تحدث الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، عن الإمام أبو حنيفة النعمان ، ومقولته الشهيره "هم رجال ونحن رجال"، ومدى أهمية هذة الجملة فى التجديد المستمر للخطاب الدينى، ومواجهة الجمود.
وقال خالد صلاح، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم (ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM)،:عارف يا أخى عقدة التجديد فى الدين الإسلامى كلها مستقرة فى كلمة غريبة جداً دار حولها حوار كبير جداً فى التاريخ الإسلامى أسمها "هم رجال ونحن رجال" ، كانت مشكلة ضخمة جداً ،أولاً هم رجال ونحن رجال منسوبة إلى الإمام أبو حنيفة النعمان، مقدرش أقول لك العنعنة تثبت إن هو اللى قالها ولا لأ ، لكنها كلمة تاريخية كبيرة منسوبة إلى الإمام أبو حنيفة النعمان الغرض منها كان التجديد سنة 80 هجرية.
وواصل خالد صلاح قائل:"أول الأئمة الأربعة الإمام أبو حنيفة النعمان فى سنة 80 هجرى يعنى يمكن كان فيه ناس من تابعى التابعين كانوا لسا عايشين لحد هذا التاريخ.. إذا صح نسب هذه الجملة إلى الإمام أبو حنيفة لماذا قالها ..لأنه مع كل فترة جديدة وفكر جديد وفقه جديد وفهم جديد ، كان التقليديون يقولون له لا لأننا سمعنا عن فلان عن فلان أن الصحابى الفلانى أو التابعى الفلانى عمل كذا فكان يقول هم رجال ونحن رجال.. يعنى هم لهم فهمهم للدين حسب زمنهم وحسب المكان اللى عاشوا فيه ..ونحن كفقهاء فى الدين لنا فهمنا للدين حسب زمنا ومكنا ".
الجملة دى والفهم ده تراجع مع بدايات عصر الإنغلاق فى التاريخ الإسلامى ، وجاءت الدولة العباسية بكل مشاكلها وأمم أخرى ومحتلين عملو أنفسهم خلفاء على دول الإسلام قالو بغلق باب الاجتهاد وقالوا أنه باب تم إغلاقه ومش عاوزين حاجة..نحن مقلدين فقط لكن كلمة هم رجال ونحن رجال تعد طعن فى الصحابة.. يا عم مين قال كدا ..فأنت مش هتلاقى فى كل العلماء للأسف الشديد اللى بتشوفهم دلوقتى بيحبوا كلمة هم رجال ونحن رجال ..ولما يردوا عليها يلبسوك فى الصحابة على طول .ويقول لك ازى تقول كدا الصحابة دول قال عنهم الرسول أن خير القرون قرنى ثم الذى يليه ثم الذى يليه يعنى احنا مش هنعمل حاجة غير اللى عملها الصحابة".
وتابع:"طيب يا سيدى الصحابة ساعات يعنى لا حول ولا قوة إلا بالله انقسموا فى معسكرات مختلفة يعنى حاربوا بعض فى معركة صفين ..نعم لا يمكن يكون هناك ناس زى الصحابة لكن احنا بنتكلم عن الفهم والفقه الذى تلاهم بعد كدا، احنا لو كنا عايشين معاهم مكنش هيبقى فيه مشكلة لأنهم شافوا النبى عليه الصلاة والسلام ولكن هم رجال ونحن رجال قيلت للتجديد وحاربها كل المقلدين اللى أنت شيفهم فى التاريخ من أول نهاية الدولة الأموية وأنت طالع لحد أمبارح لو فتحت أى تليفزيون من التليفزيونات اللى بتقول فتاوى كتير هتلاقى أن التقليد هو السائد ويقولك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ..صلى على رسول الله .. أيه رأيك هذا المتن هو متن شهير للحديث لكن سنده ضعيف ..بكلمك بعلم الحديث والعنعنة ..هذا الحديث ضعيف ومن الذى ضعفه الألبانى نفسه وقال إن المتن لهذا الحديث شهير ولكن سنده ضعيف..هل ذلك يقول أنى بقول لا نقلد الصحابة؟ ..حاشا لله..هل أنا بقول منقلدش السلف الصالح والتابعين؟ لا طبعاً أعوذ بالله ..أنا بقول أن كلمة هم رجال ونحن رجال هى الكلمة الأساسية التى يمكن أن تحمى هذا الدين من الجمود ..هى كلمة المجددين الذين يفهمون صحيح الإسلام ويطبقونه على عصورهم وبلادهم ، لأن الفتوى تختلف باختلاف المكان والزمان.
وأكد أن الإمام الشافعى قبل مجيئه إلى مصر كان له فقه مختلف تماماً عن الفقه الذى ورد عنه عندما وصل إلى مصر ..أنت بتتكلم عن نفس الإمام ونفس الرجل وهو الإمام الشافعى عاش بفقه فى منطقة وجه هنا غير كل حاجة..وده معناه أنه غير فى الدين لا ده معناه أنه فهم الفهم الصحيح على حسب البلد وظروفها وعادئتها وتقاليدها وزمنها ومصلحة المسلمين التى بها".
وختم خالد صلاح قائلاً:"كلمة هم رجال ونحن رجال عاندها المقلدون هؤلاء الذين أرادوا الجمود وأرادوا التقليد الأعمى..اللى لسا لحد دلوقتى يقلك أحنا منقعدش على السفرة وهناكل على الأرض ..فيه ناس بتقول كدا لحد الوقت..هذا الجمود هو الذى أضر بالأمة الإسلامية ..وكلمة هم رجال ونحن رجال لا تعنى أبداً أعوذ بالله أننا نحن فى مقام الصحابة ..هم مقاهم أعلى وأرقى وفى دعاءنا فى الصلاة نقول بأن يحشرنا الله مع الصحابة ..ولكن مفاد الكلمة هو التجديد الدائم حيث كان الإسلام صالح لكل زمان ومكان فالتجديد ضرورى ..فالرجال بفهم وعصرهم ومكانهم لازم ينتجوا فهم جديد وفقه جديد ورحم الله الإمام أبو حنيفه النعمان رضى الله عنه الإمام المجدد الذى نطمع أن جد أمام مثله فى زماننا".