>> المحافظة: الميادين مهمة الأحياء
>> رئيس حى وسط الإسكندرية: ليس لدينا متخصصون فى الترميم
>> الآثار: نسعى لضم 4 تماثيل أهمها محمد على وسعد زغلول ونوبار باشا
كشفت واقعة انهيار تمثال "كاتمة الأسرار" بالحى اللاتينى فى الإسكندرية، عن سقوط ملف الميادين من حسابات محافظة الإسكندرية، ورؤساء الإحياء بصفة خاصة، حيث تسبب الإهمال فى تعرض التمثال إلى تصدعات وشروخات ظلت لسنوات إلى أن تعرض للانهيار، وبالرغم من أن التمثال ليس أثريًا وهو نسخة مقلدة من التمثال الأصلى للفنان محمود مختار والمتواجد حاليًا فى متحف بالقاهرة، إلا أن الواقعة كشف خللاً فى إدارة الأحياء، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على المظهر الجمالى لميادين الإسكندرية، التى هى بمثابة عاصمة الفنون والثقافة.
وقد شهد عدد من ميادين الإسكندرية، عددًا من التماثيل التى شوهت تراث مصر، وأثارت استياء مواطنى الثغر، ولعل أهمها ميدان محطة الرمل والذى شهد وضع تماثيل لعدة شخصيات تاريخية مثل يوسف شاهين وسيد درويش والإسكندر الأكبر وكليوباترا، كانت مشوه الملامح وبعيدة عن ملامح شخصياتها الأصلية بما أثار استياء المواطنين، وطالبوا بإزالتها من الميدان.
كما أثار تمثال صنع تخليدًا لذكرى صفية زغلول، وضع فى نهاية شارع صفية زغلول الشهير بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية، استياء المواطنين أيضًا بسبب تشابه بينة وبين شخصية الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وطالبوا بإزالته من الميدان مما اضطر الدكتور أحمد بركات أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، لإجراءات تعديلات فنية، ورفع وجه صفية زغلول من المنحوتة وتركها فارغة بالميدان.
كما شهد أيضًا ميدان سيدى جابر بكورنيش الإسكندرية، جدلاً واسعًا بعد إعادة طلاء الأعمدة الخمسة بالميدان التى صممت على الطراز الرومانى باللون الأبيض يعلوه لوم برونزى نحاسى، بما وصفه فنانو ومثقفو الإسكندرية بأنه لا يليق بالذوق العام، خاصة أن الأعمدة كانت من المفترض أن تميل إلى ألوان الرخام.
من جانبه، أكد اللواء أحمد متولى سكرتير عام محافظة الإسكندرية، أن صيانة الميادين العامة، وما تحتويه من تماثيل وأعمال فنية هى مسئولية الأحياء، مشيرًا فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن كل حى من أحياء المحافظة مسئول عن صيانة ونظافة الميادين، خاصة الأعمال الفنية المتواجدة حتى وإن كانت غير أثرية.
وشدد على أنه سيتم محاسبة أى مسئول تسبب فى الإهمال، خاصة فى واقعة اختفاء تمثال "كاتمة الأسرار"، من الحى اللاتينى بالإسكندرية والتابع لحى وسط، وذلك عقب تعرضه لشروخات وكسور تسببت فى انهياره بالكامل.
فى المقابل قال على مرسى، رئيس حى وسط، إن الحى لا يوجد به متخصصون لترميم مثل تلك الأعمال الفنية، خاصة المتواجدة بالميادين العامة، بل يستعين بمتخصصين من كلية الفنون الجميلة للترميم فى مثل تلك الحالات، وفى حالة تمثال "كاتمة الأسرار" تم مخاطبة كلية الفنون الجميلة بشكل رسمى لترميم التمثال ولكنها تقاعست عن الاستجابة، مؤكدًا أن التمثال تعرض لانهيار بمنطقة الرأس بسبب عوامل التعرية والرطوبة، خاصة أنه نسخة مقلدة من مواد غير قابلة لتحمل عوامل التعرية.
من جهة أخرى، أكد مصدر مسئول بإدارة الآثار بالإسكندرية، أن الإدارة تسعى حاليًا لتسجيل 4 تماثيل بميادين عامة لتتبع وزارة الآثار لأهميتها، وهى تمثال محمد على بميدان المنشية والخديوى اسماعيل بمنطقة كوم الدكة، ونوبار باشا بمدخل مسرح سيد درويش، وسعد زغلول بمنطقة محطة الرمل، وذلك حفاظًا على تلك التماثيل القيمة والعمل الدورى على صيانتها من خلال إدارة الآثار، حيث أنها حاليًا تتبع المحافظة وليس وزارة الآثار، موضحًا أنه جار العرض على المسئولين والحصول على موافقات لضم التماثيل الأربعة إلى وزارة الآثار.
من جانبه قال النائب حسنى حافظ، نائب عن دائرة سيدى جابر بالإسكندرية، إن تمثال كاتمة الأسرار كان يشكو من الإهمال والتصدعات منذ عام 1998، وتم إهماله بسبب أنه تمثال من الجبس وليس النسخة الأصلية، إلى أن تعرض للانهيار.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى أن الإسكندرية تواجه حملة اللامبالاة، وعلى المسئولين التحرك، وأن أى مسئول يرى أنه غير جدير بالمسئولية ينسحب أو سنساهم نحن النواب فى إقالته فورًا.
وأضاف: "انتهى عصر عدم اللامبالاة، الإسكندرية تحتاج عملاً كبيرًا، خاصة أن لدينا تحفًا فنية وتماثيل متواجدة فى مخازن المحافظة، أو التعاقد مع طلاب الفنون الجميلة لوضع مشروعات التخرج فى الميادين العامة، تحت إشراف المحافظة".