فضح الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، جرائم الخلافة العثمانية المزعومة، وهيمنة مليشياتها على ثروات الدول عبر السرقة، وخداع الشعوب بأهمية عودتها مرة أخرى من أجل امتداد الخلافة فى الإسلام.
وقال خالد صلاح: "طبعا تسمع دلوقتى ناس تقولك إحنا عاوزين نرجع الخلافة العثمانية، أصل الخلافة العثمانية امتداد لسيرة الخلافة فى الإسلام، طيب انت عارف مين العثمانيين؟ وعارف هما بدأو إزاى؟ وعارف إيه اللى حصل وورثوا الملك من مين؟ خد المفاجأة الأولانية.. العثمانيين دول كان أساسهم فى منطقة تركستان، وكانوا معروفين بمليشيات تركية كانوا ببحاربوا كمرتزقة، وكانوا وثنيين أصلا مش مسلمين، وكانوا بيحاربوا كمرتزقة فى الأساس علشان تبقى فاهم التاريخ كان ماشى إزاى وإحنا بيضحك علينا إزاى".
وأضاف خالد صلاح: "دول سكان المنطقة من تركستان كانوا مجرد مرتزقة، والدولة السلجوقية أو دولة السَّلاجقة كانوا متحالفين مع الدولة العباسية فى وقت ما، وواجهوا المغول فى وقت ما، لقوا إن بتوع تركستان دول أقليات كبيرة وثنية، استخدموهم علشان يساعدوهم فى الحرب ضد المغول، وبعد كده حطوهم على حدود الدولة البيزنطية اللى هى كانت روما القديمة أو روما الشرقية، حطوهم فى حدود الدولة دى، لكن مع الضعف المستمر فى دولة السَّلاجقة ودولة العباسيين والانهيارات اللى حصلت والانقسامات اللى حصلت بعد ما المغول فتتوا الأمة الإسلامية، ظهر دور هؤلاء الأتراك بعد الضعف الكبير فى دولة السَّلاجقة وبعد انقسام هذه الإمبراطورية العباسية الكبيرة اللى انقسمت بعد كده وتفتت فى ولايات، كل ولاية بقت ليها ملك لوحده وسلطان لوحده، بدأت تظهر هذه القوة ولما لقوا إن الوسيلة الوحيدة لدخول بيزنطة ودخول دولة الروم المفككة أصلا ودخول القسطنطينية للى بقت بعد كده الأستانة، ولما لقوا الدين هو السلاح الوحيد، بدأو يدخلوا فى الإسلام ويستخدموا الإسلام كشعار لهذه الغزوات بتاعتهم اللى سموها بعد كده فتوحات".
واستكمل: "أنا مش عاوز أدخل فى النوايا ومش عاوز أقول إن محمد الفاتح أو غيره، انت عارف ده تاريخ مقدس، والمسلمين عبر العصور عارفين إن محمد الفاتح ده فاتح روما رغم إن الكلام ده حصل بعد مئات السنين من الخلافة الراشده، إلا إنه لسه بيعتبر ده فتح إسلامى رغم إن الموضوع كله صراعات جيوسياسية.. جغرافيا سياسية هى اللى حكمت، إمبراطوريات بتضعف ومليشيات بتنهض .. بدو معندهومش حضارة ولا قوة ولا علم ولا فن، دخلوا لقوا نفسهم بيحكموا أهم إمبراطورية فى العالم وهى الإمبراطورية الرومانية الشرقية، دخلوها وبعد كده أعلنوا نفسهم إنهم الخلافة العثمانية، وبدأو يقولوا تعالوا نفتح بقية البلاد، كما لو كان بقية البلاد دى كانت كافرة ومحتاجة فتح!".
واستطرد: "طيب عاوز أسأل سؤال، هى مصر حتى تحت حكم المماليك الطغاة، كانت دولة مسلمة ولا دولة كافرة؟ يعنى ايه فتح مصر؟ يعني ايه امتداد الخلافة الإسلامية لمصر؟ هى مصر دى كانت ايه غير دولة مسلمة، والمماليك دول على شرهم وبطشهم لكن كان فيه أمة إسلامية فى هذه المنطقة، يبقى إزاى انت بتقولى إن العثمانيين والخلافة العثمانية فتحت مصر، كان الأولى بيهم إنهم يروحوا يفتحوا روما نفسها، ولا يتجهوا أكتر إلى أوروبا نفسها، لكن هما لقوا إن الإمبراطورية الإسلامية مفككة ولقوا الولايات مفككة فبدأو يعمل الخلافة العثمانية رغم إن أصولهم وثنية وانهم مجرد قتلة مرتزقة فى جيوش السَّلاجقة رغم إن هما انتهزوا فرصة تاريخية فى ضعف الإمبراطورية الرومانية علشان يدخلوا القسطنطينية وهدموا كل الحضارة فى بيزنطة وخدوا الكنيسة الكبيرة اللى هيا آيا صوفيا وحولوها إلى جامع علشان استقطاب الهوى الجامح للمسلمين فى المناطق الإسلامية اللى كانت ضعفت جدا، وخارجة منهكة بعد سنوات من الغزو المغولى، علشان يثيروا هذه النعرة الدينية، كسروا الكنيسة وحولوها إلى جامع وده تقريبا كان الفعل الوحيد اللى قدروا من خلاله إن هما يقولوا للعالم الإسلامى إن هما جايين يستردوا المجد للخلافة الإسلامية.. لكن لا خلافة ولا أى حاجة".
