صور.."انفراد"داخل محطة لينينجراد النووية المناظرة للضبعة.. 360 طن معادن تغطى وحدة الطاقة بالمفاعل.. ومولدات عملاقة تعمل بالديزل للتدخل فى حالة الطوارئ.. ومسئول: الضبعة ستكون صورة من المحطة الروسية

ـ إجراءات أمنية مشددة على دخول المحطة وتأمين صارم بإشراف أجهزة الأمن الروسية ـ غرفة التحكم المركزية يديرها 5 مهندسين وتتابع نشاط المفاعل على مدار الساعة تعتبر محطة لينينجراد النووية أحد أهم مصادر الطاقة النووية لتوليد الكهرباء فى روسيا، محطة لينينجىراد للطاقة النووية، ويتجاوز إنتاجها 4 آلاف ميجا واط، وتتكون من ثلاثة مفاعلات من نوع " مفاعل قناة عالية الطاقة-100"، ووحدة واحدة من "مفاعل الطاقة المبردة بالماء من الجيل الثالث – 1200". "انفراد" كان لها جولة فى محطة لينيجراد النووية، التى توفر أكثر من 50 % من استهلاك الطاقة فى سان بطرسبورج ومنطقة لينينجراد. فى بداية الدخول إلى المحطة تتم إجراءات تفتيش مشددة، يتم خلال تسليم جواز السفر وتصريح الزيارة ضمن الوفد الإعلامى لمؤسسة روساتوم الروسية، المسئولة عن بناء المحطة، ثم يتم المرور على أجهزة عالية الدقة للكشف عن المعادن، تليها مرحلة الحصول على بصمة العين، حتى يتم السماح بالمرور بعد فحص الأوراق والإجراءات. بعد دخولنا إلى المحطة النووية فى لينيجراد، القى رئيس قسم المعلومات فى محطة لينيجراد النووية، نيكولاس كاشن، مجموعة من التعليمات، أهمها عدم تصوير أماكن بعينها، خاصة المتعلقة بالاحتياطات الأمنية الخاصة بالمحطة النووية. حصل انفراد على مجموعة من الصور والفيديوهات لمفاعل الجيل الثالث المتطور من طراز VVER - 1200 الذى يتم بناء نسخة مماثلة له فى مدينة الضبعة المصرية، وقد تم افتتاح هذا المفاعل فى مارس 2018 ويعمل الآن بكامل قدرته. وتتمثل الميزة الرئيسية لمشروع "مفاعل الطاقة المبردة بالماء من الجيل الثالث – 1200" فى مزيج فريد من أنظمة السلامة النشطة وغير النشطة التى تجعل المحطة أكثر مقاومة للتأثيرات الخارجية والداخلية و على وجه الخصوص، يتم استخدام الوحدة التى تحتوى على "مفاعل الطاقة المبردة بالماء من الجيل الثالث – 1200" " من خلال جهاز يستخدم لتوطين الصهر الأساسى للمفاعل النووى، ونظام إزالة الحرارة السلبى من خلال مولدات البخار. نائب رئيس المهندسين فى محركات RBMK 1000مع محرر انفراد من جانبه قال نيكولاس كاشن، رئيس قسم المعلومات فى محطة لينيجراد النووية، أن المفاعل المماثل لمفاعل الضبعة النووى، تم تجريبه واختباره فى عشرات العمليات قبل التشغيل الفعلى لضمان أعلى معدلات الأمان والسلامة النووية، وقد تمت كل الاختبارات الخاصة به بدون أى مشكلات. وأضاف كاشن أن المفاعل الآن ينتج طاقة بمقدار 28 مليون كيلو وات فى الساعة يوميًا، ومغطى بطبقة من الخرسانة المسلحة يصل سمكها إلى 120 سم بالإضافة إلى نحو 350 طن من المعادن المخصصة لحماية جسم المفاعل. وأشار كاشن، إلى أن هناك مفاعل جديد داخل محطة لينيجراد النووية يتم بناؤه فى الوقت الراهن ومنتظر أن يدخل الخدمة فى عام 2021، بنفس التقنيات المستخدمة فى مفاعل VVER -1200 الذى يحاكى تماما مفاعل الضبعة النووى، موضحًا أن وحدة الطاقة الجديدة الموجودة بالمحطة تمت مراعاة جميع أبعاد ومعايير السلامة حتى تكون قادرة على مواجهة أى طوارئ، موضحا أن احتمالية تكرار ما حدث فى مفاعل فوكوشيما بالنسبة للمفاعل الحالى صفر، ولا يمكن بأى حال المقارنة بينهما. وخلال زيارة "انفراد" لمبنى مفاعل لينيجراد، شاهدنا نوافير التبريد، التى تتولى مهمة خفض درجة الحرارة لتبريد الأدوات المصاحبة لوحدة إنتاج الطاقة، مثل الشفاطات على سبيل المثال. وأكد مسئول المعلومات فى المفاعل النووى أن المفاعل به 5 مولدات، تعمل بالديزل، وحال حدوث أى مشكلات أو حوادث تساعد هذه المولدات فى تشغيل المعدات داخل المفاعل. وفى مصعد كبير انتقلنا إلى الدور السابع فى مبنى مجاور للمفاعل، عرفنا فيما بعد أنها غرفة التحكم المركزية فى المفاعل النووى، التى تدار من خلال 5 مهندسين على أعلى درجة من التدريب، بالإضافة إلى مدير لهذه الغرفة المركزية المسئولة عن إدارة نشاط المفاعل على مدار الساعة، ويتم تغيير 3 ورديات يوميا فى هذه الغرفة، الكبيرة، وقد