وصف سامح شكرى، وزير الخارجية، زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بأنها هامة ولها خصوصيتها وتميزها وتأتى فى توقيت له أهميته، بالنسبة لاستمرار التعاون الوثيق والتنسيق فى المواقف والرؤى بين بلدين لهما ثقلهما فى الإطار العربى.
وأكد وزير الخارجية فى تصريحات لـ "انفراد" على هامش على هامش مؤتمر الدبلوماسية المصرية وتحديات التنمية، والذى نظمه مجلس الأعمال المصرى الكندى والمجلس المصرى للتنمية المستدامة، بأحد فنادق القاهرة الكبرى، اليوم الاثنين، أنه كلما زاد التواصل والتفاعل بين القاهرة والرياض فهذا يصب فى مصلحة الشعوب العربية، مشيرا لمدى اهتمام الشعب المصرى والعربى البالغ بهذه الزيارة وتفاؤله بها هو دليل على الأهمية والاهتمام الرسمى لكل من مصر والمملكة العربية السعودية لاستغلال كل موقف ومناسبة لتأكيد هذه المعانى.
وأكد وزير الخارجية إن الثورة الإيرانية كان لها تأثيراتها فى المنطقة وتسعى لمد نفوذها فى النظام الإقليمى وفقا لرؤية سعت فيها طهران لمد نفوذها فى مسيرة الدول الإقليمية المحيطة، مؤكدا أن مصر مستمرة فى موقفها من قطع العلاقات مع إيران حتى اللحظة.
وأكد أن التطورات فى الربيع العربى والنزعة الطائفية، بالإضافة إلى الاتفاق النووى الإيرانى مع دول "5+1" أدى إلى معالجة المزيد من القضايا بمنظور طائفى أضاف تعقيدات على المشهد بالنسبة للعلاقات الإيرانية الإقليمية.
وأوضح أن العلاقات بين الدول لا تتم بالتعالى وأنه لابد أن تبنى على النفاذ والتوافق لتحقيق مصالح متساوية، مشيرا إلى إيران وتركيا سعتا لتصدير فكر بعينه فى المنطقة، داعيا إيران لانتهاج سياسية معتدلة ونزع فتيل الأزمات وعدم التدخل فى شئون الآخرين، مؤكدا أن مصر لا تتخذ أى مواقف عدائية من الشعبين التركى والإيرانى.
وأكد أنه سيلتقى أعضاء من لجنة مؤتمر المعارضة السورية قبيل توجههم إلى جنيف للمشاركة فى جولة المفاوضات المقبلة، مشيرا للقائه بأعضاء من اللجنة المنبثقة من المعارضة السورية الوطيدة التى شاركت فى مؤتمر القاهرة يونيو 2015، مؤكدا على وحدة وسيادة استقلالية سوريا وتحقيق تطلعات أبناء الشعب السورى.
وأوضح أن التحقيقات جارية فى حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، مشيرا إلى أن الاقتصاد المصرى تضرر كثيرا لذلك عملت مصر على الدول التى لها وفود سياحية كبيرة تأتى لشرم الشيخ منها بريطانيا، وروسيا، وتقوم بتنسيق المواقف ومتابعة إجراءات التأمين فى المطارات المصرية.
وأشار شكرى أن مصر تسعى لتحقيق مصالحها والقاهرة منفتحة بشكل كامل وتم التعاقد مع شركة بريطانية تعمل على تقدير إجراءاتنا، موضحا أن هذه الموضوعات تم التطرق لها خلال زيارته لموسكو وأن مصر تقوم بالتعاون والعمل بشفافية إدراكا لأهمية هذا التعاون. وأوضح أن مصر مستعدة للتعامل مع شركائها بكل شفافية وعزيمة.
وأكد وجود حالة من التفاعل والتغيير فى منطقة الشرق الأوسط وأن المنطقة حظت بتغير كبير، موضحا أن المنطقة العربية والشرق الأوسط يشهد تفاعلات كثيرة ومضى جزء من التغيير وتتفاعل مع ذلك بما يحقق مصالح.