وتابع خالد صلاح: "لما جم مصر علموا إيه يعنى؟! تخيل اللى حصل، العثمانيين دخلوا على مصر لما السلطان سليم الأول بعت رسالة لقائد المماليك هنا وحصلت الحروب مع قانصوه الغوري، وطومان باي إلى آخره، ثم دخلوا احتلوا مصر، ولما دخلوا مصر لم يكن عندهم أى هم إلا إنهم يجمعوا ثروات هذه الأمة وينهشوا ثروات هذه البلد اللى ما صدق يستقر شوية، نهبوا كل الثروات فى مصر، سرقوا كل ثروات والمعدات والسلاح، ثم أخذوا كل العمال المهرة فى كل الصناعات والزراعات إلى الأستانة أو اسنطبول، وأفقروا مصر والأمم الإسلامية كلها، ومش بس كده.. علشان يمعنوا فى السيطرة بدأو يزرعوا الخلافات ما بين الولايات الإسلامية وبعضها فبدأو يخترعوا الحروب.. يمشوا جيش من مصر علشان يضرب ثورة فى جزيرة العرب، ويحرضوا جزيرة العرب على مصر، ويحرضوا الشام على بغداد، والشام على بغداد، تفتيت وإفقار مستمر فى هذه الأمة لكى تستمر الثروات تنهال على الأستانة، وفى المقابل غرق الملوك والسلاطين فى كل النعيم والترف الكبير اللى كانوا عايشين فيه طوال سنوات هذه الحكم اللى سقط سنة 1924".
وأردف: "طبعا فى مناحة بيعملها المتشددين الإسلاميين على موضوع الخلافة العثمانية وهذه المناحة.. مناحة كاذبة، ودول ليسوا سوا لصوص فى التاريخ، ليسوا سوا مرض عضال تفشى وارتدا قناع الخلافة لكى يقنع يوهم البسطاء من الناس أنهم يعيدون مجد هذه الأمة وكرامتها، بينما هم فى الحقيقة يسرقون الأمم سرقة رهيبة، وهديلك مثل بسيط ركز فيه، مصر دى مش كانت تحت الخلافة العثمانية لما الإنجليز احتلوها سنة 1882، ما هبش ليه الجيش العثمانى علشان يجي يحمى مصر، وكثير من البلدان العربية والإسلامية سواء فى الشام وفى شمال أفريقيا كانوا اسما تحت هذه الخلافة العثمانية، ما اتحركوش ليه؟ ليه صارت هذه الخلافة العثمانية تدافع عن نفسها وعن مصالحها وتركت هذه الولايات بصفقات رخيصة لا علاقة لها بالدين، أو بالخلافة من قريب أو من بعيد".
واختتم خالد صلاح حديثة عن الخلافة العثمانية: قائلا: "اوعى تصدق إن دى كانت خلافة حقيقية، إنهم ارتدوا الأقنعة.. ليسوا سوا الأقنعة لكى يحتلوا هذه الأمة وثرواتها، وبعدين لو رجعت بالتاريخ، لما تيجي بقى عند كلمة خلافة، لازم نتأمل كتير جدا ونفرق ما بين الخلافة الراشده وما بين اللى حصل بعد كده فى كل مراحل التاريخ الإسلامى، لأن انت حضرتك الأموريين غيروا فى طريقة الحكم وطريقة الخلافة، والعباسيين انقلبوا على الأمويين ودبحوهم دبح فى دمشق، وصارت الخلافة العباسية، هارون الرشيد دبح العشرات من الأمراء وأصحاب الولايات، وبعدين لما ورث الحكم لابنه المأمون وابنه الأمين، المأمون قتل الأمين، يعني انت بتكلمنى عن ايه بس.. كلمونى عن حكم صالح، الله يرضى عن الحكم الصالح، وأى حكم صالح هو استخلاف لله وكلماته على الأرض، مش الحرامية اللى بيسرقوا الأديان والشعوب ويقولك دى خلافة".