نجحت انفراد فى التقاط مجموعة من الصور والفيديوهات داخل هذه الغرفة. فى غرفة التحكم المركزية فى المفاعل النووي، تشير التعليمات إلى ضرورة عدم لمس أى شيء أو الاتكاء على الأجهزة والمعدات الموجودة، فى إطار تعليمات الأمان والسلامة المتبعة، بالإضافة إلى أن الغرفة لها أبواب آلية لا يتم فتحها إلا من خلال كروت مرور. الغرفة مملوءة بالأجهزة الحساسة والمؤشرات التى تتحرك باستمرار، والأرقام الظاهرة تتغير من 1178 إلى 1175 وتزيد قليلا عن الرقم الأخير أو تقل بمعدلات متفاوتة، وتشير الأجهزة إلى أنها تعمل بكفاءة 99% وتزيد أحيانا لتصل إلى 99.8% . انتقلنا من غرفة التحكم المركزية فى المفاعل النووي، ثم توجهنا إلى المبنى المجاور، الذى ظهر الصوت من خلاله أعلى كثيرا، وأكثر سخونة، إلا أن الأمر صار عاديا بعدما تأكدنا من أن المنطقة التى انتقلنا إليها هى وحدة التوربينة التى يتم من خلال نقل الطاقة الناتجة عن المفاعل . وتمر الكهرباء عبر التوربينات بأربعة مراحل فنية وكل مرحلة يتم تجهيز وإعداد المعدات الخاصة بها حتى يتم التبريد فى النهاية عبر أبراج عملاقة تطلق كميات هائلة من بخار الماء على مدار الساعة من أجل تحقيق التبريد اللازم. فى نهاية الجولة داخل مفاعل لينينجراد النووى كان لنا لقاء مع ايجور لوجينكوف نائب رئيس المهندسين فى محركات RBMK 1000، الذى كشف أن محطة لينينجراد النووية تحميها العديد من الوحدات الشرطية والعسكرية بالإضافة إلى الخرس الوطنى الروسى، مؤكدًا أن تأمين المحطة النووية وتوفير السلامة لها أحد أهم الإجراءات التى تعادل الأمان النووى. وأشار لوجينكوف أن المحطات النووية الآن لا تحتاج إلى أعداد كبيرة من العمال أو الفنيين والمهندسين فقد باتت قادرة على تحقيق أعلى معدلات الكفاءة بصورة آلية كاملة، مؤكدا أن أحد أهداف التكنولوجيا الحديثة تقليل أعداد العاملين، لافتا إلى أن مفاعل الضبعة النووى سيكون تماما نفس النسخة الموجودة خلفنا فى محطة لينينجراد، وسوف نحرص على تدريب الجانب المصرى على كل الإجراءات والأساليب الحديثة الخاصة بإدارة المفاعلات والتعامل معها بكفاءة كاملة. وردا على سؤال حول الوقود النووى أكد لوجينكوف أنه يتم نقله بمعرفة شركة تابعة لروساتوم، وتتولى هذه الشركة عمليات التأمين بشكل كامل خلال كل مراحل النقل، ثم يتم تخزين هذا الوقود فى مخازن مجهزة لهذا الغرض. وأضاف أن الوقود يتم توريده مرة واحدة سنويا، ويتم تخزينه فى درجات حرارة مخصوصة، للحفاظ على سلامته وصلاحيته، مؤكدا أن الوقود النووى الذى سيتم نقله إلى الضبعة بعد بناء المفاعل المصرى، سيكون بنفس المعايير الخاصة بمؤسسة رساتوم، وسيكون هناك زيارات قريبة من الرقابة الروسية لمتابعة كل ما يتعلق بمتطلبات الأمان النووى، والتأكد من أن كل تتم بنجاح. وتقع محطة لينينجراد للطاقة النووية بالقرب من مدينة سوسنوفى بور، وهى أصغر مدينة فى شمال غرب روسيا. وتقع بين أشجار الصنوبر والكثبان الرملية على شواطئ خليج فنلندا، على بعد 80 كم من مدينة سان بطرسبورج، وهى واحدة من أجمل المدن فى منطقة لينينجراد، ويقطنها 68 ألف شخص. وترتبط الحياة فى سوسنوفى بور ارتباطًا وثيقًا بمحطة لينينجراد للطاقة النووية. حيث تعمل أكثر من 500 منظمة كبيرة ومتوسطة وصغيرة فى تلك المنطقة، بما فى ذلك أكبر معاهد البحوث وشركات الإنتاج والبناء. وتعتبر مؤسسة روساتوم الحكومية للطاقة النووية واحدة من رواد التكنولوجيا العالميين، وهى المسؤولة عن بناء المفاعل النووى المصرى بمدينة الضبعة، وتمتلك الموارد والكفاءات اللازمة للعمليات الناجحة على جميع مستويات سلسلة إنتاج وصناعة الطاقة النووية، من تخصيب اليورانيوم إلى محطات للطاقة النووية لتشغيل ومعالجة النفايات النووية. وتعد روساتوم أكبر منتج للكهرباء فى روسيا، حيث توفر أكثر من 18 بالمئة من احتياجات الطاقة فى هناك وتحتل الشركة المرتبة الأولى فى العالم من حيث حجم محفظتها من المشاريع الأجنبية، مع 36 وحدة طاقة فى 12 دولة فى مراحل مختلفة من التنفيذ، وتحتل المرتبة الأولى فى العالم فى تخصيب اليورانيوم، والثانية فى العالم من حيث احتياطى اليورانيوم والمرتبة الرابعة من حيث إنتاجه، كما توفر 17 بالمئة من سوق الوقود النووى.