ذكرت شبكة (إن بى سى) الأمريكية - فى تقرير الأربعاء - أنه من الأشياء الجديرة بالملاحظة فى الكم الهائل من الوثائق المُسربة المعروفة بوثائق بنما أنه لم يأتِ ذكر أى شخصيات أمريكية فى هذه الوثائق على الرغم من أنها ضمت كثيرا من قادة حاليين وسابقين والعديد من الأثرياء والمشاهير من حول العالم.
ولفتت الشبكة إلى أن هذا لا يعنى أن الأمريكيين هم أكثر أمانةَ واستقامة أو أنهم أكثر التزاما بالقانون عن نظرائهم حول العالم، مشيرة إلى وجود عدد من الأسباب المحتملة التى أدت إلى عدم ظهور أسماء أمريكية فى هذه الوثائق.
وأوضحت (إن بى سى) أن التسريبات شملت أكثر من 11.5مليون وثيقة وهو ما يعنى أن الأمر سيستغرق وقتا حتى يفحص الاتحاد الدولى للصحافة الاستقصائية هذه الوثائق.
وقال مات جاردنر المدير التنفيذى لمعهد السياسات الضريبية والاقتصادية- وهو مركز بحثى أمريكى- أنه ربما هناك بعض المعلومات عن شخصيات وأموال سرية أمريكية لم يتم السماع عنها بعد، ومن المحتمل أيضا أن الأمريكيين المتورطين فى أعمال تهرب ضريبى وغسيل أموال يعملون ببساطة مع مكاتب قانونية أخرى غير (موساك فونسيكا)، والذى تم تسريب الوثائق من خلاله.
ويقول الخبراء أن هناك العديد من مكاتب الاستشارات القانونية صغيرة وكبيرة أمريكية وأجنبية تساعد عملاءها الأثرياء فى إقامة شركات فى الخارج والتى هى قانونية فى حد ذاتها طالما لا يحاول العملاء إخفاء عائدات من عمليات إجرامية أو التهرب من الضرائب، بينما أكد مكتب (موساك فونسيكا) أنه لم ينتهك القوانين وليس مسئولا عن كيفية استغلال هذه الشركات.
ونقل تقرير (إن بى سى) عن آنا أوينز الباحثة فى شؤون الموازنة والضرائب بمركز المصالح العامة الأمريكى أن مكتب (موساك فونسيكا) هو واحد من الآلاف حول العالم حيث توجد مئات بل آلاف مثل هذا المكتب فى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن فى حال وجود مكتب للاستشارات القانونية أمريكى يقوم بنفس العمل للشركات كما يفعل المكتب فى بنما ربما تفضل الشركات المكاتب الأمريكية خاصة أن العمليات تكون دائما قانونية وهذه هى القضية على حد تعبيرها.
ومن ناحية أخرى، أشار التقرير الأمريكى إلى أن ولايتى ديلوار ونيفادا بالإضافة إلى جزر العذراء الأمريكية معروفون بانخفاض المعدل الضريبى وبقوانينهم الفضفاضة مما يجعلهم أكثر جاذبية لمن يحاول إخفاء أصوله وأنشطته وراء شركة تكون بمثابة واجهة.
ونشرت شبكة العدالة الضريبية- التى تتخذ من بريطانيا مقرا لها- فى الخريف الماضى قائمة بأشهر الملاذات الضريبية الآمنة واحتلت الولايات المتحدة المركز الثالث بعد سويسرا وهونج كونج بينما جاءت بنما فى المرتبة الثالث عشرة.
ويقول لى شيبارد خبير فى الشؤون المالية الدولية أن ما يجعل الأثرياء الأمريكيون لا يسعون إلى البحث عن الملاذات الضريبية هو أنه ليس لديهم ما يخسرونه، مضيفا أن الضرائب بالنسبة للأمريكيين ليست مرتفعة مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى، لكن هذا لا يمنعهم من المحاولة حسبما قال شيبارد.
ويرى لارى لانجدون المسئول السابق بوكالة الموارد الفيدرالية وصاحب مكتب للاستشارات القانونية الضريبية حاليا أن كثيرا من الشركات الأمريكية العملاقة بما فى ذلك (أبل) و(جوجل) يعملون على خفض الأعباء الضريبية بصورة قانونية من خلال إنشاء شركات فى دول تتميز بمعدل ضريبى منخفض عن الولايات المتحدة، وليست بالضرورة ملاذات ضريبية مثل جزر الكاريبى، لكن أيضا فى دول متعطشة لفرص عمل مثل أيرلندا.
- "موساك فونسيكا": الشركة تعرضت لعملية قرصنة وتقدمت بشكوى للإدعاء فى بنما
- فريد الديب: اللى عملوا تسريبات بنما "مهلبية وبتنجان" وتبع أجهزة أمريكية
- فريد الديب: ما ذكر بوثائق بنما بشأن نجلى "مبارك" موجود فى تحقيقات الكسب
- مصادر: "الكسب غير المشروع" يحلل وثائق بنما لتعقب ثروات آل مبارك.. والمعلومات تؤكد تضخم ثروة علاء مبارك لـ200 مليون دولار.. وتؤكد: لجنة استرداد الأموال أقامت دعوى فى 2011 للكشف عن الوثائق المسربة