز أو بروكلين وكلها مدن أمريكية تابعة لولاية نيويورك لتناول الإفطار معًا فىLong Island التى تبعد عن المدن السابقة مقدار الساعة بالسيارة؛ حرصًا منهم على هذا الجو العائلى الذى يشعرك وكأنك على بقعة من أرض المحروسة. فى هذا الجو الأسرى الجميل، تجد مواطنين أقباطًا اختلطوا بين إخوانهم المسلمين لتناول الإفطار معًا وهم يحرصون على تجاذب أطراف الحديث والمزاح المصرى المعهود، لينتقل هذا المشهد المعبر عن قوة هؤلاء المصريون وشجاعتهم فى مواجهة وقتل آلام الغربة التى تحرمهم من أقربائهم وأهلهم خاصة فى هذه الأيام المباركة.

وعلى الرغم من الغربة التى يعيشها هؤلاء المصريون بالخارج، فإنهم يحرصون بشكل دائم على تناول جميع الأكلات المصرية المعروفة فى حفلات إفطارهم، فوجدتهم يأكلون "المحشى والملوخية والكوارع" فى بوفيه أحمد عاشور الذى يعد من أمهر الشيفات المصريين بنيويورك، وكذلك الطلبات التى يتقدم بها أعضاء الجالية المصرية هناك الذين يتم دعوتهم لتناول الإفطار معا فى منزل أحدهم، وتكون هذه الطلبات مخصوصة بأنواع معينة من الطعام التى يشتاقون إليها وهو ما يتم بالفعل تنفيذه من قبل صاحب المنزل للترحيب بضيوفه.

التقارب بين الجاليات العربية وعلى الجانب الآخر، تنظم الجاليات العربية والإسلامية فى الولاية الأمريكية نيويورك حفلات إفطار بشكل مستمر، وكذلك بعض المدارس الإسلامية التى تنظم حفلات إفطار بحضور التلاميذ وأولياء الأمور؛ للحرص على ربط أواصر الأخوة والتلاقى بين الوفود العربية والتشديد على أن جميع المواطنين فى البلاد العربية هم فى الأساس جسد واحد يتقربون إلى بعضهم البعض ويعملون على تقديم المساعدات المختلفة لمن هو فى حاجة إليها. وأكد عدد من المصريين بمدينة نيويورك الأمريكية، أن الجميع من أبناء الجالية يحرصون على التسابق فى فعل الخير فمنهم من يوزع التمور ومنهم من يساهم فى دفع الأموال لإفطار الصائمين، ومنهم من يجمع المال لإرساله إلى محافظته لعمل موائد الرحمن، موضحين أن هناك العديد من المساهمات التى يقوم بها المصريين فى نيويورك ومنها مواجهة أولئك المخربين الذين دومًا ما يهاجمون الدولة المصرية.

وأشاروا، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنهم يحرصون بصفة مستمرة على ربط الأجيال الجديدة بالوطن من خلال تقديم كل المعلومات التثقيفية لهم عن مصر وأهلها، ولاسيما فى استقبال شهر رمضان الكريم لغرس القيم الدينية فى نفوس الأبناء من خلال غرس تلك المحبة للمناسبات الدينية، والتى يأتى شهر رمضان على رأس تلك المناسبات الدينية المباركة، موضحين أنهم يحرصون على اصطحاب أطفالهم فى هذه التجمعات المصرية للتعرف على باقى أعضاء الجالية المصرية هنا وربط أواصر الود بينهم.