على الرغم من الهجوم الذى شنته مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة على تنظيم "داعش" الإرهابى وغلق أغلب الحسابات التى كان يتم استخدامها لنشر الأفكار المتطرفة وتجنيد مزيد من الشباب لتنفيذ عمليات انتحارية فى الدول الغربية، فشهد تطبيق الرسائل المشفرة الشهير "تليجرام" حركة غير معتادة من أنصار تنظيم داعش الإرهابى خلال الفترة الماضية، حيث اندمجت ثلاث مجموعات من الهاكرز المحترفين الموالين للجماعة الإرهابية معا من أجل تحسين قدراتهم فى شن الحروب الإلكترونية على الأهداف فى الدول الغربية، وتم إجراء عملية الدمج بين أمهر القراصنة الموجودين على "تليجرام" الذين يقومون باختراق مواقع الإنترنت وسرقة الحسابات، وبين المتخصصين فى نشر الدعاية الدينية المتطرفة على وسائل الإعلام الاجتماعية المختلفة.
ووفقا لتقرير نشر على موقع ibtimes البريطانى فجيش الخلافة الإلكترونى المعروف باسم (CCA) هو النقطة الرئيسية فى هذا الدمج، حيث إنه يقوم بشن هجمات إلكترونية على مجموعات القراصنة الآخرين المحترفين وهو ما يعنى أن أعضاءه أصحاب كفاءة عالية، بالإضافة إلى مجموعات صغيرة أخرى تقوم بشن هجمات متفرقة على جهات مختلفة.
ومؤخرًا تم نشر رسالة عبر تطبيق تليجرام من خلال حساب تابع لتنظيم داعش الإرهابى تقول إنه تم دمج الجهود الإلكترونية بين "جيش الخلافة" ومجموعة (SCA) و(KTN) من أجل تشكيل جيش قوى من القراصنة المحترفين من أجل خطوة قادمة كبرى ضد الغرب، وكان نص الرسالة كالتالى "بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى ونعمته، تم إجراء عملية دمج بين فرق قراصنة الدولة الإسلامية للتوسع فى عمليتها، بشكل أعمق، ونعلن عن أن لدينا الآن فريق جديد يحمل اسم United Cyber Caliphate قادر على التعامل باللغتين الإنجليزية والعربية".
وعقب هذا الإعلان قال Raijin قائد منظمة (GSG) غير الهادفة للربح التى تحلل المعلومات المتعلقة بداعش على منصات وسائل الإعلام الاجتماعية لتتبع الأنشطة الإرهابية المحتملة، أن كلا من مجموعة CCA و SCA غير بارعين كفاية فى اختراق المواقع وهذا هو السبب وراء سعى داعش لدمجهم مع مجموعات متفوقة مثل KTN التى تتخذ من تونس مقرا لها وتركز فى الغالب على حملات تشويه المواقع الإسرائيلية، كما أن لديها مهارات فى القرصنة أفضل بكثير من المجموعات الموجودة حاليا، فهى معروفة بسرقة معلومات بطاقة الائتمان وقواعد البيانات من مواقع متعددة.
ولكن المثير للانتباه هى الحركة الجديدة النشطة التى يقوم بها أتباع تنظيم داعش الإرهابى على بعض التطبيقات، فخلال شهر مارس فقط تم إنشاء ما يقرب من 700 قناة جديدة على تليجرام، للتواصل فيما بينهم والإعلان عن خطط جديدة، ونشر مجموعة من الكتب الإلكترونية الخاصة بالاختراق ونصائح حول هذا الأمر، وبهذا فتم استنتاج أن تطبيق "تليجرام" أصبح ملجأ قراصنة تنظيم داعش وليس المقاتلين.
وخلال الفترة القادمة من المقرر أن يتم مراقبة الحسابات الجديدة التى يتم إنشائها عبر تطبيق "تليجرام" من أجل معرفة إلى أى مدى تحاول جماعة داعش العودة مرة أخرى واستخدامه فى التواصل معا، بعد عملية الاستهداف الكبيرة التى شنتها إدارة التطبيق منذ عدة أشهر على كافة القنوات التى تحمل اسم داعش أو تؤيد الأفعال الإرهابية.
