بعد دور وحدة "8200" التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والمسئولة عن مراقبة جميع مواقع "السوشيال ميديا" فى المنطقة العربية وتجنيد الشباب العربى لصالح تل أبيب، دعا سكرتير عام الحكومة الإسرائيلية سابقا، تسفى هاوزر، مسئول الأمن الإسرائيليين لإنشاء وحدة جديدة "8300" يكون هدفها الحرب على الوعى العربى والعالمى.
الوحدة "8300"
وقال هاوزر، فى مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه بشكل يشبه وحدة الاستخبارات "8200"، يجب على إسرائيل انشاء وحدة تضم عدة آلاف من الإسرائيليين ذوى المهارات المختلفة ودمجهم بالوحدة "8300"، للاستعداد للجيل الجديد من "حروب الوعى" وتكون تلك الوحدة بمختلف اللغات وعلى مختلف الجبهات.
وأضاف المسئول الإسرائيلى السابق، أنه على تلك الوحدة غرس وعى جديد لدى العالم بشكل منهجى ومهنى يتماشى مع المصالح الإسرائيلية فى المنطقة وذلك ببث المعانى الواسعة حول انهيار الشرق الأوسط، أمام ما أسماه بـ"الإسلام المتشدد"، مشيرا إلى أن المواجهات المقبلة لن تكون فقط بالقدرات العسكرية وانما بأدوات مستحدثة ومتعددة المجالات.
تشغيل الآلاف بالوحدة
وأوضح أنه يمكن للجيش الإسرائيلى فقط تنفيذ مشروع كهذا، حيث أنه يملك الوصول الحصرى للقوى البشرية فى الجيل الملائم لعمل من هذا النوع، كما يمكنه دفع مئات قليلة من الأموال شهريا لأفضل الأدمغة وتشغيل الآلاف منهم فى منظومة فاعلة، لافتا إلى أن المكاتب الحكومية او تنظيمات القطاع الخاص لا يمكنها تشغيل الناس بالحجم والكمية المطلوبين ومنافسة الرواتب الشائعة فى القطاع الخاص.
وأشار إ المسئول الإسرائيلى، إلى أنه من خلال هذا العمل سيخلق الجيش قاعدة مدنية تكنولوجية جديدة، وسيسمح فى المستقبل للقطاع الخاص فى إسرائيل بقيادة مجالات الشبكات الاجتماعية والتطبيقات، على غرار قدرات "الهايتك" الإسرائيلى فى عالم الانترنت.
دمج النساء والمتدينين
وأضاف هاوزر، أنه يمكن دمج النساء والمتدينين اليهود فى هذه الوحدة، ومن خلال الادارة الصحيحة وزيادة محفزات التجنيد، وبالتالى توفير اجوبة الغد لمشاكل المستقبل، وليس اجوبة الأمس، واقناع الجنرالات بأن الوعى هو جزء من بناء القوة وان الأمن فى القرن الـ21، لا يعنى فقط الطائرات والدبابات.
حرب الوعى الفلسطينية ضد إسرئايل
وأكد المسئول الإسرائيلى، أن الجانب الفلسطينى قد غير فى 2009، استراتيجية حربه ضد اسرائيل، من استراتيجية افترضت بأن المفاوضات ستخدم المصلحة الفلسطينية بأفضل شكل، الى استراتيجية جديدة تدمج نزع شرعية إسرائيل سوية مع خطوات احادية الجانب من أجل خلق "ميزان رعب" قانونى – سياسى ضد إسرائيل.
وأوضح هاوزر، أن الفلسطينيون، قاموا فى خطوة مخططة ومنظمة، ببناء "منظومة بيئية" تهدف الى إلغاء وجود إسرائيل بكل وسيلة، خاصة بواسطة المقاطعة والعزلة، التى تقودها حركة BDSالأوربية التى تاندى بمقاطعة إسرائيل، وخلق روايات بديلة للرواية الاسرائيلية.
وأضاف المسئول الإسرائيلى، أنه فى المقابل عملت السلطة على تحقيق اعتراف دولى احادى الجانب بالدولة الفلسطينية، من خلال تحييد المفاوضات السياسية التى تحتم التنازلات المتبادلة، وأنه فى قمة هذه الخطوة الاستراتيجية، نجحت السلطة بالحصول على مكانة فى محكمة العدل الدولية فى لاهاى، وتغيير "شروط اللعب" لأول مرة، مع إسرائيل، من خلال خلق مجال ردع جوهرى أمام صناع القرارات الاسرائيليين.
تحديات الأمن القومى
ولفتت هاوزر، إلى أن إسرائيل تكرس حوالى 60 مليار شيكل للسلاح، وحوالى 60 مليون شيكل فقط للإعلام، وأن الزيادة المالية التى تم منحها فى 2016 لميزانية الدفاع، بحجم 6 مليارات شيكل، تم تحويلها كلها للتسلح، الذى تتقلص القدرات العملية لاستخدامه، مشيرا إلى أن بدل أهداف تعديل تحديات الأمن القومي، 3 مليارات لميزانية الاعلام و 3 مليارات لتدعيم العلاقة مع الجاليات اليهودية فى المهجر.
وقال المسئول الإسرائيلى، إن عدم فهم المستقبل لا يتوقف فقط على الاستعداد المالي، وانما على الاستعداد التنظيمى أيضا، المشتق من ثوابت الماضي، وإسرائيل تتواجد فى خضم حرب على الوعى الدولى – "حرب الاستنزاف" التى تهدد أمنها وأملاكها الاستراتيجية، بدل محاولة "تدعيم" عشرات التنظيمات ومئات الوحدات ذات الرغبات الطيبة والناشطة فى الإعلام ومحاربة تنظيمات المقاطعة، على إسرائيل إدخال الجيش الإسرائيلى الى المعركة وتجنيده للتحديات العينية الحالية، حسب قوله.