نقلا عن العدد اليومى...
خرجت الصراعات بين الإخوان الهاربين فى تركيا للعلن، ولم يعودوا قادرين على إخفاء هذه الحروب التى وصلت إلى حد التبليغ عن بعضهم وتبادل الاتهامات بالتجسس والاتجار فى الاضطهاد.
وتجسد الصراع الأكبر بين العاملين فى قنوات الإخوان، ومن ثم طردهم. وأشعل شراء قناة الشرق واستقدام بعض الفنانين العاطلين لتقديم برامج غيرة المقيمين قبلهم ومنهم وجدى العربى الذى ثار غضبه وهاجم بشكل علنى الفنانين الذين يقدمون برامج لأن العربى يرى نفسه أحق منهم ، ولهذا يتهمهم بأنهم عملاء جاءوا من أجل المال وليس لهم مبادئ مثلما فعل العربى، كما يقول عن نفسه. هاجم وجدى العربى، هشام عبد الله ووصفه بالخائن والكذاب، مدعى ثورية ووطنية، وإذا كنت قد عملت فى قناة الإخوان وأخذت أموال الإخوان بعد أن وصفتهم هم وقياداتهم بالخرفان، فالعيب ليس عيبك، ولكن عيب على من يديرون القناة أيا كان اسمهم فهم فعلا «الخرفان».
السبب الرئيسى لصراع أعضاء الجماعة الهاربين هو مرتبات الفنانين والعاملين فى القنوات، حيث شنت قيادات وحلفاء للإخوان هجوما على قنوات الجماعة لدفعها مرتبات لفنانين أيدوا عزل مرسى، ثم لجأوا لقنوات الجماعة من أجل الحصول على الأموال. بزعم أن هذه الأموال هى أموال الجماعة، ويرد أصحاب القنوات أنها ليست من أموال الجماعة لكنها من متبرعين، وهو ما أثار لغطا آخر عن تمويلات من أجهزة أمن تدير القنوات وتفرض الضيوف وتضع أجندات. وهو ما بدأ يفجر أزمات كبرى بسبب تكالب القنوات وأصحابها على الأموال الغامضة التى تتدفق عليهم.
أموال القنوات والمشروعات الإعلامية أشعلت صراعات كثيرة، ودفعت البعض إلى مهاجمة الجماعة واتهامها بأنها ترتمى فى أحضان الأمن التركى وإن هناك تفرقة فى المعونات المالية التى يحصل عليها المقيمون فى تركيا.
وقد أشعلت طلبات العودة التى قدمها بعض المقيمون هناك غضبا لأنهم انكشفوا وفقدوا العناصر التى كانوا يتاجرون بها هناك وأنهم مضطهدون ومطاردون، ولهذا خرج بعض المقيمين من الإعلاميين بكتابة مقالات هاجموا فيها من قال إنهم يريدون العودة، وذلك لرفع الأموال التى يحصلون عليها، خاصة إن المشروعات الإعلامية تراجعت بعد تكرار الفشل، فضلا على تقليص قطر لميزانية التمويل بسبب تراجع أسعار النفط وإغلاق الجزيرة والإنجليزية وتسريح أعداد كبيرة من العاملين بقطر مؤخرا وصل عددهم إلى 500 ، وهو ما أدى لتبادل الاتهامات بالعمالة وإخفاء مصادر التمويل. أيضا انشغال تركيا فى الفترة الأخيرة بالإرهاب الذى يضرب المدن والصراع مع حزب العمال الكردستانى. الأمر الذى أربك أجهزة الأمن وبدأت بالفعل تجرى تحريات عن كل الأجانب المقيمين على الأراضى التركية، كما أنه طلب من بعض الإخوان أن يغادروا تركيا بعد وقف تمويلهم، وذلك بوشايات من إخوان آخرين.
كل هذه الصراعات بدأت تخرج للعلن، وبالفعل أجرى بعض أعضاء الجماعة العائدين اتصالات بالإعلام لنشر تفاصيل التمويلات والصراعات على التمويل وأجهزة الأمن والعمالة للمخابرات والأجهزة الأمنية فى تركيا. ويتوقع أن تتفجر المزيد من الفضائح حول الجماعة وحلفائها، بسبب التنافس على المال.