تاريخ الاحتلال الإسرائيلى حافل بالجرائم والمذابح فى حق الإنسانية، فمنذ احتلال إسرائيل للأراضى العربية فى فلسطين وإعلان دولتهم المزعومة عام 1984، وآلة القتل تحصد مئات بل وآلاف الأرواح من الفلسطينيين الأبرياء، ولم تسلم الطفولة من تلك الجرائم الدموية، فقد استشهد منذ بداية "انتفاضة الأقصى" عام 2000 وحتى نهاية شهر مارس 2016 نحو 2070 طفلاً، وفقًا لآخر الإحصائيات الفلسطينية.
13 ألف جريح و12 ألف معتقل
وقال بيان صادر عن وزارة الإعلام الفلسطينية حصل "انفراد" على نسخة منه، إنه قد جرح فى الفترة نفسها أكثر من 13000 طفل، واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 12000 طفل، وما زال فى سجون الاحتلال 480 طفلاً، فيما تعرض 95% منهم للتعذيب والاعتداء خلال حملات الاعتقال والتحقيق وانتزاع الاعترافات بالإكراه أثناء استجوابهم.
واستعرضت دائرة إعلام الطفل فى وزارة الإعلام الفلسطينية برام الله انتهاكات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بحق الطفولة الفلسطينية منذ بداية انتفاضة الأقصى فى 28 سبتمبر 2000 وحتى العام الجارى.
700 طفل يعتقلون سنويًا
ويعتقل الاحتلال الإسرائيلى سنويًا نحو 700 طفل من محافظات فلسطين كافة، بذريعة إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين، فيما يتعرض طلبة المدارس إلى انتهاكات على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدن والقرى والمخيمات.
مشاكل الفقر
ويواجه الأطفال أيضاً مشاكل الفقر المتفشى، بسبب تردى الوضع الاقتصادى، والحصار المستمر خاصة فى قطاع غزة، مما يضطر الكثير منهم إلى ترك مدارسهم والتوجه إلى سوق العمل.
وبحسب تقرير للجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى لعام 2013، فقد بلغت نسبة عدد الأطفال الفلسطينيين الملتحقين بسوق العمل من الفئة العمرية (10- 17) نحو 4.1%، فيما أشار آخر تقرير لوزارة العمل الفلسطينية إلى أنه يوجد 102 ألف طفل فلسطينى دون سن 18 عامًا فى سوق العمل، فى حين بلغ عددهم عام 2011 نحو 65 ألف طفل.
عمالة الأطفال فى المستوطنات
وحسب إحصائيات مركز "معًا" الفلسطينى، يعمل من 10 آلاف إلى 20 ألفاً من العمال الفلسطينيين فى مستوطنات الأغوار الزراعية، بينهم (% 5.5) من الأطفال (13- 16) عامًا، ويعملون من 7 إلى 8 ساعات يوميًا، ويتقاضون أجرًا يضاهى ثلث الحد الأدنى للعامل الإسرائيلى.
وتعد الظروف السيئة التى يواجهها الطلاب فى مدارسهم السبب فى انتشار هذه الظاهرة، فالمدارس فى الأغوار تعانى من نقص حاد فى التمويل وغياب المرافق الكافية، وغالبًا ما تقع بعيدًا عن منازل الأطفال، الذين يتركون مدارسهم من دون أى بديل سوى العمل. ويعمل معظم الأطفال بصورة غير رسمية، ولا يحصلون على أية فوائد وسط ظروف عمل غير آمنة عمومًا.
وتعمل سياسات الاحتلال على تكريس وضع اقتصادى خطير فى الأغوار، وتدفع الأطفال الفلسطينيين لترك مدارسهم، والتخلى عن أحلامهم، ودخولهم سوق العمل قبل الأوان، مقابل أجور زهيدة، ومثل هذه الأعمال المهينة تؤثر سلبًا على تطور ونمو الطفل.
أطفال مدينة القدس المحتلة
ويعيش 85% من أطفال القدس تحت خط الفقر، فبحسب جمعية حقوق المواطن، فإن عدد سكان مدينة القدس الشرقية يبلغ 371.844 مواطنًا، يعيش 79% من هذا العدد تحت خط الفقر نتيجة السياسات والإجراءات الاحتلالية بحقهم.
وبالنسبة للتعليم فى مدينة القدس الشرقية، فما زال هناك نقص فى الفصول التعليمية يقدر بألف غرفة دراسية، وبحسب بيانات مديرية التربية والتعليم فى القدس المحتلة، فإن إجمالى الأطفال فى القدس الشرقية ما بين السادسة والـثامنة عشرة، وصل عام 2012 إلى 88 ألفًا و845 طفلاً، من بينهم 86 ألفًا و18 طفلاً التحقوا بمؤسسات تعليمية.
وبلغت نسبة التسرب من صفوف الثانى عشر الثانوية فقط فى مدارس القدس نحو 40%، فى حين تعانى المدينة من نقص فى مراكز الأمومة والطفولة، حيث يوجد فقط 4 مراكز مقارنة بمدينة القدس الغربية التى يوجد بها 25 مركزًا تعتنى بالأطفال.