وأضاف شكرى أن مصر بها مكانة مميزة بموقعها منتقدا ما يقال إن مصر استعادت دورها، قائلاً من الأفضل القول مصر مميزة على المستوى الدولى والتميز يحقق علاقة شراكة مع أشقائنا تؤدى لمصالح مشتركة.
وأشار إلى أن مصر ستظل فى إطار العلاقات مميزة مع الأشقاء، وهو حكم الواقع وعلينا التفاعل معه ومواجهة التحديات بمزيد من الترابط، مؤكدا أن مصر لا تسعى للانقضاض على أحد ولن تسمح بأن ينقض أحد عليها وأنها مع السعودية لهم علاقات مميزة، مشيرا إلى تطور العلاقات المصرية السعودية وزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر، داعيا للسعى لنقطة التوازن التى تخدم المصالح المصرية وعدم الاعتداء على المصالح المصرية.
وقال وزير الخارجية إن مصر تحرز نجاحا تجاه الرؤية المصرية، وأن الحديث عن مجلس النواب والجيش الليبى هو موقف ثابت وموقف دولى، وخلال عامين كان هناك زخم لحل الأزمة الليبية، وأن "الصخيرات" لم تكن لتنجح لولا دور مصر وتشجيعها للمسار السياسى كى تخرج للنور، مشيرا إلى أن دور مصر فى تشكيل المجلس الرئاسى وحكومة الوحدة التى تعمل توفير احتجاجات الشعب الليبى ودعم مؤسسات الدولة ودعم المجتمع الدولى.
وأكد وزير الخارجية أن مصر لا يمكنها الانفراد بالمشهد فى بعض قضايا المنطقة مثل ليبيا وسوريا، فهى تعمل دون أى أطماع فى أراضيهما، مشددا على ضرورة دعم الشعب الليبى وعدم فرض إرادتنا عليه ودعم الجيش الليبى وأن مجلس النواب سيظل المؤسسة التشريعية وفقا لاتفاق الصخيرات، مشيراً لضرورة أن يكون لمجلس النواب الليبى دورا فى تمرير الحكومة وفقا للاتفاق السياسى الموقع فى المغرب، وعلى ضرورة دعم مسار الدولة وأن يتم استرجاع ليبيا تعمل على مصالح الشعب دو التأثير على الأمن القومى لدول الجوار.
وأكد وزير الخارجية أن التنظيم الدولى له وجود فى بريطانيا وله قدرة على التنظيم وجمع الأموال ويوزع تلك القدرات لاستقطاب بعض الدوائر الإعلامية والسياسية وأن يتسع فى بريطانيا ويمتد الى لندن، موضحا أن ما حدث فى الطائرة المصرية التى تم اختطافها لقبرص هو عمل عشوائى وليس اختطافا وتوجه بالشكر لطاقم الطائرة.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تتحسب أى نوع من الأضرار فيما يتعلق بسد النهضة، مشيرا إلى أن إثيوبيا اعترفت بحق مصر فى الحياة، وفى مياه النيل، داعيًا لأخذ خطى ثابتة مع ضمان المصالح المصرية، وأنه لأول مرة يتم صياغة الاتفاق على أساس قانونى، وخارطة طريق واضحة، تضمن للأطراف مصالحها، وألا يتضرر أحد.
وأكد شكرى أن النيل يمثل شريان الحياة لمصر، موضحا أن هناك محددات يجب أن تحترم من قبل مصر، وإثيوبيا، والسودان، واتفاقات على أسس قانونية، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الإثيوبية شهدت نوعًا من التوتر والعدائية فى السابق، موضحا أن حادث مقتل الشاب "ريجينى" ترك أثرًا سلبيًا مع الجانب الإيطالى، لذلك كان لابد من التفاعل مع المحققين الإيطاليين لمتابعة التحقيقات فى مصر، لافتا إلى أن وفدًا سيتوجه لروما لتوضيح الصورة بشكل كامل، موضحا أن الحادث فردى، ورغم كل ما يروج، نفسره على أنه التهاب للمشاعر، وفيه نوع من التحامل على مصر، والترويج لنتائج وتكهنات ليست أفضل الأساليب للتعامل مع الأزمة.